خيال ممزوج بالحقيقة

نشر في 28-05-2014
آخر تحديث 28-05-2014 | 00:01
 يوسف عبدالله العنيزي منذ أكثر من ثلاث سنوات والقتال الشرس تدور رحاه في سورية الحبيبة، وفي دمشق قلب العروبة النابض الذي ذابت دقاته واختفى صوته وسط هدير المدافع وأزيز الطائرات، وسقوط آلاف الضحايا وآلاف الجرحى، أما المشردون فقد تجاوزت أعدادهم الملايين، ونتساءل لماذا؟ وما الهدف من هذا القتال والتدمير؟ وهل حدث ذلك مصادفة أم أنه رد فعل لما حدث في بعض البلاد العربية منذ تحريك اللوحة الأولى في لعبة "الدومنا" في تونس توالت بعدها اللوحات بالسقوط، وفي دول وأنظمة لم يتوقع أحد سقوطها بهذه السرعة والطريقة المأساوية أحيانا؟

ولكن ماذا عن سورية والقتال ما زال مستمراً فيها منذ ما يناهز ثلاث سنوات، ولا أحد يعلم إلى متى سيطول؟ وهل هناك دور لسورية يختلف عما جرى في بقية دول الربيع العربي؟ فهناك بعض الملاحظات التي قد يكون بعضها خيالا ممزوجا بالحقيقة: هل تمت صفقة بين عدد من الأطراف الإقليمية والدولية ليس بشار الأسد والنظام السوري بعيدين عنها؟ وهل نصبت سورية كفخ لتجميع المنظمات والمجموعات، وإخراج الخلايا النائمة من مخابئها، وذلك في محاولة لتصفيتها أو إضعافها بعد أن فشلت في تجميعها في كل من أفغانستان والعراق، فأصبحت سورية مغناطيسا جاذبا للمنظمات بكل أفكارها، وأصبحت وجهة ما أطلق عليهم بالمقاتلين الأجانب؟ وهل يمكن أن يتقبل العقل أنهم دخلوا سورية خلسة علما أن تلك المجموعات مدججة بالسلاح والعتاد والمركبات المدرعة؟ فأي عقل يمكن أن يتقبل ذلك؟

أما القول إن أميركا وأوروبا وبعض الدول في المنطقة حريصة على وقف القتال في سورية، ففي اعتقادي الشخصي أن هذا يتنافى مع الواقع في ظل ما نشهده من تدفق السلاح والمال لكل الأطراف بلا استثناء، فأين مبدأ تجفيف منابع التمويل؟ وفي اعتقادي أن هذا المبدأ لن ينجح إذا لم يدعم بمبدأ أكثر أهمية، وهو مبدأ تجفيف "منابع الأفكار"، فما الذي يدفع ذلك الشاب الذي لم يتجاوز العقد الثالث من العمر أن يلبس الحزام الناسف ويقدم على تفجير نفسه في حافلة ركاب أو في مجلس عزاء أو حفلات زفاف؟ وما قوة هذا الفكر الذي تم غرسه في أذهان هؤلاء الشباب؟

إن ربط العمليات الانتحارية بالأديان السماوية السمحاء التي تدعو في مجملها إلى المحبة والسلام والمحافظة على النفس البشرية فيه مجافاة للحقيقة؛ لذلك في اعتقادي أن أولى خطوات تجفيف "الأفكار" هي فصلها عن الأديان والمذاهب، فتلك الأفكار مثلها مثل غيرها تسعى إلى السلطة والحكم، وربما هناك من يقول ليس هناك دساتير أو قوانين دولية تقر محاربة الأفكار والآراء، وبالرجوع للتاريخ نجد أن هناك أفكاراً وأيديولوجيات تم القضاء عليها وحظر نشاطها مثل الفكر "النازي" والفكر "الفاشي" وغيرهما من أفكار كلفت البشرية الملايين من الضحايا، فما الذي يمنع من تطبيق ذلك في منطقتنا؟

حفظ الله أمتنا العربية والإسلامية من شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، وحفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

شكر وتقدير:

بتاريخ 20 /5 /2014 نشرنا في هذه الجريدة الغراء مقالا بعنوان "خضر مرابعنا" وجهنا في الفقرة الملحقة به نداء إلى معالي وزير الأشغال العامة والكهرباء المهندس عبدالعزيز الإبراهيم بشأن حاجة الجسور المقامة على بداية شارع الفحيحيل للصيانة، وفي اليوم التالي لنشر المقال بدأ العمل في الصيانة المطلوبة بسرعة لم تتجاوز اليومين، فكل الشكر والتقدير لمعالي الوزير والله يكثر من أمثالكم.

back to top