محمد الفايز... أبرز فرسان المدرسة الشعرية الحديثة في الخليج (2-2)
لم يكتب الأغنية بل جاءت طبيعية نتيجة الاطلاع على قصائده المنشورة
كان للشاعر الراحل محمد الفايز حضور متميز على الساحة الإعلامية والغنائية الكويتية، فبرزت مجموعة من أغنياته في النصف الثاني من مسيرته وتنوعت. غنى له فنان الكويت عوض دوخي، وأعجب الملحنون بكلماته، فلحنوا قصائد وطنية وعاطفية كان aالفايز نشرها في الصحافة وفي دواوينه الشعرية.
كان للشاعر الراحل محمد الفايز حضور متميز على الساحة الإعلامية والغنائية الكويتية، فبرزت مجموعة من أغنياته في النصف الثاني من مسيرته وتنوعت. غنى له فنان الكويت عوض دوخي، وأعجب الملحنون بكلماته، فلحنوا قصائد وطنية وعاطفية كان aالفايز نشرها في الصحافة وفي دواوينه الشعرية.
غنى مطربون كبار من كلمات الفايز أغاني جميلة من بينها: صوت {شكوت لها} غناء يحيى أحمد من ألحان عبدالله الراشد، {يا عيون المها} غناء مبارك المعتوق من ألحان الملحن القدير عبدالرحمن البعيجان، {ما تشائين فافعلي} غناء كارم محمود، {لا تقولي} من ألحان عبدالرحمن البعيجان وغناء المطرب الفلسطيني غازي الشرقاوي، {سمراء يا فجر الشباب} من ألحان عبدالرؤوف إسماعيل وغناء حسين جاسم.للفنان الملحن إبراهيم الصولة تجربة في غناء بعض قصائد محمد الفايز، منها قصيدة {مسرف في جماله} .
قصائد عاطفية ووطنيةلم يسعَ الشاعر محمد الفايز إلى المشاركة في مسيرة الأغنية الكويتية، بل جاءت طبيعية، وهي ناتجة عن الاطلاع على قصائده المنشورة في الصحافة المحلية، ومن خلال دواوينه، فاختار الملحنون قصائد مناسبة عاطفية ووطنية. من أوائل الملحنين الكويتيين الذين لحنوا وغنوا له الفنان عثمان السيد في أغنية {أندلسية} ، أحمد عبد الكريم الذي لحن {يابو بدر} وغناها وهي بالعربية الفصحى. ومن الملحنين العرب المقيمين في الكويت مرسي الحريري الذي غنى بصوته أغنية {تبوح أم لا تبوح} ، المايسترو سعيد البنا الذي لحن من كلمات الشاعر محمد الفايز {أسكتشاً غنائياً} من ماضي الكويت وحاضرها، يحكي فيه جانباً من أمجاد المواطن الكويتي على هذه الأرض الطيبة. عايشة وليلى غنت له المطربة: عايشة المرطة أغنية صوت بعنوان {كتمت الهوى} من ألحان عبدالله الراشد، أما ليلى عبدالعزيز فلحنت له أغنية {يا خليج} غناها المطرب الشعبي سالم العابر. كذلك لحن الفنان يوسف المهنا من كلمات الشاعر محمد الفايز أغنية {الهوى الضامئ} (1973) وغناها ثلاثي النغم.عوض دوخي أحد أكثر الفنانين الذين تعاملوا مع قصائد الشاعر محمد الفايز، فغنى له {كنت لي} من ألحانه، {الصبر الجميل} (1975)، أغنية عاطفية جميلة من ألحان فوزي جمال، {يا عاذلي} (1978) من ألحانه.