كيف تقيّم تجربتك في  {سعيد كلاكيت}؟

Ad

راض عنها تماماً، ووصلتني ردود فعل جيدة حوله، حتى أنه فتح لي المجال ووسع علاقاتي لتقديم أعمال جديدة.

لماذا اخترت عامل كلاكيت ليكون بطلا لقصتك؟

عقدت جلسات مع المخرج بيتر ميمي وفكرنا خلالها في الشخصيات التي لم يُلقَ الضوء عليها في السينما المصرية، فوجدنا أن عامل الكلاكيت يعاني تهميشاً ولا يوليه البعض أهمية في مواقع التصوير باعتبار أن بإمكان أي فرد القيام بمهمته، ووقع اختيارنا على {سعيد}، شخصية لا تملك أي طموح في حياتها وفقاً لطبيعة مهنتها؛ فمساعد المخرج حلمه أن يصبح مخرجاً، إنما يظل عامل الكلاكيت هكذا طيلة حياته.

لكن الفيلم لم يركز على معاناة عمال الكلاكيت وانتقل إلى خط درامي آخر.

تسليط الضوء على معاناتهم فحسب لن يشبع المشاهد، ولن تصل إليه رسالة الفيلم، كنت أتمنى تقديم فيلم كامل عنهم لكنني أردت مزج الجانب التشويقي مع الدرامي، وأرتأينا  أن يقدم عمرو عبد الجليل لونا مختلفاً عمّا سبق أن قدمه.

كيف تقيم الأصداء حول دوره؟

انقسمت الآراء بين مؤيد ورافض، وهذا وارد، رغم أنه على المتفرج تقبل الممثل في الأدوار كافة وعدم حصره في لون واحد، وخلاف ذلك  يعدّ غير مقبول.

اقتحمت بعض الشخصيات الأحداث بشكل مفاجئ للجمهور منها شخصية المنتج حلمي شهاب... فما الغرض من ذلك؟

افتقاد {سعيد} الحلم الخاص به أدى إلى ابتكار شخصية تصنع له حلماً، وتم ذلك عن طريق هذا المنتج (أحمد فؤاد سليم) الذي عمل سنوات طويلة في مجال الإنتاج، وبسبب خيانة زوجته له فكّر في الانتقام منها عبر ابنها الذي نسبته إليه، مع أنه ليس والده الحقيقي، ولينفذ {سعيد} طلباته خطف حلمي شهاب ابنته، في النهاية يكتشف المشاهد أن البطل لم ينجب أطفالا من الأساس، إنما هي مجرد لعبة تدعى {الوهم}.

هل تحمل هذه اللعبة إسقاطاً على الوضع السياسي في مصر؟

بالفعل؛ قصدت بها شباب جماعة {الإخوان} الذين، رغم امتلاك بعضهم العلم الواسع وتخرجهم في كليات وجامعات عظيمة، إلا أنهم خضعوا لغسيل عقولهم بشكل غير طبيعي. أعتبر أن كل شاب في الجماعة هو {سعيد كلاكيت} أي الشخص الذي يخضع للوهم، تماماً كفكر الجهاديين القائل إنك إذا فجرت نفسك فستكون الجنة من نصيبك، وما تعرض له البطل في الفيلم يدعو الناس إلى إعمال عقلهم.

هل  يعني ذلك أن {سعيد كلاكيت} موجه إلى جمهور معين؟

بالفعل، لكننا قدمنا الموضوع بشخصية شعبية؛ فهو عامل كلاكيت يحصل على مبلغ ضئيل من كل عمل يشارك فيه، إلى جانب أننا رغبنا في إحداث بلبلة لدى المشاهد عبر أداء عمرو عبد الجليل وعلا غانم، وفي منتصف الفيلم تنكشف الحقائق للمتفرج الذي يعيد النظر في المشاهد التي تابعها منذ البداية.

