ما أول أعمالك في المونودراما؟

Ad

انتقلت إلى فن البانتومايم والمونودراما في آن، عرضت {غربة مهرج} من دون مقدمات أو خبرات عملية سابقة، وشاركت به في {مهرجان الكويت المسرحي الأول} (1989)، وحالفه النجاح، ثم قدمت عرضاً مشتركاً مع الفنان القدير محمد الرشيد، بعنوان {خيال مهرج}.

أخبرنا عن تجربتك في {خيال مهرج}.

 لتقديم المهرج وخياله أزحت مقاعد الصفوف الأمامية الأولى، وعددها 15 كرسياً، في مسرح كيفان، ووضعتها على الخشبة ليجلس عليها مجموعة من المشاهدين، ثم نصبنا مسرحاً في منتصف الصالة. قدم الرشيد عرض خيال المهرج مواجهاً الجمهور، وأنا المهرج على خشبة المسرح للجمهور في ما تبقى من صفوف الصالة، فكان الجمهور يرى المهرج في الاتجاهات كافة.

لماذا أعدت إخراج {غربة مهرج}؟

أثبتت التجربة أنها ليست حكراً على ممثل أو ممثلة أو دور واحد، يمكن لأي فنان متمكن من فن المايم الإيمائي وفن المونودراما، أن يؤدي هذا الدور، وتتباين الجودة في التقديم وتتبع القدرة والإدراك والإتقان، لذا أعدت إخراج {غربة مهرج} مع الممثلة الناشئة إيما، سينوغرافيا منذر العيسى، وعرض في مهرجان شعوب البحر المتوسط بحلة جديدة، وبدعم من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.

كيف انبثقت فكرة {في خندق الاحتلال}؟

في الذكرى الأولى لتحرير الكويت، اجتمعت حرم سمو ولي العهد، آنذاك، بنا الشاعر الكبير يعقوب السبيعي، الملحن القدير أحمد باقر، وأنا واقترحت علينا تقديم عمل فني، لتشاهده زوجات الملوك وأمراء ورؤساء الدول التي ساهمت في تحرير الكويت.

اعتذرت، في البداية، لأن المبدعَين لا يمكن أن يحيكا عملاً في الأسبوعين المتبقيين على موعد العرض، ثم أخرجت أوراقاً من جيبي، وقلت لهما إن وجدتماه مناسباً فسأخرجه على المسرح.

ما قصة هذه الأوراق؟

لفتني كتاب بحوزة الكاتب عبدالعزيز السريع، كان مقلوباً، وعندما انشغل بحديث على الهاتف، استأذنته بالاطلاع عليه، وهو ديوان شعري بعنوان {في خندق الاحتلال} للشاعرة غنيمة زيد الحرب، وبمجرد أن تصفحته، وجدت بين دفتيه دراما مسرحية، فهو عبارة عن قصائد متسلسلة تبعاً لأيام وأحداث الاحتلال منذ الخميس الأسود حتى يوم التحرير. وعندما قرأت الأوراق عليهما صفق لي أحمد باقر ويعقوب السبيعي وابتسمت حرم سمو ولي العهد.

لماذا وقع اختيارك على الفنانة سعاد عبدالله؟

لأن العرض سيقدم لجمهور خاص جداً، فكما قال الشاعر أبو الطيب المتنبي: {إذا غامرت في شرف مروم/ فلا تقنع بما دون النجوم}، لذا اخترت الفنانة سعاد عبدالله لتجسيد مونودراما {في خندق الاحتلال}، وأضفت إلى القصائد، قصيدة {الأسير} للشاعرة جنة القريني.

ما عملك المونودارمي الذي تلاه؟

{الأسير}، اخترت الفنان خالد العبيد لأدائه، يتناول قضية الأسرى الكويتيين، ويتمحور  حول أسير هارب، يخرج من منفذ في الأرض ويخاطب اعضاء هيئة الأمم المتحدة. حقق نجاحاً بعد عرضه لثلاث ليال.

