مصممة الأزياء ناهد نصر الله: ملابس شيرين رضا في {الفيل الأزرق} حيرتني
صممت مصممة الأزياء ناهد نصر الله ملابس النجوم في مجموعة متميزة من الأعمال السينمائية من بينها {الجزيرة} و«إبراهيم الأبيض}، والتي حققت نجاحاً كبيراً عند عرضها، واستطاعت فيها أن تلفت نظر المشاهد بملابسها، وتوضح أهمية هذا العنصر في إبرازه شخصية كل ممثل وفقاً لدوره. كذلك صممت نصر الله الملابس الملائمة لأبطال فيلم {الفيل الأزرق} المطروح راهناً. عن التحضيرات التي قامت بها مع فريق العمل، والشكل النهائي لكل شخصية، والأصداء التي حققها الفيلم كان لنا معها هذا اللقاء.
هل قرأت رواية {الفيل الأزرق} قبل العمل في الفيلم؟بالطبع قرأتها، ووجدتها مرئية جداً، وتنقل تفاصيل كثيرة، تساعد قارئها على تخيل الشخصيات الموجودة فيها، وهو ما ساعدني على تخيل هذا العالم، وتحديد الأزياء الملائمة فيه.هذه المرة الثانية التي تعملين فيها في فيلم مأخوذ عن رواية بعد {عمارة يعقوبيان}... هل يختلف تحديد الأزياء بين عمل مأخوذ عن أدب أو عن قصة عادية؟لا يوجد فرق كبير؛ فأنا أعمل عموماً على السيناريو لا على الرواية، ومنه أربط بين الملابس والحوار والأماكن والزمن أيضاً، وفي كلا العملين لم أنظر إلى الرواية باعتبارها الأساس في عملي كمصممة أزياء.وكم استغرق تحضيرك لأزياء أبطال الفيلم؟لا يمكنني تحديد هذه المدة بالضبط، وذلك نظراً إلى أننا بدأنا العمل في الفيلم منذ نحو عامين، ولكن خلال فترة ستة أشهر أقمت جلسات مع المخرج مروان حامد لأتعرف على رؤيته في أزياء النجوم، ومقاساتهم، وكذلك الألوان، وذلك لتكون رؤى العمل واضحة للمشاركين فيه كلهم، حتى قبل تحديد ميزانية الشراء والتصميم.إلى أي مدى تفيدك التحضيرات في التطبيق؟تفيدني كثيراً؛ فقد اقترح مروان حامد من الأساس عقدها في وقت مبكر من التنفيذ، لتخرج تفاصيل العمل كافة محددة بدقة، ونالت حقها من اهتمام المسؤولين، الذين يأخذون وقتهم في التشاور والتحضير، ما ينعكس في ما بعد على عناصر الجانب المرئي من الفيلم، ويسير الأمر بسهولة من دون أي عراقيل.وأي الشخصيات أرهقتك في تحديد ملابسها؟لا يمكنني القول بأن أحدهم أرهقني بشكل خاص، لكن ثمة شخصيات جعلتنا نبحث كثيراً عن ملابسها، من بينها شيرين رضا التي حيرتني لأننا جربنا معها ملابس كثيرة، وبعدما اخترناها اكتشفنا أنها تغطي الوشم المرسوم على جسدها؛ إذ كان يتوجب أن ترتدي ملابس مثيرة تُظهر أنوثتها، والتاتو على جسدها، لا سيما أنها تجسد شخصية {خديجة}، التي ترسم الوشم في شقتها لمرتاديها، وهذه التجارب أيضاً تمت مع بقية الممثلين، نصورهم، ثم نختار في ما بينهم، وقد نعود إلى الملابس التي استبعدناها في البداية.وكيف تعاملت مع وشم الأبطال؟تعاملت معه باعتباره المحدد الرئيس لأزياء الممثلين المشاركين في الفيلم، لا سيما أنه يخدم دراما العمل، وظهوره له ضرورة درامية في الأحداث، بينما إخفاؤه قد يؤثر عليها، ولا يوصل المعنى المقصود. وفي الوقت نفسه، لم أواجه معه صعوبة، ويسر من ذلك تعاوني مع خبير الماكياج طارق مصطفى الذي يرسم الوشم على أجسادهم بما يناسب كل دور، وبناء على ذلك بدأنا تحديد الملابس.ماذا عن ملابس الشخصيات التي جسدها خالد الصاوي؟في المشاهد التاريخية أصمم رسومات للملابس التي أقرر في ما بعد البناء وفقاً لها، وأنفذها. وفي رأيي هي أيسر من الملابس الحديثة التي تتطلب تجريب أكثر من شكل، وتصويرها، وهو ما يستغرق وقتاً أطول لأننا نطمح في أكثر من المتاح.كانت إطلالة كريم عبد العزيز واحدة في {الفيل الأزرق}... ما الغرض من ذلك؟ صحيح؛ فكريم التزم بارتداء سترة مع سروال جينز في كل مشاهده، ولا يوجد غرض محدد من ذلك سوى أنه يعكس كون كريم ليس متفرغاً للتنويع بين ملابسه، إنما هو شخص عملي، وبالطبع لن أجعله يغير من نمط ملابسه، لا سيما ألا ضرورة درامية لذلك. كررت الإطلالة ولكن بألوان متنوعة.حدثينا عن ملابس {مايا} التي جسدتها التونسية دارين حداد؟كان لـ}مايا} حضور كبير في الرواية بينما في الفيلم ظهرت في عدد قليل من المشاهد، وكانت مهمتي أن أنقل للمشاهد وقع ما وجده القارئ في الرواية من خلال ملابسها. لا ترتدي الشخصية فساتين عارية بالكامل، وأعتقد أن المشاهد فهم جيداً المقصود من ملابسها في المشهد التالي لتناول {د. يحيى}، كريم عبد العزيز، حبوب الفيل الأزرق.ولماذا غلبت على ملابس النجوم الألوان الغامقة؟لم تسيطر الغوامق بهذا الشكل الكبير، فمثلا نيللي كريم (لبنى) ارتدت فستاناً أحمر وضعت عليه وشاحاً في أول لقاء بينها وبين {يحيى} حبيبها القديم، في تجانس بين اللون الفاتح والغامق قليلاً. كذلك ارتدى خالد الصاوي (شريف) في الفترة التاريخية بشخصية المأمون عباءة فاتحة اللون. عموماً، اختيار الألوان كان متعلقاً بأجواء الفيلم نفسها، فكان يخدم هذا العنصر أجواءه بما فيه من القلق والخوف أحياناً، وبالتالي كان اللعب على الألوان حسب كل موقف.وهل جلست مع مدير التصوير ومهندس الديكور قبل تحديد الملابس؟بالطبع، وتم ذلك خلال الاجتماعات التحضيرية الأولى التي حضرها طاقم العمل كله، فكان الفيلم مرسوماً بشكل جيد، والشخصيات أيضاً، حتى الرجل الكبير الذي كان يظهر في الممرات الضيقة، والمرأة التي تضع الوشم، وكل شيء كان جاهزاً قبل التصوير.هل تحرصين على التواجد أثناء تصوير الأفلام التي تعملين فيها؟غالباً، ولكن مع {الفيل الأزرق} حرصت على الحضور رغبة مني في الاستمتاع؛ إذ كانت هي المرة الأولى التي أعمل في هذه النوعية من الأفلام، وإن كنت غير ملزمة بهذا التواجد، ولكن ثمة مخرجين أرغب في التواجد معهم باستمرار أمثال مروان حامد.كيف وجدت استقبال المشاهدين لأزياء أبطال {الفيل الأزرق}؟اندهشت كثيراً من تفاعل الجمهور المصري معها، وتركيزه في التقنيات كافة وراء الكاميرا. كذلك لم أتلق هذه الإشادات كافة في الأفلام التي تعاونت فيها مع المخرج الراحل يوسف شاهين، والتي وجدت اهتماماً كبيراً من الخارج مثل مهرجان {كان}، رغم أن أفلامه كان بعضها تاريخياً ويتطلب بناء ديكورات وتصميم ملابس ملائمة، وأعتبر ذلك نجاحاً للسينما عموماً.وهل تتوقعين أن هذه الأصداء قد تدفع صانعي السينما للاهتمام بعنصر الأزياء؟أتمنى أن يحدث ذلك، لا سيما أننا طوال الوقت نحط من جمهور السينما، ونقول بأنه لا يستوعب هذه العناصر، ولا يهتم بها، وأعتبر أن نجاح الأزياء في {الفيل الأزرق} بمثابة صفعة على وجوههم ليفيقوا ويهتموا بها، خصوصاً المنتجين الذين يبخلون بأموالهم، ويوفرونها ظناً منهم أن الأعمال لن تلقى النجاح، بعد المردود الذي أحدثته.ما سر تكرار تعاونك مع المخرج مروان حامد؟عملت مع حامد في أفلامه الثلاثة {عمارة يعقوبيان} و{إبراهيم الأبيض} و{الفيل الأزرق}، لأنه من المخرجين الذين يهتمون بتشكيل فريق عمل لهم، يتعاونون معهم في تجاربهم كافة، ولا يفضلون تغيير فريقهم لأنهم يرتاحون معه أمثال يسري نصر الله، يوسف شاهين. حتى إننا نفهم بعض من نظرة، ويستمر التعاون مع النجاح الذي يتحقق.وما جديدك؟أشارك بتصميمات لأزياء أبطال الجزء الثاني من فيلم {الجزيرة}، وفيلمي {قط وفار}، من بطولة محمد فراج، تأليف وحيد حامد، وإخراج تامر محسن، و{آخر رومانسي بنفسجي} مع يسري نصر الله.