تتجه أنظار العراقيين اليوم إلى البرلمان الذي يتجه بدوره لحسم الصراع على الحكومة وتسمية رئيس وزراء ينتظره كابوس تنظيم الدولة الإسلامية، الذي تمكن خلال أيام قليلة من توسيع نفوذه على حساب الحكومة المركزية، وأخيراً إقليم كردستان.

Ad

وفي ظل تمسّك رئيس حكومة تصريف الأعمال نوري المالكي بموقفه، وجد ائتلاف دولة القانون نفسه مضطراً لتحقيق رغبة زعيمه بالبقاء في منصبه لولاية ثالثة.

 وقال النائب عن الائتلاف هيثم الجبوري، إن "الحوارات واللقاءات بين قيادات التحالف الوطني مستمرة للخروج بمرشح محدد لشغل منصب رئيس الحكومة المقبلة"، مشيرا إلى أن "الحوارات مع مكونات التحالف صعبة جدا، لأن دولة القانون يصر على ترشيح المالكي لولاية ثالثة، والآخرون يرفضون ذلك".

وأضاف الجبوري أن "دولة القانون سيتصرف ككتلة برلمانية أكبر في جلسة مجلس النواب اليوم، ويقدم المالكي كمرشح لرئاسة الوزراء، وفق الدستور".

وقبل ذلك، أكد النائب عن الائتلاف عبدالسلام المالكي فشل التحالف الوطني في الاتفاق على مرشح واحد لرئاسة الوزراء، مبيناً أن المالكي هو الأقرب لتشكيل الحكومة المقبلة، وحديث البعض عن وجود 235 نائباً يرفضون الولاية الثالثة "مغالطة".

وكان رئيس التحالف الوطني العراقي إبراهيم الجعفري أكد، أمس الأول، ضرورة الالتزام بوحدة التحالف باعتباره الكتلة الأكبر داخل مجلس النواب، فيما شدد على ضرورة توحيد الصف الوطني ومواجهة التحديات التي تواجه التجربة الديمقراطية في العراق.

ميدانياً، وفي أول تنسيق أمني بين بغداد وكردستان، قررت الحكومة الاتحادية مساندة الإقليم في استعادة مدن انسحب منها وإرسال تعزيزات عسكرية، في وقت أكد فيه تنظيم الدولة الإسلامية نجاحه في فتح الشريط الحدودي بين محافظتي نينوى ودهوك.

وقال المتحدث باسم القوات المسلحة، الفريق قاسم عطا، إن "القائد العام نوري المالكي أصدر أوامر لقيادتي القوة الجوية وطيران الجيش لإسناد قوات البشمركة ضد عصابات داعش الإرهابية".

وخلال اليومين الماضيين، خسرت قوات البشمركة أهم المدن الخاضعة لسيطرتها في محافظة نينوى، وهما زمار وسنجار التي تقطنها الأقلية الأيزيدية.

 وسببت هذه الخسارة صدمة كبيرة لدى القيادة الكردية دعت رئيس الإقليم مسعود البرزاني إلى التهديد باتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المقصرين في الدفاع عن المحاصرين الذين يواجهون الإبادة في جبل سنجار.

وقبل إعلان عزمه استهداف كردستان في إطار "غزوة فتح الشريط الحدودي بين ولاية نينوى ومحافظة دهوك"، قام تنظيم الدولة بارتكاب مجزرة بشعة بحق الأيزيدية، حيث أعدم 67 منهم في سنجار، بعد رفضهم طلب المسلحين إعلان إسلامهم وتغيير ديانتهم، كما قام التنظيم بتفجير مزارين للطائفة في القضاء.

(بغداد، أربيل- أ ف ب، رويترز، د ب أ)