شاي أصفهاني «سكر زيادة»

نشر في 31-05-2014
آخر تحديث 31-05-2014 | 00:01
 يوسف عوض العازمي قبل سنوات زار الشيخ صباح الأحمد إيران كرئيس لمجلس الوزراء في الكويت، وكانت إحدى محطات تلك الزيارة مدينة أصفهان التاريخية، وأتذكر أننا شاهدنا وقتها سموه يزور محل "الشاي خانه"، الذي يعتبر عنواناً للشاي الأصفهاني الشهير، وبطبيعة الحال كانت زيارة ناجحة تغلفها أجواء ودية، والدليل زيارة سموه وقتها لهذه المدينة التاريخية كدليل على تخطيها الرسمية إلى الأخوية، والزياره القادمة لسموه- حفظه الله ورعاه- هي أول زيارة له لطهران بوصفه أميراً لدولة الكويت، وأول زيارة يلتقي فيها بالرئيس روحاني.

الاحتفاء بهذه الزيارة المرتقبة كبير وواضح، ويتبين الاهتمام من جهات إقليمية أخرى، فعلاقة الكويت بإيران ودية ومتواصلة رغم بعض الشوائب من الطرف الآخر، وكان آخر هذا التواصل المساعي في تقريب علاقات السعودية مع إيران والنجاح المبدئي لها (تحدثت عن هذا الموضوع في مقال سابق).

ومن المعطيات التي تؤكد أهمية الزيارة المكانة الطيبة والدور الكبير الذي يضطلع به سمو الأمير في القضايا الإقليمية والدولية، والعلاقة المميزة التي تربط سموه بمتخذي القرار في المنطقة، ولا بد أن هناك ترتيبات سياسية معينة ستسبق الزيارة، وتنسيقا مع عدة أطراف بالمنطقة، فعدا عن الموضوع السعودي الإيراني هناك مشكلة التدخل الإيراني الواضح في البحرين.  وأعتقد أن سموه سيبحث هذا الملف المهم بكل شفافية مع الإيرانيين، وأيضا الملف السوري والحرب الدموية والتدخل السافر لإيران هناك، وسيأخذ هذا الملف من النقاش ما يأخذه، وكذلك ملف العراق والأحداث المؤسفة التي تشهدها بلاد الرافدين بشكل شبه يومي.

ولا أظن أن ملف لبنان سيناقش بتوسع إلا أنه ربما يكون إحدى أوراق التفاوض، وسيكون مثاراً للأخذ والعطاء السياسي، وفيما يتعلق بملف الجزر الإماراتية المحتلة لا أظن أنها ستأخذ حيزا من النقاشات؛ لتشعبها وتدويلها ورفعها لمحكمة العدل الدولية، فإيران لم تترك دولة في حالها، حتى الكويت اكتشفت خلايا تجسس مدعومة من السفارة الإيرانية! ومن القضايا ذات الأهمية التي ستكون ذات بحث أيضاً المفاعل النووي الإيراني في بوشهر والقريب جغرافياً من الحدود الكويتية.

يعرف سمو الأمير أن المباحثات يجب أن تكون مع المرشد خامنئي، فهو الرئيس الحقيقي لإيران، وهو من يملك الكلمة في السياسة الخارجية، حيث تطبخ الاستراتيجية الإيرانية عبر بوابته، أما الرئيس روحاني فهو يعتبر في الحقيقة رئيس وزراء تنفيذيا بصلاحيات محدودة، فالسياسة الإيرانية تؤشر إلى طريق والطريق الحقيقي مختلف! إنها سياسة النفس الطويل والاستراتيجيات البعيدة المدى التي تعتمد على كسب أكبر عدد ممكن من الأوراق، لتكون أدوات تفاوض، وأخذ ورد، وخطوط تقدم ورجعة.

صانع السياسة الكويتية لا تخفى عليه هذه الأمور، وهو خبير ومتمرس عتيق فيها، والأهم أن سموه يأتي إلى طهران حاملاً سياسة ذات أفق بعيد، وسمعة دولية حسنة، وتعاملا أخلاقيا مع القضايا الدولية أكسبه احترام الجميع.

فهل ستختتم هذه الزيارة الودية كالزيارة السابقة التي اختتمت بالشاي الأصفهاني؟ وهل سيكون الشاي الأصفهاني "سكر زيادة"، أم "غير ذلك؟!" أتمنى أن يكون سكر زيادة، وأن يوفق الله سمو الأمير في حله وترحاله.

***

أهنئ الدكتور إبراهيم الرشدان استشاري القلب على تكريمه من سمو الأمير بمنحه وسام الكويت ذا الوشاح، فهو يستحق ذلك وأكثر، ويتشرف بك الوسام يا دكتور، وهذا التكريم ليس غريباً على سموه، فهو الداعم الأول للعلم والعلماء المتميزين.

back to top