تعاون الفنان القدير شادي الخليج مع مجموعة من الشعراء من بينهم محمد الفايز، فقدم له من ألحان الفنان القدير غنام الديكان رائعته أوبريت {مذكرات بحار} (1980)، التي تعتبر أحد أبرز أعماله الغنائية التلفزيونية. موهبة فطرية يقول محمد الفايز في إحدى إطلالاته الإعلامية: {الشعر موهبة فطرية تأتي مع تكوين الإنسان، وهذه الموهبة تختار طريقها وهدفها، أؤكد أن الشعر هو اكتشاف مواضع الجمال في الحياة، اكتشاف تركة الإنسان القديم للإنسان الحديث، اكتشاف الحركة في حياتنا اليومية، اكتشاف رؤية المستقبل بالنسبة إلى الإنسانية} .يضيف: «من خلال هذه الأمور وجدت نفسي أعيش الماضي والحاضر، أعيش الواقع، وأعتمد على التطلع والممارسة ومتابعة الأحداث والحركات التي تتحول، في ما بعد، إلى عمل شعري، لأن العمل الشعري في نظري هو الخروج من الضيق النفسي والجدران المرسومة».الأغنية الوطنيةكان الشاعر الأديب محمد الفايز أحد الرجال الصامدين أثناء فترة الاحتلال، كتم حزنه الكبير في صدره ورحل، رحمه الله، قبل أن يتذوق بهاء التحرير. كتب قصائد وطنية خلال فترة الغزو والاحتلال العراقي الغاشم، من بينها واحدة يقول فيها:أنا وأنت والأمانلها ونحن الضمانثم يا أخي فاللياليدارت ودار الزمان وفاته توفي الشاعر محمد الفايز الأربعاء 27 فبراير 1991، في بداية تحرير الكويت من نظام الدكتاتور صدام حسين، وهو اليوم الثاني من النصر المبين، بعدما أثرى الشعر الكويتي بعطاء وطني وقصائد متميزة. من أقواله- لم أكتب القصيدة التي أريد بعد، لذا أبحث عنها دائماً، وصدقني أن أجمل قصيدة في العالم هي المرأة، لذا هي القصيدة التي لم أكتبها، لا لغموضها إنما لوضوحها الذي يفوق درجة الإشعاع.- في الواقع أعايش يومي رغم مفهومي الجمالي، وموقعي من الأحداث هو موقع أي إنسان في هذه المنطقة الصامتة، القلقة.- الشعر موهبة إنسانية نادرة، والموهبة مع هذه الذبذبات الموسيقية تساوي الشعر وكل ما خرج عن هذا النطاق ليس شعراً.- أنا آخذ التفعيلة من القصيدة القديمة مع وجود الروح الأصيلة للقصيدة العربية.- أشعاري تفرض روحها فرضاً، سواء قبلها المجتمع أم لا، لأنني أثق بها... لكنني يجب أن أتمتع بحرية الوقوف كما أتمتع بحرية السير.- الشعر رحيل مستمر واكتشافات مستمرة وإصرار على معايشة الواقع في القصيدة الحديثة.- الأدب رسالة إنسانية، أما الإصرار على نشرها فهذا ما يحتاج إلى تعديل. لا توجد الأشياء إلا عندما يؤمن بها الناس. والأديب لم يكن فرضاً. إنه عطاء، منهم من يقبله ومنهم من يرفضه.- الشعر نار تضيء العالم، وهو خلاصة الفكر والموسيقى، ففيه الفلسفة والتاريخ والفكر والرسم، لذلك أحد أكثر الأمور شقاء ولادة شاعر جديد.- كتابة القصيدة الجديدة في بداية الخمسينيات باستخدام التفعيلة من دون القافية القديمة كانت بداية لمرحلة تطور الشعر العربي. وإن كانت القصيدة الحديثة قد هدمت الشكل الفني، سواء في القافية أو المضامين، فإن هذه القافية مازالت تمثل أهمية، سواء في القصيدة القديمة أو الحديثة.- المرأة لها حضور في الشعر، والقصيدة التي تكون فيها المرأة هي قصيدة رائعة.