هدم المباني التراثية حرّك ركود جلسة «البلدي»

جاءت جلسة المجلس البلدي اعتيادية من حيث مناقشاتها، وتميزت بتراشق عضوين الاتهامات، في ظل جدول أعمال هزيل لم يتعد مناقشة قرارات لجنتين فقط، وإثارة موضوع هدم المباني التراثية في بعض المناطق.

افتتح المجلس البلدي أمس جلسته الاعتيادية برئاسة مهلهل الخالد، في ظل اعتذارات أكثر من عضو لم يحضروا الجلسة، بمناقشة الرسائل الواردة التي اتفق الجميع في السابق على إحالتها إلى الإدارة لاتخاذ اللازم، ولكن أبى الأعضاء إلا أن يناقشوها، حيث وقف العضو مانع العجمي عند كتاب مدير عام البلدية بشأن توصية المجلس بالإسراع في إزالة هياكل الإعلانات من جميع شوارع الكويت الرئيسية، موجهاً اتهاماً إلى الإدارة بوجود تواطؤ بشأن تلك المسألة.

وأحيلت أغلبية الرسائل الواردة إلى الإدارة بعد أن تمت مناقشتها، حيث وقف المجلس على الكتاب المشترك والمقدم من العضوين فهد الصانع ومشعل الجويسري بشأن تشكيل لجنة تقصي حقائق حول إعلانات الشوارع، إذ تمت إضافة كل من الأعضاء محمد المعجل، ومانع العجمي، وأسامة العتيبي.

وكذلك أحال المجلس الكتاب المشترك المقدم من الأعضاء فهد الصانع وأسامة العتيبي ومشعل الحويسري بشأن تعديل موقع سوق الماشية ومسلخ محافظة العاصمة، حيث قال العضو العتيبي: إن "اللجنة المكلفة بأعمال المجلس البلدي خصصت سوقا للماشية وإلى هذه اللحظة لا توجد أرض للمشروع"، لافتا إلى أن الدولة اهتمت بالجواخير وغيرها وتناست سوق الماشية، إذ إن الحالي "يفشل"، وأنا أتساءل لماذا إلى الآن لم يتم اتخاذ ما يلزم بشأن إنشاء سوق الماشية الجديد؟".

من جانبه، قال العضو فهد الصانع إن "الحكومة جننتنا من عام ٢٠٠٣، وإلى الآن لم تسيج الأرض، ولم يعمل بها أي شيء، فالقرار كان من اللجنة المكلفة التي كانت موجودة في هذا العام، لا التي أنشئت قبل عام، وأنا بالأمانة ما عندي شيء أقوله إلا انه حرام أن يعمل هذا بالكويت".

وبعد ذلك تمت إحالة الكتاب إلى الإدارة بصورة مستعجلة من أجل اتخاذ اللازم.

المباني التاريخية

وانتقل الأعضاء إلى باب الأسئلة المقدمة، حيث تحدث العضو حسن كمال قائلا، إنه "لوحظ أن أملاك الدولة وجهت إنذارات إلى أصحاب المحلات في المباني القديمة بشأن إخلائها لهدمها، ولكننا تحركنا وتمت مخاطبة المجلس الوطني للثقافة والفنون، الذي خاطب من ناحيته وزير الإعلام وأملاك الدولة، وطلب وقف هدم تلك المباني التي نص عليها القانون، لكونها من المباني التاريخية"، مضيفا

"أطالب البلدية بعدم إعطاء أي ترخيص لهدم أي مبنى"، لافتا إلى أنها بررت موقفها بأنها أعطت بعض قرارات الهدم منذ عام ١٩٩٦، ولكن أصحاب تلك المباني سيقومون الآن بهدمها".

أما العضو أسامة العتيبي فقال، إن "ثمة تسابقا في الدولة لهدم التراث الكويتي، وأنا لا أعلم بقصد أم غير قصد. أعلم أن تلك الأراضي مثمنة وسيقام عليها مشروع، واليوم أصبحت المباركية القبلة الرئيسية للسياحة، فالدولة ثمّنت تلك الأراضي ويجب أن تبقيها تاريخية"، مضيفا ان "أملاك الدولة لم ترد على أحد، وأصبح المجلس الوطني للثقافة والفنون يشكو الحال إلى البلدي بأنها لم ترد على أحد".

