الشكر موصول للأطباء
![د. أسيل العوضي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1646677413853007800/1646677426000/1280x960.jpg)
وتحولت كذلك قضية الدكتورة كفاية من قضية ظلم وحق مغتصب إلى قضية للتكسب السياسي، فهب البعض للدفاع عنها لاغتنام فرصة البروز السياسي، وهاجمها آخرون فقط لأن خصومهم السياسيين وقفوا معها. فهنالك من اشتم رائحة الإخوان أو الشعبي، وآخرون اشتموا رائحة طائفية، والبعض اشتم رائحة الانتقائية في الدفاع عن قضايا الأطباء. كل الروائح مرت عليهم إلا رائحة العدالة والحق والثبات على المبدأ. المشكلة إذاً في أنوف وعقول هؤلاء. يشتمون الرائحة التي تطربهم فقط وتخدم أجنداتهم. وهكذا وبكل أسف يتم التعامل مع الكثير من القضايا المستحقة.أرفع للأطباء القبعة لأنهم دون غيرهم (من المهنيين في حوادث مشابهة) رفضوا الانحراف في مجرى قضيتهم، وتحويلها إلى قضية للتكسب السياسي. فكثير من القضايا المستحقة تم طمسها عندما أصبحت موضوعاً للتكسبات السياسية وبروز بعض السياسيين بين مؤيد ومعارض على أكتاف أصحاب الحق، فكسب السياسيون وضاعت حقوق الناس. إن رغبة الأطباء في التصدي لقضاياهم بطريقتهم الخاصة، والنأي بها عن التكسبات السياسية لهو مثار إعجاب شديد ونموذج للمهنية والحكمة نتمنى أن ينتشر. إن موقف الأطباء هذا قطع الطريق أمام من يحاول الدفاع عن قرار الوزير لأسباب متعددة، أبعد ما تكون عن إحقاق الحق، ويغلفه بحجج واتهامات معلبة كاتهام الدكتورة بأنها مدعومة من فلان أو علان ممن تشكل أسماؤهم "بعبعاً" للبعض. إن تعليق الاعتصام لإعادة ترتيب الأوراق وتوحيد المطالب ينم عن حكمة لا يملكها الكثير من سياسيينا.شكراً أعزائي الأطباء، فنحن في أمس الحاجة إلى مثل يحتذى به.