جاء قرار رئيس الحكومة المصرية إبراهيم محلب، الأربعاء الماضي، بوقف عرض الفيلم السينمائي "حلاوة روح"، بطولة الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي، ليفجر الجدل بين فرقاء المشهد السياسي المصري، بين مؤيد ومعارض للقرار، الذي يصب في خانة تهميش حرية الإبداع في البلد الأكبر عربياً في مجال الإنتاج السينمائي، بينما اتهم نشطاء الحكومة بتضييق الخناق على المبدعين والسياسيين المعارضين للنظام القائم على شرعية "30 يونيو".

Ad

استند محلب على الدستور الجديد الذي أقر في يناير الماضي، والذي يتيح للحكومة التدخل فيما تراه يهدد قيم المجتمع، وهو ما رحب به الأزهر الشريف الذي دخل على خط الأزمة بعدما رحب في بيان رسمي بقرار وقف الفيلم، وذلك "حفاظاً على قيم المجتمع الأخلاقية وثوابته الدينية"، بحسب البيان.

واتخذت الأحزاب السياسية من القرار ساحة للاستعراض السياسي، فرحب حزب "النور" السلفي بالقرار موجهاً الشكر إلى رئيس الحكومة، حيث قال نائب رئيس الحزب، بسام الزرقا عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر): إن "تمرير الفحش باسم الفن لم يرهب محلب بعد إصداره قراراً بمنع الفيلم، فجزاه الله كل خير".

في المقابل، انتفض العديد من المبدعين المصريين ضد القرار الذي رأوا فيه مقدمة لتدخل حكومي في أعمال المبدعين بشكل عام بما يتجاوز فكرة المتابعة الأخلاقية إلى مصادرة الأعمال ذات الطابع السياسي المعارضة للنظام، وفيما تشددت جبهة "الإبداع" بموقفها الرافض للقرار الحكومي، رفض بيان لاتحاد النقابات الفنية القرار لأنه "يمثل تغولاً من السلطة التنفيذية بالتدخل في الأعمال الإبداعية".

محبو الفنانة اللبنانية، ردوا على قرار محلب من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، بنشر صورة تجمع محلب بطليق هيفاء، رجل الأعمال المصري أحمد أبو هشيمة، خلال عضويتهما بمجلس الأعمال المصري القطري، حيث اتهموا محلب بمجاملة صديقه رجل الأعمال بمنع فيلم طليقته.