كيف تم اختيار {مناظرة بين الليل والنهار} لمهرجان الفجيرة؟

بمباركة من الفنان والمخرج فؤاد الشطي، فشكلنا وفداً من أعضاء {مسرح الخليج العربي} للمشاركة بهذا العرض في الدورة الأولى من {مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما} (2003)، وقد حاز اعجاب فلويانا سافينو، مديرة {مهرجان شعوب البحر المتوسط} في إيطاليا، واختارته لعرضه في مهرجانها في بيشيليا (2004)، كذلك قدمناه  في حفلة خاصة لحاكم إمارة الشارقة سمو الشيخ د. سلطان بن محمد القاسمي، بمناسبة تكريمه كرجل الثقافة لعام 2003، وفي مناسبات عدة.

ما أبرز أعمالك في شهر رمضان؟

عثرت على قصيدة جميلة بالفصحى تحتوي على 42 بيتاً، تحت عنوان {لكل شيء إذا ما تم} (رثاء الأندلس) للشاعر أبو البقاء الرندي، وهي وثيقة تاريخية لفترة خروج العرب من الأندلس، تحمل كلماتها أحداثاً درامية، وعندما حل شهر الصيام في الشهر التاسع عام 2008، وجدتها مناسبة، فأعددتها مونودراما بأسلوب الحكواتي بعنوان {غروب الأندلس}، وقدمتها في غبقة مسرح الخليج، وقد جسدت الأداء التمثيلي والتعبير الحركي {عذاري}.

أخبرنا عن تجربتك المسرحية على الباخرة.

بما أن شعار الدورة الرابعة لـ{مهرجان أيام المسرح للشباب} كان {الفضاء المسرحي البديل}، توجب على الفرق المشاركة فيه  إيجاد أماكن مختلفة لعروضها بعيداً عن العلبة الإيطالية التقليدية، فقررت تقديم مونودراما {مقهى الدراويش}، إخراج مريم عارف، واخترت سطح باخرة تتسع لـ 400 متفرج، وبنيت المسرح والإضاءة والتقنيات التي يحتاجها العرض، وأبحرنا بالصالة المكشوفة حتى وصلنا إلى الخلفية التي أريدها للديكور وهي أبراج الكويت، وتطل من زاوية جميلة على قصر دسمان، توقفت الباخرة وبدأ العرض ساعة كاملة، وأعيد العرض في {مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما} في دورته الثالثة.

لماذا استعنت بمخرجة كفيفة؟

الإخراج المسرحي عبارة عن نوعين: الأول إخراج رؤية، والثاني إخراج درامي، مريم عارف كانت مخرجة بحق، وركزت على التفاصيل الدقيقة في ذلك العرض حتى المؤثرات الصوتية.

حدثنا عن «شاعر الكرنك».

عشقت، منذ الصغر، أغنية أم كلثوم  «قصة الأمس» التي يبدأ مطلعها «أنا لن أعود إليك»، ورددتها لأصدقائي أيام الثانوية، بعدما حفظت كلماتها عن ظهر قلب، وبمرور الأعوام، لم أفكر من هو صاحب تلك الكلمات، بل في التسلسل الدرامي في قصة القصيدة التي بدأت من القمة في الفعل الدرامي، فبحثت عن حياة الشاعر أحمد فتحي، الملقب بشاعر الكرنك، واكتشفت علاقة غريبة بين حياته وتلك القصيدة، فصغت تلك العلاقة متوخياً دقة المعلومة ومطلقاً لنفسي حرية الطرح، ولخصت بحثي على ورقتين، ودعوت أصدقائي لسماع القصة مع بعض التمثيل ثم تطور العمل إخراجياً وفنياً.

أين عرضته؟

في «مهرجان أيام المسرح للشباب» بدورته الخامسة، ومهرجانات ومنتديات أدبية وثقافية وجامعات، كذلك قدمته باللغة الإنكليزية في مناسبات أخرى، وسأعرضها مجدداً في عيد الفطر على مسرح الدسمة.

ما جديدك في المونودراما؟

لدي عمل مونودرامي تراثي جماهيري بعنوان «قوطي كاز»، يرمز إلى حرق شعر فهد العسكر، كتبت النص أكثر من مرة، وسوف تستمر تلك الكتابة إلى اليوم الذي سيظهر فيه العرض على خشبة المسرح.