يتميّز معرض أبو ظبي 2013 بابتكار الفنانين المشاركين فيه (سواء كانوا من سورية أو لبنان أو السعودية) لغة فنية جديدة تعالج الأوضاع السياسية والاجتماعية في البلدان العربية، في هذه المرحلة التي تكثر فيها المناوشات والتيارات الفكرية والأصولية.

Ad

تمام عزام

تُنبّه أعمال الفنان السوري تمام عزام الأخيرة إلى  الوضع الراهن في بلاده، ويشارك في المعرض بأعمال منفذة بتقنية «الصندوق الضوئي»، من بينها: «غرافيتي الحرية»، عمل تصويري انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي وجذب الانتباه على أكثر من صعيد.

 اللافت أن الفنان السوري ركَّب لوحة {القبلة} الشهيرة للرسام النمساوي غوستاف كليمت على صورة حائط مبنى شبه مدمر، غير معروف المكان في سورية. وُفّق تمام عزام، في جمعه بين الدمار و}القبلة} أو بين الحرب والحب، فلوحة كليمت الشهيرة موجودة في معرض {بلفيدير} في فيينا، وقد غيّرت المزاج الفني في العالم وباتت ميديا ثقافية واجتماعية وحداثوية واستهلاكية.

لوحة {روسيا المتحدة، والولايات المتحدة، والأمم المتحدة»، الأكثر تعبيرا في أعمال عزام، استوحى فيها الألوان الغالبة في الأعلام العربية: الأحمر والأسود والأخضر، ليبتكر عملا جديداً ساخراً قد يشير إلى سورية الحرة. يكرر عزام كلمة «المتحدة» في كل صندوق ليؤكد التشكيك في الدعم الدولي والتحرك العسكري لمساندة الشعب السوري.

تشكل هذه الأعمال الثلاثة جزءاً من سلسلة أشمل ستعرض في المعرض الأول للفنان في  «أيام غاليري» في لندن  في ديسمبر.

نديم كرم

تزامناً مع المعرض  يوقع المهندس اللبناني نديم كريم  كتابه «هوامش متمادية»، في 22 نوفمبر، وستعرض منحوتته «الصياد والمدن المتحولة»  (2012) التي  يستخدم  فيها رمز الغيمة للدلالة على التناقضات السريالية لناطحات السحاب المنتشرة في منطقة الخليج العربي وتأخذ مكانها في السماء.

ينطلق كرم في معظم معارضه ومشاريعه من فكرة أساسية هي ثقافة المكان الذي هو فيه، ويحمل إليه ثقافات أخرى أكتسبها خلال رحلاته وأسفاره، هو القائل: «الوقت يحرّك المدن وأنا أحرك المدينة بالحلم»، إلا أن هدفه الأكبر يبقى الانفتاح، والمهم برأيه «أن نخرج من الحدود التي يحاولون أن يربطونا بها، فلنتجاوز حدود البلد والديانة ونتعلم ثقافة جديدة ونخلق هوية جديدة مختلفة».

تجمع أعماله بين عوالم مجهولة أو كائنات كأنها آتية من الفضاء وربما هي نتاج خيالي علمي، إنما منحوتة ومرسومة بصيغة فنية تثير تساؤلات حول مصادرها الإبداعية، وأحياناً نحلم بها كأثاث لبيت فاخر، وقد نستعيد من خلالها بعضاً من ذاكرة طفولتنا.

سمرة وغارم

يوقع الفنان فيصل سمرة كتابه الجديد، في 22 من الجاري، تزامناً مع عرض عمله الثلاثي التصويري «الأداء الواقعي المشوه 43» (2006)، الذي يظهر الفنان من خلاله على  شكل ملاك.

سمرة أحد الفنانين السعوديين السباقين الذين وسعوا آفاق الفن في السعودية، وأصبح مصدر إلهام الكتاب المنهجيين من بعده. وقد صدر كتاب حول حياته المهنية عام 2012، واعتبر أول من نشر في «سكيرا» سلسلة الفنانين العرب المعاصرين.

كذلك تُعرض منحوتتان للفنان السعودي عبد الناصر غارم الذي شغل الرأي العام الغربي باعتباره سعودياً وعسكريا في الجيش ويقدم فناً معاصراً، ومنحوتات من الخشب مصنوعة باليد على شكل ختم لكلمة «آمين» (2010)، وختم لكلمة «إن شاء الله» (2011). كلا الختمين إصدارات مضخمة ومعدلة للأختام الكاوتشوكية المستخدمة في السعودية. يهدف غارم من خلالها إلى تحدي المفاهيم البيروقراطية النمطية. ويعرض العملان حالياً في لندن كجزء من معرضه الفردي الأول خارج منطقة الخليج العربي.

صفوان  وثائر

صفوان داحول الذي اشتهر بلوحات تعبيرية تحاكي أكثر اللحظات حميمية في التجربة الإنسانية، يحقق في لوحته الجديدة المعروضة بعنوان «حلم» (2013) في المفاهيم الزمانية والتكرارية. وستعرض لاحقاً منحوتة للفنان ثائر هلال مثبتة على جدران بعنوان «دوار الشمس» (2013)، وتتألف من مجموعة من الملاعق الفضية، تعطي بريقاً يوحي بالتدفق الذي يحدثه الانفجار النجمي، معبرة عن رفضها وظيفتها العادية ومشكلة «تكتلاً مذهلا».

بيرهاشيمي والفراجي

 يعرض كل من الفنانين بيرهاشيمي وصديق الفراجي صوراً لأنماط بشرية حاضرة وأحادية اللون منصوبة على خلفيات بيضاء قاسية. يتخذ بيرهاشيمي من لوحة «زواج» (2012) ترجمة ذاتية لتجربته. اذ يحقق في تفكك زواجه، مستكشفاً الأنماط الدورية للابتهاج التي من شأنها أن تصبح متأصلة في العلاقات.

في المقابل، يركز صادق الفراجي على ما يصف «قضية وجود» من خلال عمله «وتستمر الحياة، ولن ندعها تمر عبثاً»( 2011). اذ يصور شخصيات فردية ملتقطة بشكل جانبي، ويوضح معالمها من خلال تفاصيل صغيرة كاليدين والعينين، بالتالي يحولها شكلها الصوري الظلالي إلى كائنات حية ملموسة.