سيحاول أوباما إصلاح التصدعات في العلاقة الأميركية السعودية، خصوصاً بعد أن علمنا أن الصين أصبحت أكبر زبون للبترول السعودي، وأن السياسة السعودية قوبلت بترحيب في الشرق الأقصى، وبالطبع قد يكون ذلك على حساب العلاقة الأميركية السعودية.

Ad

بعد الاعتراف الرسمي الأميركي بنووية إيران أصبح من اللازم إيجاد توازن إقليمي نووي، فالأمر لم يعد شأناً إيرانياً خالصاً فحسب، إنما أصبح إيجاد توازن في الشطر الآخر ضرورياً، ففي مثل هذه الظروف ينبغي على دول الخليج العربي العمل الجاد لامتلاك أسلحة ومفاعلات نووية على طريقة "إن لم تكن ذئباً...".

الولايات المتحدة وفي ظل قيادة الديمقراطيين الحالية ليست محل ثقة، فأوباما ومساعدوه أعطوا العالم دروساً في كيفية القيادة الباردة والمترددة! فتأييدهم البارد والمحير لما يسمى بـ"الربيع العربي" قاد المنطقة من أزمة إلى أخرى، وعبثاً حاول أوباما إصلاح الوضع بتعيين جون كيري خلفاً للشقراء هيلاري كلينتون إلا أن العزف استمر بنفس اللحن! وكما يقول المثل الكويتي "لا طبنا ولا غدا الشر"!

وقرأت عن زيارة مرتقبة قريباً لأوباما إلى السعودية الشقيقة، سيحاول فيها إصلاح التصدعات في العلاقة الأميركية السعودية، خصوصاً بعد أن علمنا أن الصين أصبحت أكبر زبون للبترول السعودي، وأن السياسة السعودية قوبلت بترحيب في الشرق الأقصى، وبالطبع قد يكون ذلك على حساب العلاقة الأميركية السعودية.

وبالتأكيد يعلم سيد البيت الأبيض مدى العتب السعودي على مواقف كثيرة لإدارته، ويعلم أيضاً الفتور الذي قوبل به وزير خارجيته جون كيري إبان زيارته الماضية للرياض.

أظن أن زيارة أوباما ستكون استثنائية وستكون المصارحة أبرز عناوينها، فالمجاملات و"منمق الكلام لا يطعم خبزاً" و"إن بغيت حبيبك دوم حاسبه كل يوم!".

أيضاً في مكان آخر من الخليج العربي تحاول الإمارات توقيع اتفاقية بل إنها وقعتها بالفعل مع فرنسا لتشييد مفاعل نووي سلمي، والإمارات تتحرك بذكاء لاحتواء المارد الطهراني، فمحمد بن زايد يتحرك بترو نحو فرنسا، وبعدها مدّ الجسور مع روسيا لتحقيق التوازن بالسياسة الخارجية الإماراتية، وهو يعرف تماماً كيف يدير الملف الخارجي بطريقة ببطء لكن بثقة.

المفارقة أن زيارة أوباما للرياض ستكون بعد زيارة ولي العهد السعودي لباكستان التي ستكون زيارة تاريخية للإعلان عن مد باكستان للسعودية بتكنولوجيا الذرة الحديثة في تتويج للعلاقة التاريخية الوثيقة بين البلدين. الفترة الأخيرة شهدت تبادلاً للزيارات الرفيعة المستوى بين البلدين تكللت في الأيام الماضية بزيارة قائد الجيش الباكستاني للرياض وتقليده وسام الملك عبدالعزيز تعبيراً عن الاحتفاء والاهتمام بعلاقة البلدين.

الأجواء ملبدة بالغيوم، والأحداث الإقليمية حبلى ولا تبشر بخير، والتحدي انتقل من الكلام إلى الأفعال، وكل طرف يتحرك حسب إمكاناته وأحياناً فوق إمكاناته، وتبدو التحركات الدبلوماسية الخليجية حتى الآن مقبولة ونتائج ما حدث في "جنيف 2" معقولة، وإن كانت أقل من المطلوب.

خلال الفترة المقبلة ستشهد المنطقة تطورات إيجابية نتيجة لهذه التحركات الجادة، و"أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي".