وثيقة لها تاريخ : «منصور الخشتي» لعب دوراً جوهرياً غامضاً في الصراع بين الشيخ مبارك ويوسف الإبراهيم
أشرت في مقال الأسبوع الماضي بشكل سريع إلى رجل اسمه منصور الخشتي، ولم أتعرض بالشرح لشخصيته، بسبب ضيق المساحة، لذلك، قبل أن أتحدث عن الشخصية الأخرى التي وعدتكم بالحديث عنها، وهو مقبل بن عبدالرحمن الذكير، سنتطرق بما يتوافر من معلومات عن منصور الخشتي في مقال اليوم. الحاج منصور بن خميس الخشتي، رحمه الله تعالى، من أهالي الكويت، وكان لأسرته منزل يقع قرب بيوت الصباح والإبراهيم في حي الوسط بمدينة الكويت، وكان منصور يرتبط ارتباطاً وثيقاً بيوسف الإبراهيم قبل أحداث عام 1896 التي على اثرها تولى الشيخ مبارك الحكم بعد إزاحة أخويه الشيخين محمد وجراح. في تلك الأثناء كان منصور الخشتي، وهو نوخذة سفر قدير، خارج الكويت مع يوسف الإبراهيم، واستمر في الخارج ملتزماً مع يوسف إلى أن تُوفي وهو خارج الكويت في وقت لم أستطع أن أتوصل إليه. ولولا أن منصور الخشتي قد أشير إليه في بعض الوثائق التاريخية، كالتي نستعرضها اليوم، لضاع كل تاريخ هذا الرجل الغامض الذي لا تعرف عنه عائلته الكريمة سوى القليل. وقد سعيت إلى معرفة أشمل لتاريخ هذا الرجل والأعمال التي قام بها لدعم يوسف الإبراهيم في معارضته للشيخ مبارك الصباح، ولكن الجهود لم تأت إلا بالقليل من المعلومات التي أعرضها لكم في هذا المقال. فقد ورد في وثيقة كتبها محمد رحيم عبدالنبي صفر بتاريخ 20 يوليو 1897م ما يلي: "من البحرين ربورت في 20 جولاي 1897
حضرة جناب العالي الجاه ذوي الشوكة والاجلال الاحشم الاكرم الصاحب الميجر ميد باليوز وقونسل جنرال الدولة البهية القيصرية في خليج فارس المفخم دام مجده آمين بعد السلام والسئوال عن صحة ذاتكم العلية لازلتم في خير وعافية ولا يخفى سعادتكم في 15 صفر 1315 مطابق في 16 جولاي 1897 وصل البحرين بوم يوسف بن ابراهيم وفيه رجاله منصور الخشتي وانه اخذ له بعض الماكلة ويوم الثاني سافر البوم وبقى منصور الخشتي في البحرين حسب الظاهر انه في هذا الميل سيتوجه الى بوشهر وبتاريخه محمد بن عبدالوهاب وصل من البدع ويذكر انه تواجه مع يوسف بن ابراهيم عدال راس لفان وهو في بوم ومعه جالبوت مقلوصة ويوسف المذكور ارسل كتاب منه لجناب الشيخ عيسى حاكم البحرين صحبة محمد بن عبدالوهاب وجناب الشيخ عيسى اطلعنا على الكتاب المذكور ذاكر فيه انه توجه الى طرف الشيخ جاسم بن ثاني قصد الزيارة والتهنية اليه بوصول ولده عبدالله من الحج وارادته بعد ذلك يرجع الى البحرين ينزل فيها هذا ما بلغ بحد الحاظر ودمتم سالمين ومحروسين والسلام حرره في 19 صفر سنة 1315 مطابق في 20 جولاي سنة 1897. صحيح محمد رحيم عبدالنبي صفر". وقد ورد اسم منصور الخشتي في وثيقة قطرية تاريخها 5 ذو القعدة 1322هـ الموافق 11 يناير 1905م كأحد الخبراء الذين تم استدعاؤهم لإعطاء رأي بخصوص موضوع إرث لأسرة المسلماني القطرية (أهداني د. ناصر المسلماني نسخة منها)، وقد لقب بالحاج في تلك الوثيقة، مما يدل على أنه أدى فريضة الحج. كما ورد اسمه في وثيقة أخرى كتبها بنفسه من الهند إلى التاجر نجف بن غالب في عام 1331هـ (1913م) نشرت بجريدة القبس بتاريخ 14-12-2007، مما يدل على أنه تُوفي بعد عام 1913م وربما كان ذلك في قطر. وفي الختام نقول إن منصور الخشتي خلف من بعده ولداً واحداً هو سليمان الذي ولد في الكويت، وعاش صباه وشبابه في الهند، ثم عاد إلى الكويت وتزوج فيها من أسرة الخرقاوي، وغادرها بعد زواجه إلى البصرة واستقر فيها، لكنه كان يتردد على الكويت كثيراً حتى تُوفي في الكويت في فترة الخمسينيات ودفن في مقبرة القبلة (الصالحية). ولسليمان ثلاثة من الأبناء وبنت واحدة وهم داود، وحسين (توفي)، ومنصور، وأمل. هذا كل ما استطعت أن أعرفه عن منصور الخشتي، وربما تكشف لنا الأيام القادمة معلومات أكثر عن حياته في الخارج، ودوره في دعم جهود يوسف الإبراهيم. ملاحظة: افادني الاستاذ جلال خالد الهارون وهو سعودي الجنسية ومتخصص في تاريخ جزيرة دارين ان لديه وثائق لم ينشرها تؤكد ان الشيخ محمد بن عبدالوهاب لم يفلس في نهاية حياته أو يذهب متخفيا الى الهند للعلاج. فشكرا للاستاذ جلال على هذه المعلومة.