أوباما قبل الرياض وبعدها... لم يتغير شيء!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
وها هي واشنطن تترك سورية لإيران لتفعل بها ما تشاء من الجرائم التي لم تشهد لها الإنسانية مثيلاً، بل تغطي على المذابح التي يتعرض لها الشعب السوري، كما أن مشاهد الأطفال السوريين المحاصرين الجوعى وهم يأكلون الحشائش لم تحرك الإنسانية لدى أميركا التي انتفضت وأرعدت وأزبدت من أجل جنوب السودان! بل إن واشنطن تناور مع موسكو ولندن للتغطية على أفعال الإيرانيين وحلفائهم من الميليشيات اللبنانية والعراقية في سورية. الرئيس أوباما أعلنها صراحة في ديسمبر 2012 لمجلة "التايم": "إن الطفرة المفاجئة في إنتاجنا من النفط والغاز الطبيعي قد تؤدي في نهاية المطاف إلى تحول في العلاقة مع الشرق الأوسط، إذ ستصبح الولايات المتحدة مصدراً صافياً للطاقة"، هكذا أطلق التنبيهات لحلفائه في المنطقة بأن التغيير آتٍ وأن الناخب الأميركي الذي انتخبه دورتين ببرنامجه الانسحابي من دور أميركا كقطب العالم الأوحد يريد أن تتغير أميركا، ولا يريد أن يرسل أبناءه للقتال خارجها حتى لو أدى ذلك إلى تقديم تنازلات لروسيا وإيران، وهذا ما فهمته طهران فتمددت من العراق إلى سورية، وموسكو أيضاً، فاستولت على القرم.هذه المعطيات كلها تؤكد أن زيارة أوباما هي زيارة تخديرية بروتوكولية حتى يكتمل الانسحاب الأميركي وعملية التسلم والتسليم بهدوء في المنطقة، ولذلك سيترك باراك سورية لتمزقها إيران وحزب الله والأقليات ليكون محيط إسرائيل أكثر أمناً، وسيتم دعم الإخوان المسلمين في مصر لإغراقها في الفوضى، وستظل الإدارة الأميركية تسرب التقارير عن مخاطر المتطرفين في سورية ومحاذير تسليحهم مع علم البيت الأبيض بأنهم صنيعة طهران ويتم تمويلهم منها لتبرير قتل ثوار الحرية والانعتاق من الحكم الاستبدادي الأسدي ووارثيه.لذلك فإن الحل بتحالف الراغبين من العرب لمواجهة المشروع الذي ينفذ في المنطقة هو الخيار الوحيد المتاح وليس انتظار أن يغير أوباما وإدارته مواقفهم لأنهم اتخذوا قرارهم الاستراتيجي ولن يتراجعوا عنه، وعلى المملكة العربية السعودية ومصر وكل العرب القادرين أن يدافعوا عن وجودنا ومصالحنا، لاسيما القاهرة التي يجب أن تدرك أن ما يحدث في سورية أمر سيستهدفها في النهاية ولا تحصره من خلال منظورها لنزاعها مع الإخوان المسلمين، لأن العالم العربي يواجه مخططاً كبيراً لتفتيته والاستيلاء عليه وحكمه لعقود مقبلة من طهران وتل أبيب، إن استكمل المشروع ونجح برعاية ودعم واشنطن.