تحوّل انقطاع الكهرباء إلى روتين يومي في حياة المصريين، الذين اعتادوا العيش في الظلام على أضواء الشموع ولمبات الكيروسين، وفي الوقت الذي يطالب فيه المسؤولون المواطنين بترشيد الاستهلاك لمواجهة الأزمة، ينعمون هم بكهرباء لا تنقطع أبداً.
وبينما يداهم الظلام الأحياء الشعبية التي يقطنها الفقراء، مُسبباً تلف أجهزتهم الكهربائية، لا ينقطع التيار عن شوارع بعينها، وهي تلك التي تقع فيها منازل الوزراء والمشاهير من الفنانين ورجال الأعمال، وفي مناطق مثل بعض المدن الجديدة التي يسكنها الأغنياء، لأنها مزودة بمولدات احتياطية تعمل فور انقطاع الكهرباء.المفارقة الكبرى أن وزير الكهرباء محمد شاكر، لديه شركات خاصة تعمل في مجال الطاقة، وخبير في الهندسة الكهربائية، وأستاذ الهندسة الكهربائية بجامعة القاهرة، بالإضافة إلى أنه استشاري الكهرباء بمنطقة الشرق الأوسط، ورغم ذلك لم يستطع حل أزمة الكهرباء.«الجريدة» تجولت في أحد شوارع ضاحية «المهندسين»، قُرب ميدان لبنان، حيث يسكن وزير الداخلية، ووجدت الجانب الذي به منزل الوزير كأنه شعلة مضيئة وسط الظلام، الذي خيَّم على الجانب المقابل للمنزل، بينما قال حارس عقار مجاور لمنزل الوزير إن «الكهرباء لا تنقطع نهائياً لديهم، لكنها تنقطع ساعة يومياً في العقارات الموجودة على الضفة الأخرى من الشارع». «من جاور الوزرا... الهنا زاره»، بهذه الكلمات استهل أحمد إبراهيم صاحب محل بالمهندسين حديثه، ساخراً من عدم انقطاع الكهرباء بالجانب الذي يسكن فيه وزير الداخلية، رغم أنه وجيرانه في الجانب المقابل يعانون انقطاع التيار ساعة يومياً، كما أن أقاربه بضاحية بولاق الدكرور المتاخمة لـ«المهندسين» يعانون من الظلام الذي تسبب في إتلاف الأجهزة الكهربائية، وتدهور مستوى أبنائهم الدراسي.وقالت «أم فوزي» من أهالي المنطقة: الكهرباء تنقطع ساعة من الثامنة حتى التاسعة مساءً، لكن لا تنقطع بالجانب الذي يسكن فيه الوزير، مشيرة إلى أن شقيقتها تسكن بمنطقة الدقي قرب منزل فنان مشهور ولا ينقطع التيار الكهربي بالجانب الموجود فيه منزل الفنان، وكأنه استثناء عن باقي الشعب.
دوليات
الكهرباء للأغنياء والظلام يخيِّم على الفقراء
07-05-2014