مصر تودع شاعر الثورة والفقراء... أحمد فؤاد نجم

نشر في 04-12-2013 | 00:01
آخر تحديث 04-12-2013 | 00:01
خاصم الحكام وصادق الغلابة وغنى للشهداء
ودع المصريون أمس، فقراء وأدباء وبسطاء، الشاعر أحمد فؤاد نجم، الشهير بلقب الفاجومي، والذي رحل عن عمر يناهز 84 عاما، أمضاها شاعرا ومناضلا، ينحاز إلى قضايا الفقراء، ويواجه السلطات الحاكمة، والتي كانت تلقي به غالبا في غياهب السجون، منذ منتصف الستينيات من القرن الماضي.
حوّل رحيل الشاعر المصري الكبير أحمد فؤاد نجم عددا هائلا من صفحات التواصل الاجتماعي إلى سرادق عزاء إلكتروني في وداع الشاعر، الذي وصل إلى استراحته الأخيرة، بعد حياة حافلة، صال خلالها وجال، وخاض معارك فنية وأدبية وسياسية ضارية، انتهت بخصام مع كل الأنظمة المتعاقبة على حكم مصر، وكانت القصائد والأغنيات، التي كتبها على مدار العقود السابقة، ترجمة دقيقة لانحيازاته السياسية.

من جانبه، ابن وزير الثقافة الأسبق د. شاكر عبدالحميد الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم، واصفا إياه بالتاريخ الكبير والفنان العريق، مضيفا: «لقد فقدنا مع رحيله جزءا من تاريخ مصر وإنسانا رائعا، استطاع أن يشكل وجدان المصريين بأشعاره التي تحض على الثورة، والذي لاشك أن أثره على الأدب المصري سيبقى طويلا».

أما الكاتب والناشر محمد هاشم فقد ابن صديقه الأقرب، وهو تقريبا يبكي، وقال من بين دموعه: «للأسف فقدت صاحبي، وخبر وفاته حقيقي، لقد رحل عن دنيانا».

شاعر الثورة

وعبر الأديب مكاوي سعيد عن حزنه البالغ لرحيل الشاعر الكبير، قائلا: «رحل شاعر الثورة، الذي رددت الجماهير أشعاره في ميدان التحرير، قبل 25 يناير وبعدها، والذي لاشك أن رحيله في هذا الوقت ضاعف حزننا عليه، وهو باق بيننا بأعماله وأشعاره ومواقفه المميزة».

وذكر الشاعر شعبان يوسف: «عزاؤنا الوحيد بعد رحيل الشاعر الكبير هو أن أشعاره ستبقى بيننا»، مشيرا إلى أنه يعد أهم شعراء العامية، ودفع حياته في المقاومة ضد كل الأنظمة المستبدة، ودفع الثمن ضد مقاومة الفساد، ولم يكف عن ذلك، وظل يناضل حتى آخر يوم في حياته».

واعتبر الناقد الأدبي المعروف د. صلاح فضل رحيل نجم خسارة فادحة للشعر المصري والعربي، مضيفا: «نجم برز في الحياة الأدبية المصرية منذ نصف قرن ليكون صوت الشعب، وليقوم بهجاء الحكام ونقد السلطة وإدانتها بشكل لاذع».

واردف: «أصبح نجم من أكبر رايات الرفض في الشعر العامي، لأنه كان أشد ذيوعا وانتشارا من الراية، التي رفعها الشاعر الكبير الراحل أمل دنقل، في الشعر الفصيح، لأن نجم امتلك موهبة فياضة غرست من أعماق الشخصية المصرية، وعرفت كيف تحيلها إلى أبيات شعرية بالغة التألق والجمال والسخرية».

مناضل شجاع

وشدد الأديب والروائي علاء الأسواني على ان رحيل شاعر بحجم نجم خسارة ليست للشعر فقط بل للثورة أيضا، مضيفا: «نجم نموذج للمناضل الشجاع الصلب، أحد آباء الثورة المصرية، عاش ومات على العهد والمبدأ، رحمه الله بقدر ما أخلص لفنه ووطنه».

أما الشاعر عبدالرحمن يوسف فكتب على «تويتر»: «رحم الله قيثارة مصر اﻷستاذ أحمد فؤاد نجم... عزائي ﻷسرته ولمحبيه ولمصر كلها»، بينما كتب الشاعر مريد البرغوثي: «أحمد فؤاد نجم ستظل تزعجهم من هناك، الوداع يا صاحبي»، وقال بلال فضل: «الله يرحمك يا عم أحمد، في الجنة ونعيمها إن شاء الله».

من جانبه، نعى مؤسس التيار الشعبي المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي الشاعر الراحل، وكتب على صفحته الشخصية على «تويتر»، «عمال وفلاحون وطلبة... يودعون اليوم صوتهم العفي النقي الجسور... وداعا شاعر الشعب أحمد فؤاد نجم».

back to top