ولماذا اخترت عرض القصة بهذه الطريقة؟

هذه هي السينما، أفلام كثيرة تطلب من الجمهور أن يُشغل عقله طوال مدة العرض، وليس معرفة الأحداث مسبقاً التي تجعله لا  يستمتع بما يشاهده، لا سيما أن السينما اعتادت، في الفترة الأخيرة، تقديم أفلام تتمحور حول راقصة وبلطجي، كما لو كانت مصر خالية من أي فئات أخرى باستثنائهما، لذا حاولت الابتعاد عن هذا الاتجاه.

ولماذا أُقحمت ثورة 25 يناير في الأحداث؟

لم يتم إقحامها، إنما الفيلم مبني على الأحداث التي أعقبت قيام الثورة، في إطار تجاري سينمائي، وفقاً لعبارة {اللبيب من الإشارة يفهم}، وثمة حديث بين السطور على غرار: {في ناس كتير بتموت بس بترجع تاني} التي ظن البعض أنها تشير إلى الراحل عمر سليمان، وهذا غير صحيح أيضاً، كلها رسائل بعثناها إلى الجمهور الذي يحللها ويفهمها حسب وجهة نظره.

هل صحيح أن عبد الجليل تدخل في قصة الفيلم؟

بالطبع، كاذب أي سيناريست يدعي أنه تعاون مع عبد الجليل ولم يتدخل في السيناريو، لأن لعبد الجليل طريقة وملكة خاصة في إلقاء الإفيه وعكس الكلام لإضحاك الجمهور. كتبت، قدر استطاعتي، جملا قد تكون مناسبة طوّعها عمرو بطريقته، ولا أرى حرجاً للسيناريست في ذلك، لأن للممثل الكوميدي، عموماً، طريقته في صنع الإفيه. الأمر يختلف في أفلام الأكشن التي لا يتدخل النجم فيها لأنها تتطلب رؤية تنفيذية.

هل أنت راض عن الإخراج؟

ما زلنا المخرج بيتر ميمي وأنا في مرحلة الشباب، ولدينا أخطاء بسيطة نعترف بها في السيناريو والإخراج، لكنها تجربة مفيدة وسنحاول تفادي هذه الأخطاء في الأعمال المقبلة.

بمَ أفادتك هذه التجربة؟

أولاً ألا أحدد الممثل الذي أكتب القصة لأجله، مثلما حدث مع عمرو عبد الجليل الذي أرى أنني ظلمته، لأن الجمهور يعتبره ممثلاً كوميدياً وهو ما وجده في الدقائق العشر الأولى، لتتحول الأحداث في ما بعد إلى تشويقية، ثانياً عقد جلسات مع المخرج في ما يسمى بـ{ورش العمل}، وهو أسلوب عالمي، لكن ثمة مؤلفين في البلاد العربية يرفضونه بحجة ألا يتدخل أي شخص في عملهم، وأخيراً الانتباه إلى الجمل الحوارية التي ترددها كل شخصية حسب ثقافتها وطبقتها الاجتماعية.

ماذا عن مشاهدك التمثيلية في الفيلم؟

أديت دور عامل الأكسسوار صديق {سعيد}. التمثيل أحد طموحاتي الفنية إلى جانب التأليف والإخراج كوني خريج معهد الفنون قسم تمثيل وإخراج.

ما جديدك؟

أحضر لفيلمين: {كتف قانوني}، يناقش موضوعاً مهماً للمصريين، من إخراج أحمد عبدالباسط، لن أصرّح بتفاصيله حتى يدخل حيز التنفيذ. {ورا مصنع الكراسي} مع المخرج بيتر ميمي، وهو فيلم كوميدي تجاري، يتضمن القليل من ثيمة الأفلام الشعبية التي يحبها المشاهد ولكن بشكل ساخر، يؤدي بطولته السوري نضال نجم الذي نعده لأداء دوره باللهجة المصرية بشكل أكثر اتقاناً عمّا قدمه في {سعيد كلاكيت}.