«محكمة لبنان» تستمع إلى شهود... ولا عراقيل بشأن الحكومة

● طرابلس تنجو من مواجهة مع الجيش
● الزياني: الإجراءات الخليجية ضد «حزب الله» قرار سيادي لكل دولة

نشر في 23-01-2014
آخر تحديث 23-01-2014 | 00:10
No Image Caption
بدأت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أمس الاستماع إلى الشهود في قضية اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، في وقت تمضي المشاورات لتشكيل حكومة جديدة قدماً، رغم المواقف النارية بين القوى السياسية بعد الانفجار الذي استهدف حارة حريك أمس الأول.
استمعت الغرفة الأولى في المحكمة الخاصة بلبنان في مقر المحكمة في لاهاي أمس إلى إفادات ٣ شهود من لائحة الادعاء العام.

وتحدث شاهدان عن حجم جريمة ١٤ فبراير ٢٠٠٥ وكيفية تعرفهما على الضحايا، كما تحدثت الشاهدة الثالثة، وهي المحققة الأسترالية روبن فرايزر التي عملت في مكتب المدعي العام بين عامي ٢٠٠٩ و٢٠١١، عن كاميرات المراقبة التي ضبطت ما يقول الادعاء إنه حافلة الميتشوبيشي التي كانت تحمل المتفجرات.

وفي ختام الجلسة، صدر عن المحكمة الدولية البيان التالي: «بدأ الادعاء عرض أدلته في قضية المتهم سليم جميل عيّاش وآخرين أمام غرفة الدرجة الأولى لدى المحكمة الخاصة بلبنان. وهذا يأتي في أعقاب التصريحات التمهيدية التي أدلى بها الادعاء، والممثلون القانونيون للمتضررين، ومحامو الدفاع عن السيد مصطفى أمين بدر الدين والسيد حسين حسن عنيسي. وأسندت إلى المتهمين سليم جميل عيّاش، ومصطفى أمين بدر الدين، وحسين حسن عنيسي وأسد حسن صبرا تهم ارتكاب جرائم متنوعة، وذلك بموجب المادة 2 من النظام الأساسي للمحكمة الخاصة بلبنان، وبموجب قانون العقوبات اللبناني لدورهم المزعوم كمشاركين في مؤامرة اعتداء 14 فبراير 2005 الذي أودى بحياة 22 شخصاً، منهم رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، وأدى إلى إصابة 226 شخصاً آخر».

وأضاف البيان أن «الادعاء سيعرض قضية عياش وآخرين في ثلاثة أجزاء. يتناول في الجزء الأول، الذي بدأ، أحداث 14 فبراير 2005، بينما يتعلّق الجزآن الثاني والثالث بالأدلة من بيانات الاتصالات. وفي الأيام القليلة القادمة، سيدلي سبعة شهود بشهادتهم شخصياً، فيما سيدلي شاهد واحد بشهادته عبر نظام المؤتمرات المتلفزة. وقد وافقت الغرفة حتى الآن على الإفادة الكتابية التي أدلى بها 23 شاهداً».

الحكومة

وعلى صعيد الحكومة الجديدة، أفادت مصادر مطلعة بأن موضوع تشكيلها لا يزال على السكة الصحيحة رغم التوتر الذي ساد بين القوى السياسية في أعقاب الانفجار الذي هز منطقة حارة حريك معقل «حزب الله» أمس الأول. ونقل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري قوله إن احتمال ولادة الحكومة خلال الأسبوع الجاري لا تزال واردة.

طرابلس

في غضون ذلك، نجت مدينة طرابلس أمس من مواجهة مع الجيش، بعد سقوط جرحى للجيش برصاص مسلحين.

وعقد أمس اجتماع في دارة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في ميناء طرابلس وضم وزراء ونواب وفعاليات المدينة. وأكد ميقاتي، عقب الاجتماع، أن «البحث كان في كيفية إعادة المدينة إلى طبيعتها، وخاصة في كيفية عودة الأمن إليها، وكان هناك إجماع على أن الحرب عبثية ولا توصل إلى نتيجة، وكان هناك تأكيد على الإدانة الكاملة للتعرض للجيش اللبناني، واتفقنا على سلسلة إجراءات لعودة المدينة إلى حياتها الطبيعية، عشية تأليف الحكومة التي نتمنى تشكيلها في أسرع وقت».

وأضاف ميقاتي أن «التجييش الذي يحصل كبير، ونحن وضعنا حداً له، ويجب عدم التعرض للجيش اللبناني، ونحن لا نجتمع كي نشهد جولات عنف جديدة»، مؤكداً أن «الأمن ليس بالتراضي».

«الزياني»

على صعيد آخر، قال الأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، في تصريحات صحافية نشرت أمس، إن وزراء داخلية دول مجلس التعاون الخليجي ناقشوا وضع «حزب الله» ضمن قائمة الإرهاب الدولية، لافتاً إلى أن «كل دولة ستتخذ إجراءاتها للحد من مصالح حزب الله في المنطقة».

وحول الإجراءات التي تتطلع دول الخليج إلى فرضها على «حزب الله»، قال الزياني إن «التنسيق مستمر بين دول مجلس التعاون الخليجي، وإن هذه القرارات سيادية لدول المجلس، وكل دولة ستتخذ الإجراءات المناسبة»، لافتاً إلى أن «التنسيق مستمر بين دول التعاون فيما يخص اتخاذ الإجراءات ضد مصالح حزب الله في المنطقة».

ملثمون يهددون الحريري

نشر موقع «النشرة» الإلكتروني أمس شريطاً مصوراً، قال إنه يتمّ تداوله في طرابلس تحت عنوان «رسالة من أهل السُّنة في طرابلس إلى سعد الحريري وتيار المستقبل»، يظهر فيه مسلحون ملثمون يهدّدون رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ويتّهمونه ببيع دماء شهداء لبنان، وعلى رأسهم والده رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري.

ويعلق المسلحون، في الشريط، على دعوة الحريري الجيش اللبناني إلى أن يضرب بيد من حديد ويدخل إلى شوارع طرابلس، قائلين: «والله والله خسئت أنت وجيشك، أنت تاريخك معروف وشباب طرابلس تاريخهم معروف»، ويضيفون: «أنت بعت أحمد الأسير في عبرا، وبعت دم أبيك من قبل، والآن تريد أن تبيع دماء شباب طرابلس الذين ضحّوا بالغالي والنفيس من أجل إعلاء كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله».

ويتوعّد المسلحون، في شريط الفيديو، بما أسموه «يوم غضب» في طرابلس في حال الاعتداء على شباب طرابلس، ويقولون: «سوف يكون يوم غضب، وهذا اليوم لن يكون من أجلك، ولكن سيكون يوم غضب على مكاتب تيار المستقبل في طرابلس»، متوعدين: «والله لن ندع مكتباً إلا وسنحرقه وسنبيد أعلام تيار المستقبل وسنضعها وسندوس عليها بالأقدام».

ويختم المسلحون شريطهم بالقول: «خسئت أنت وتيارك بأن تستهزئ بشباب التبانة، والله خسئت، والله خسئت».

back to top