لم تكن لجنة الاحتفالات بالمناسبات الوطنية على علم بأنها ستدخل "معركة إلكترونية" شرسة، بعد إعلانها شعار الاحتفالات لهذه السنة، الذي تعرض لما يمكن اعتباره إحدى أهم الحملات الساخرة من قبل الكويتيين على مواقع التواصل الاجتماعي، نظراً لسوء تصميمه وفكرته... وكل ما فيه.

Ad

وجاء الشعار على شكل رجل "دون ملامح"، مرتدياً الزي الوطني وباللون الأزرق، وفاتحاً ذراعيه، حاملاً بإحداهما مبنيي قصر السيف وبرج التحرير، وبالأخرى شكلاً يدل على العالم، وكتب تحته "الكويت مركز إنساني عالمي".

"يفشل"... كانت الكلمة الأكثر استخداماً في وصف الشعار وتفاصيله بين الكويتيين على الإنترنت، وكذلك لم تخل التعليقات من السخرية السياسية تجاه العنوان المختار للاحتفالات "الكويت مركز إنساني عالمي"، فما بين صور استعادة أحداث عنف حدثت في الكويت خلال السنتين الماضيتين، والسخرية من الشعار، صمدت لجنة الاحتفالات في اليوم الأول، وكأن الأمر لا يعنيها، واستمر حسابها على "تويتر" يغرد عن الفعاليات المقررة إقامتها في فترة الاحتفالات.

إلا أن طبيعة الكويتيين في "تويتر" و"إنستغرام" تأبى "الاستسلام"، لاسيما أن فضاء الإنترنت وشبكات تواصله أعطياهم مساحة مطلقة من الحرية في الكتابة والرسم والسخرية... وحتى الشتم! وفي وقت لم تنجح المحاولة الأولى التي جرت الأربعاء الماضي لإلغاء الشعار، فإن ما حدث أمس الأول من إطلاق هاشتاق #نصمم_لكم_ببلاش جعل الأمور تأخذ منحى مختلفاً تماماً... ونهاية مختلفة أيضاً!

ما حدث في هاشتاق #نصمم_لكم_ببلاش لم يكن عادياً أو مجرد شعارات مقترحة وضعها الكويتيون عبر "إنستغرام"، بل كان رسالة سخط واستياء قدموها ببراعة، وتمثلت في إعادة تصميم شعار اللجنة لكن بإسقاطات سياسية ساخرة عن الفساد، وتشبث المسؤولين بمناصبهم، وسرقات المال العام، وتأخر إنجاز المشاريع التنموية.... إلخ... من القضايا العامة التي يعانيها المواطنون يومياً وباستمرار منذ عقود.

وأخذت حملة #نصمم_لكم_ببلاش حيزاً كبيراً في فضاء شبكات التواصل، وتفاعلاً ضخماً وصل حد الدعوة إلى إلغاء حساب اللجنة من "تويتر"!

وأمام اشتداد المعركة، رفعت اللجنة العلم الأبيض أمام الحملة، لتغير الشعار"بصمت"، ما جعل تلفزيون الكويت يلغيه بدوره من قنواته ويستبدله بالجديد... الذي لا يقل سوءاً عن القديم!