عندما ننظر إلى ما أسفر عنه التعديل الوزاري الأخير وتشكيل حكومة جديدة، لابد على المرء أن يبتسم ويضحك مرتين، الأولى ابتسامة وضحكة فرح، لاستبعاد أشخاص من الحكومة كانوا ينخرون في كيان المجتمع بشكل لا يقبل الشك، كما أنهم صاروا يهتمون بمصالحهم ومصالح أقاربهم أكثر من مصالح الوطن والمواطن.

Ad

أما الثانية، فهي ابتسامة وضحكة استغراب، من عودة ودخول أشخاص في الحكومة لم يكونوا في الحسبة البتة، وفي ليلة وضحاها نراهم يقسمون اليمين.

هل هذا التعديل جاء نتيجة دراسة لوضع البلد وما آل إليه الحال، أم أنها كانت "ورقة اليانصيب" التي دائما ما تكون لمصلحة فئة على فئة، أم أن تعديلها تم في جلسة ديوانية روادها متابعون للمباريات ولعب "الجنجفة"، أم أن الأسماء فرضت ولا يجوز النقاش فيها؟!

على العموم لن نسبق الأحداث على الرغم من معرفتنا الكاملة بنتيجة أعمال بعض الوزراء من حيث الازدياد في تردي الخدمات، وانتشار وتوسع للفساد، وتكريس مبدأ "الشللية"، و"نفع واستنفع". لا أننا سنوجه هذه الرسالة إلى كل وزير معتبرين إياه وزيراً جديداً لأول مرة يستلم الحقيبة الوزارية، ونبدأ بسمو رئيس الحكومة فنقول:

سمو الرئيس:أنت تحمل على كاهلك أمانة ثقيلة، ثقلها مستمد من توصيات صاحب السمو وتطلعات الشعب الكويتي وآماله، وهي أمانة ثقيلة وجسيمة، وطالما قبلت بتحملها فعليك أن تصونها وتعمل بمقتضاها، ولا يغفل لك جفن وهناك مواطن يشتكي من قصورٍ في الخدمات الوزارية.

وأدعوك إلى النزول إلى الشوارع والاختلاط بالناس ولمس حاجاتهم عن قرب، ورفعها إلى سمو الأمير، وتذليل الصعاب كافة لهذا الشعب الكريم، وانهض بالبلد وأدر عجلة التنمية، وأظهر خير باطن الأرض على ظهرها، وابدأ بتنفيذ المشاريع التي ستكون نبراساً لعودة الكويت عروس الخليج.

ونقول لكل وزير: شمّر عن ساعديك، وابدأ العمل بإخلاص ونية صادقة مع الله، واعرف مع من تعمل في الوزارة، وجدّد الدماء فالشباب ينتظر الفرصة ليضع أحلامه على أرض الواقع، وليكون عنصراً بناءً مبدعاً لوطنه.

وإياك أن تكون "كحطب الدامة"، يحركك أهل النفوذ والفساد، فسمو الأمير بثقته وسمو الرئيس برغبته والشعب بآماله يتطلعون إلى الأفضل والنهوض بالبلاد من حال اليأس، فذللوا كل الصعاب، واعملوا مع الموظفين أياً كانت مناصبهم وفق مبدأ "الثواب والعقاب"، فمن ينجز فأحسنوا إليه، ومن يتسبب في الأخطاء والمعضلات فعاقبوه، حتى يستمر معكم من هو مخلص للبلد ومنتج ومنجز، ويندحر من هو خامل لا إنجاز له.

وضعوا أمام أعينكم وعملكم قول النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم:

"كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته"... وما أنا لكم إلا ناصح أمين.