تغير واقع مدينة كركوك العراقية في غضون أيام قليلة، بعد أن انتقلت هذه المنطقة الغنية بالنفط من مرحلة التنازع عليها بين العرب والأكراد، إلى سيطرة قوات البيشمركة الكردية، وسط مخاوف من احتمال أن يثير هذا التحول التاريخي توترات قومية في مرحلة لاحقة.

Ad

وفرضت قوات البيشمركة الخميس الماضي سيطرتها بشكل كامل على مدينة كركوك (240 كلم شمال بغداد)، بهدف حمايتها من أي هجوم محتمل لمقاتلين جهاديين يسيطرون منذ أسبوع على مناطق واسعة في شمال العراق ووسطه وفي محيط مدينة كركوك.

وهذه المرة الأولى التي تسيطر فيها القوات الكردية على كركوك، التي تتولى المسؤولية الأمنية فيها عادة قوات مشتركة من العرب والأكراد والتركمان هم عناصر في الشرطة المحلية، بينما تنتشر قوات من الجيش عند أطرافها من الجنوب والغرب.

ولم يكن واضحاً ما إذا كانت القوات الكردية قد قامت بخطوتها بناء على تنسيق بين إقليم كردستان والحكومة المركزية في بغداد، التي لم تعترض على الأقل بشكل علني على هذه الخطوة.

ورغم المؤشرات الإيجابية التي حملها هذا الإجراء، من ناحية حماية المدينة من المسلحين، فإنه زاد من شعور أهالي كركوك، خصوصاً العرب والتركمان، بالقلق على مستقبل المدينة، متخوفين من إمكانية أن يتغير وجهها إلى الأبد مع سيطرة الأكراد عليها.

وقال محمد حسن العبيدي أحد أهالي كركوك (55 عاما) مرتدياً الزي العربي "إننا خائفون على مستقبل مدينة كركوك، فبعد عشر سنوات من التغيير عدنا إلى نقطة الصفر، في ظل الاحتقان القومي، والخلاف السياسي، وخروج نصف مساحة محافظة كركوك عن السيطرة".

وأضاف أن "الاستعانة بقوات من لون واحد ستولد ردود أفعال واحتقان بين المكونات (...) لكن كركوك مهما حصل وسيحصل هي هوية للعراق".

بدوره، قال تيمور اتيلا وهو تركماني من مواطني المدينة (38 عاما) إن "ثقافة كركوك التركمانية باتت في خطر كبير، بعدما احكمت البيشمركة سيطرتها على المدينة ومناطق أخرى خارجها".

وسأل اتيلا "كيف نقبل أن تكون كركوك جزءاً من إقليم كردستان؟ لقد عشنا وتعلمنا من أجدادنا أن كركوك تركمانية بتاريخها وآثارها وقلعتها ومقابرها. انتشار البيشمركة ضربة موجعة في قلوب محبي كركوك، خصوصا التركمان، لأنها قضية أرض وتاريخ (...) إنها تركمانية".

وقال صاحب مركز تجاري لبيع المواد الغذائية في سوق القصيرية القديم، إن "مدينة كركوك أصبحت كالهلال لا تملك الا منفذا واحدا مفتوحا، وهو مع إقليم كردستان" الذي يتمتع بحكم ذاتي، والذي يسعى منذ سنوات طويلة لضم محافظة كركوك إليه، لتصبح المحافظة الرابعة إلى جانب محافظات السليمانية ودهوك واربيل.

(كركوك ـ أ ف ب)