أول العمود:
ديوان المحاسبة يقول إن أحد أسباب تأخر بناء المدينة الجامعية هو عدم وضوح رؤية جامعة الكويت للمتطلبات الأساسية لهذا المشروع.***لم يكن لافتاً ما طرحه النائب المحترم عبدالله الطريجي في إحدى جلسات مجلس الأمة عن قضية تحرش بموظفة في هيئة أسواق المال من قبل قيادي، لأنها مسألة متفشية في دول العالم والعربي منه تحديداً، لكنني أجدها مناسبة لتسليط الضوء على مسألة "محرمة" مسكوت عنها، فالأرقام والإحصاءات التي توفرها دراسات خليجية– وسعودية- بالتحديد مخيفة تفتح آفاقاً خافية علينا، وتجاهلها يحولها إلى مشكلة يومية كما الحال في مصر.أين تقع المشكلة هنا؟ سأجيب نقلا عن حملة واعدة في مصر عنوانها "خريطة تحرش" تستند إلى البلاغ، نوعه ومكانه، ليساهم عبر تراكم البلاغات في رسم خريطة لمكان انتشار هذه الآفة، وشكل التعامل المؤسسي والمجتمعي معها.تطرح الحملة إجابات مضادة لمفاهيم سطحية؛ كالقول إن التحرش الجنسي، والذي له أكثر من 20 شكلاً، يرجع إلى الفقر، فترد بأن رؤساء شركات يتحرشون وهم أغنياء، أو أن الأمية سبب فترد بتحرش المدرسين، وترد على نظرية اللباس المغري بحوادث التحرش في المنقبات، والكبت الجنسي مقابل المتحرش الصغير السن، أو إغراء جسد المرأة مقابل التحرش بطفل، وهكذا، فمن بين إيجابيات الحملة تكسير مفاهيم مغلوطة لتبدأ بنشاط اجتماعي هام على أساس فكري صلب.في ظني أن من بين أهم أسباب التحرش الجنسي التوافق الاجتماعي على حصره في جسد امرأة "كحاله فردية لا تقدم ولا تؤخر"، مع مزج هذا التوافق بالعيب الاجتماعي والرغبة في "الستر"، وكل ذلك يؤدي الى نتيجة واحدة، وهي أن "الموضوع ليس بهذه الخطورة والتهويل" وهنا الكارثة.مكافحة التحرش بحاجة إلى تحريض المتضررين بالبوح، وتوعية بأنواعه، وقانون رادع وواضح، وتوعية بخطورته على حياة المتحرش به النفسية والاجتماعية، فهناك دراسات تؤكد أن حالات الشذوذ الجنسي والانكفاء على الجنس الشبيه مردها إلى تجارب مريرة من التحرش، كما تؤكد د.هناء المطلق المعالجة النفسية في كلية التربية بجامعة الملك سعود.لماذا نظل في زاوية الاستماع ثم الصمت؟ أستاذ جامعي يتحرش بالطالبات ويساومهن على الدرجات، ولماذا نتقبل التحرش من خلال قيادة المستهترين في الشارع؟ ولماذا نستر على "شيخ دين" يتحرش تحت ستار التطبيب النبوي؟ لنبدأ العمل وليكن بالبوح والتشريع وإعطاء الموضوع حجمه الحقيقي.
مقالات
مكافحة التحرش بالحديث عنه
21-06-2014