تتأهب اللجنة العليا للانتخابات في مصر للإعلان مساء غد النتائج النهائية لعملية الاستفتاء على مشروع الدستور المعدل، التي جرت الثلاثاء والأربعاء الماضيين، والتي شهدت إقبالاً تخطى نسبة الـ40 في المئة ممن لهم حق التصويت، والبالغ تعدادهم نحو 53 مليون ناخب، مقارنة بنحو 33 في المئة نسبة المشاركة على دستور 2012 المعروف بدستور جماعة «الإخوان»، والذي صوّت بالموافقة عليه قرابة الـ11 مليون ناخب ورفضه 6 ملايين.

Ad

وقال مصدر مسؤول باللجنة العليا للانتخابات، لـ«الجريدة»، إن «نسبة الموافقة على مشروع الدستور قاربت نحو 95 في المئة ممن أدلوا بأصواتهم بينما أبدى قرابة 5 في المئة رفضهم».

وتسلمت «العليا للانتخابات» أمس نتائج معظم اللجان العامة على مستوى المحافظات المصرية، في حين تبقت نتائج بعض المحافظات الحدودية والمناطق النائية التي ترد إليها تباعاً، على أن تنتهي من عملية تسلم نتائج المحافظات اليوم.

فرز المحافظات

وبدأت بعض المحافظات في إعلان نتائجها تباعاً، ففي القاهرة، التي صوت فيها نحو مليون بنعم لدستور «الإخوان»، أعلن المحافظ جلال مصطفى، في بيان أمس، أن نسبة المشاركة في الاستفتاء، وفقاً لرصد غرفة العمليات المركزية، بلغت 42 في المئة من إجمالي الناخبين، وعددهم 6.7 ملايين ناخب، كما تشير الدلائل إلى بلوغ نسبة التصويت بـ«نعم» حوالي 98 في المئة، على حد بيان المحافظ.

ولم يختلف الوضع في الإسكندرية، التي رفض فيها نصف المقترعين تقريباً وثيقة 2012، حيث كشفت النتائج شبه النهائية أن نسبة التصويت بـ»نعم» بلغت نحو 97.6 في المئة مقابل 1.5 في المئة للتصويت بـ«لا»، نتيجة تصويت نحو مليون و346 ألف ناخب، من إجمالي 3 ملايين و393 ألفا، ما يعني أن نسبة الحضور اقتربت من 40 في المئة.

وفي الصعيد، أعلنت النتائج النهائية في عدة محافظات، حيث حصلت «نعم» على نسبة 97.8 في المئة في محافظة أسيوط، وفي قنا، أعلن رئيس اللجنة العامة المشرفة على الانتخابات في المحافظة، المستشار محمد عفيفي إسماعيل، أن نسبة المشاركة بـ«نعم» وصلت إلى 98.6 في المئة.

لا مخالفات

نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان عبدالغفار شكر، أكد لـ«الجريدة» عدم وجود مخالفات جوهرية خلال عملية الاستفتاء، وأن الحالات المحدودة التي وقعت فيها مخالفات لا تؤثر على عملية التصويت بشكل إجمالي.

وفي حين وجه المتحدث باسم القوات المسلحة، العقيد أحمد علي، على صفحته الرسمية على «فيس بوك»، رسالة تحية وتقدير للشعب الذي «أبهر العالم خلال يومي الاستفتاء»، تقدمت مستشارة الرئيس لشؤون المرأة سكينة فؤاد، بالشكر لنساء مصر، «اللاتي تقدمن المشهد الوطني العظيم»، قائلة، في تصريحات صحافية، إن «خروج المرأة أعلن للدنيا من جديد أن ما حدث ويحدث في مصر، هو ثورة وإرادة شعب».

دولة «الإخوان»

وبينما شدد عضو اللجنة العليا لحزب «المصريين الأحرار»، عمرو علي، على أن دولة «الإخوان» سقطت رسمياً بعد اكتساح «نعم»، ظهرت سريعاً ترجمة فورية لشعور الجماعة بالخسارة بتصعيد طلابها العنف في جامعة القاهرة أمس، باقتحامهم المبنى الرئيسي لكلية الحقوق، وحطموا جميع محتوياته، بينما حاولوا تعطيل سير الامتحانات في الكلية، بالهجوم على لجان الامتحانات، إلا أن بقية الطلاب تصدوا لهم، ما أسفر عن سقوط طالب قتيلاً، إثر إصابته بطلق ناري، وإصابة أربعة طلاب آخرين، قبل أن تصل قوات الشرطة.

وقال الناطق الرسمي باسم وزارة «الداخلية» المصرية، اللواء هاني عبداللطيف، إن الأجهزة الأمنية رصدت مخطط تنظيم «الإخوان»، يسعى لاستغلال طلاب الجامعات، في ارتكاب أعمال قتل وعنف لإفساد فرحة الشعب المصري بالاستفتاء، مؤكداً إعلان الوزارة حالة الاستنفار لإفشال تلك المحاولات.

قرار السيسي

ومع خروج النتائج شبه النهائية، تصدر وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي، المشهد السياسي، بعدما زاد إقبال الناخبين على التصويت، من ترجيحات مراقبين، بحسم قراره بالترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، حال استجابة الرئيس المؤقت عدلي منصور، لمطالب قوى سياسية عدة، بتعديل «خريطة المستقبل»، وإجراء الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية.

وعلمت «الجريدة» أن قرار وزير الدفاع بالترشح من عدمه، سيتم اتخاذه في اجتماع خاص للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، بعد إعلان تقديم الانتخابات الرئاسية على البرلمانية، على أن يخرج بعدها السيسي، لإعلان موقفه أمام الرأي العام.