السيسي المرشح... يد للمصالحة ويد لمحاربة الإرهاب «في مصر والمنطقة»
اختيار حجازي رئيساً لهيئة الأركان تسبب في مفاجأة
سيطر ملف الصراع مع جماعة "الإخوان" على خطاب ترشح المشير عبدالفتاح السيسي لرئاسة مصر -الذي ألقاه مساء أمس الأول- دون أن يذكرها بالاسم، فأكد أن يده ممدودة إلى أي طرف لم يدن قضائياً، لكنه جدّد تعهده بمحاربة الإرهاب، "ليس في مصر فقط بل في المنطقة كلها".ووجّه السيسي رسالة هي الأقوى من نوعها إلى أطراف غير مصرية تمارس نشاطاً في الداخل، مؤكداً أنه سيتصدى لتدخلاتها، وقال: "ما شهدته مصر خلال السنوات الأخيرة جعل من هذا الوطن أرضاً مستباحة للبعض، وقد آن الأوان ليتوقف هذا الاستهتار، وهذا العبث، فهذا بلد له احترامه، وله هيبته، ويجب أن يعلم الجميع أن هذه لحظة فارقة، وأن الاستهتار في حق مصر مغامرة لها عواقبها ولها حسابها".
السيسي -الذي كان قبل يومين أعلن تشكيل قوة عسكرية للتدخل السريع- أضاف في خطابه: "مصر ليست ملعباً لطرف داخلي أو إقليمي أو دولي ولن تكون".وجاء خطاب السيسي، الذي أذاعه التلفزيون الرسمي، بعد قليل من تقديمه استقالته إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة وإعلانه الترشح للرئاسة، وظهر في الخطاب وهو يرتدي للمرة الأخيرة ملابسه العسكرية، ما أثار انتقادات نشطاء سياسيين قالوا إنهم كانوا يفضلون أن يأتي إعلانه التقدم لهذا المنصب بعد عودته إلى الحياة المدنية نهائياً. وتولى رئيس الأركان الفريق صدقي صبحي منصب وزير الدفاع بعد ترقيته إلى رتبة فريق أول، بينما جاء اختيار اللواء محمود حجازي رئيس الاستخبارات العسكرية (نجل السيسي متزوج من ابنة حجازي) لموقع رئيس الأركان -بعد ترقيته إلى رتبة فريق- مفاجئاً للجميع، ومؤكداً سيطرة المشير على الأوضاع في المؤسسة تماماً حتى لحظة خروجه منها.السيسي، الذي يعتبر فوزه في الانتخابات المقبلة مسألة شبه محسومة، وجّه رسالة أخرى مهمة في خطابه بإعلانه أن جهوده لمواجهة "الإرهاب" لن تقتصر على مصر، قائلاً: "نحن مهددون من الإرهابيين من أطراف تسعى إلى تدمير حياتنا وسلامنا وأمننا، وصحيح أن اليوم هو الأخير لي بالزي العسكري، لكنني سأظل أحارب كل يوم من أجل مصر خالية من الخوف والإرهاب، ليس مصر فقط بل في المنطقة كلها".وفي تأكيد للتصريحات التي أدلى بها مقربون منه حول عدم ممانعته في إجراء مصالحة مع قيادات من "الإخوان" شرط توقفهم عن ممارسة العنف، قال: "أدعو شركاء الوطن أن يدركوا أننا جميعاً في قارب واحد، ولن تكون لنا حسابات شخصية نصفيها، أو صراعات مرحلية نمضي وراءها، فنحن نريد الوطن لكل أبنائه دون إقصاء أو استثناء أو تفرقة، ونمد أيدينا للجميع في الداخل والخارج، معلنين أن أي مصري لم تتم إدانته بالقانون فهو شريك فاعل في المستقبل".وجاء ترشح السيسي بعد فترة تردد طويلة، ومن المتوقع أن تفتح اللجنة العليا للانتخابات باب الترشح رسمياً خلال يومين، واستقبل عدد كبير من المصريين قراره بتظاهرات تأييد وإطلاق ألعاب نارية فرحاً.