منتزه الخيران

وانتقل المجلس لمناقشة سؤال العضو مانع العجمي بشأن مشروع منتزه الخيران قائلا "من حقنا أن نعرف الملابسات والتجاوزات التي حدثت في الخيران، وهناك مسؤولون لابد أن يحاسبوا، وهذا الموضوع يشمل حديقة الصباحية التي انقلبت إلى ملاعب تؤجر، فهل هذا من ضمن تخصصات الحديقة التي أصبحت مستغلة تجارياً ولا مكان لوجود أي معالم لها؟".

وطالب العجمي بفتح تحقيق عاجل بشأن هذه المخالفات، مشيرا الى انه وجه العديد من الأسئلة حول تلك المواضيع، ولكن الجهاز "لا حياة لمن تنادي".

بدوره، وجّه العضو محمد المعجل كلمات لاذعة إلى العضو مانع العجمي، قائلا "أين كان مانع العجمي عندما تم انشاء هذا المشروع، وهو كان رئيس اللجنة المكلفة بالموافقة على هذا المشروع؟"، مضيفا "أرى أن سؤال العضو ليس له أي حق، ولكن يجب أن يحاسب هو عن تلك القرارات".

من جهته، استغرب نائب رئيس المجلس البلدي مشعل الجويسري قائلا إن "العضو مانع العجمي مجتهد ولكل مجتهد نصيب، وتلك المخالفات بحث عنها العجمي وسأل عنها، واليوم اذا كان هناك خطأ ظهر أمام أعيننا فعلينا أن نقف ونتكلم".

بدوره، قال مانع العجمي "من المؤسف أن عضو مجلس بلدي يمثل الشعب ويدافع عن البلدي، ومن المؤسف أن العضو المعجل كان مسؤولا في الدولة، واليوم يدافع عن التجاوزات، وكان من الأجدى أن يناقشني ويقف وراء التجاوز، ولكنه "فالح" فقط أن يقرأ ورقة يتهمنا فيها ولا يملك الشجاعة ولا يعرف أن يرد علينا، وأنا أستغرب من يكتب له ورقته التي يهاجمنا فيها"، مضيفا "أقول لك يالمعجل المشكلة إنك مو عارف اختصاصات العضو شنو هي، وبالأخير أنا ما راح أرد يكفي رد القطوة عليك، والله حرام فيك العضوية، والله انك مسكين يتيم وعقلية جاهلة".

وبعد ذلك تمت إحالة جميع الأسئلة إلى الإدارة.

محاضر اللجان

وانتقل المجلس إلى مناقشة محضر اجتماع لجنة العاصمة، حيث قال رئيسها حسن كمال، إن "اللجنة اجتمعت لمناقشة الاقتراح المقدم من العضو عبدالله الكندري بشأن إنشاء مواقف سيارات متعددة الأدوار بمنطقة الخالدية، ولكن جامعة الكويت لم تحضر، مما أرجأ مناقشة الموضوع".

 وبيّن كمال أن اللجنة وافقت على طلب وزارة الشؤون الاحتماعية والعمل بشأن استغلال مساحة لعمل فرعي توزيع مواد تمويتية وبيع بالجملة كوضع مؤقت، وذلك بمركز ضاحية النزهة قطعة (٢) حيث وافق المجلس عليها.

وانتقل المجلس بعد ذلك لمناقشة حدول أعمال لجنة المخطط الهيكلي، حيث وافق على التوصيات التي تمثلت في إحالة الاقتراح الخاص بإنشاء منطقة سكنية جديدة بجانب منطقة عبدالله المبارك إلى الإدارة، وحفظ الاقتراح المقدم من نائب رئيس المجلس البلدي السابق جسار الجسار بشأن إيقاف البدء في بناء الجسر الممتد من الإشارة الضوئية إلى الدوار المطل على منطقة غرناطة، وزحزحة الجسر ٥٠ متراً أبعد عن منازل المواطنين.

وكذلك وافق المجلس على إحالة الاقتراح المقدم من العضو السابق منى بورسلي بشأن استحداث ساحة وميدان عام في منطقة شرق إلى الإدارة، كما أحال بند اقتراحات الأعضاء إلى الإدارة.