مصريو الكويت استهلوا التصويت على «الدستور الجديد»

• السفير سليمان: إقبال غير مسبوق... و2000 مشارك خلال الساعات الأولى 
• منع رفع الشعارات الإيجابية أو السلبية

نشر في 09-01-2014
آخر تحديث 09-01-2014 | 00:04
No Image Caption
فتحت السفارة المصرية أمس أبوابها لاستقبال رعاياها الراغبين في الادلاء بأصواتهم على الدستور الجديد، وشهد اليوم الأول تنظيما جيدا من أعضاء البعثة الدبلوماسية، انعكس بالإيجاب على أعداد المشاركين.
توافد المصريون المقيمون في الكويت بالآلاف امس على سفارة بلادهم، للمشاركة في الاستحقاق الديمقراطي الاكثر أهمية، والتصويت على مشروع الدستور المصري الجديد، الذي يشكل ملامح المرحلة المقبلة، ويعد خطوة جادة في طريق الاستقرار، وانهاء المرحلة الانتقالية التي تعيشها مصر، منذ اندلاع الموجة الثانية من الثورة في 30 يونيو الماضي.

في هذا الصدد، أشاد سفير مصر لدى الكويت عبدالكريم سليمان بالتعاون الكبير من جانب حكومة الكويت مع السفارة المصرية, عبر وزارتي الخارجية والداخلية, لانجاح الاستفتاء على الدستور الجديد، لافتا إلى أن هناك اجراءات أمنية كبيرة في محيط السفارة لتوفير الامن لعملية التصويت، فضلا عن توفير سيارات الاسعاف والإطفاء في حال حدوث أي طارئ.

إقبال غير مسبوق

وقال سليمان، في تصريح صحافي أمس، على هامش تفقده سير عملية التصويت على مشروع الدستور الجديد، التي بدأت امس وتستمر حتى 12 الجاري، "إن السفارة استعدت جيدا لهذا الاستحقاق الاهم في التاريخ المصري، وهيأت كل الامور التي من شأنها التسهيل على رعاياها الذين سيدلون بأصواتهم".

وأوضح أن الجميع ملتزم بتعليمات اللجنة العليا للانتخابات، متوقعا زيادة أعداد المشاركين خلال الايام المقبلة، متمنيا الا تؤثر برودة الطقس على نسب الاقبال، مناشدا جموع المصريين المقيمين على أرض الكويت الحضور والمشاركة.

وأشار إلى أن نسب المشاركة حتى ظهر أمس تخطت 2000 مشارك، مؤكدا أن هذا الاستفتاء يشهد إقبالا غير مسبوق، لاسيما ان الساعات الاولى من فتح صناديق التصويت سجلت اقبالا فاق كل التوقعات.

تنسيق أمني

وعن التنسيق الامني بين السفارة المصرية ووزارة الداخلية الكويتية، أكد سليمان أن ثمة تنسيقا كبيرا بين الجهتين، مشيرا إلى أن "الداخلية" تبذل جهودا مضنية للتأمين وانجاح عملية التصويت، متوجها بالشكر إلى الكويت أميرا وحكومة وشعبا على هذه الجهود المبذولة سواء في الاستحقاقات الماضية أو الحالية.

وعن كيفية التعاطي مع بعض المصريين، الذين لم يتمكنوا من الحصول على ورقة بيانات التسجيل من أجهزة الحاسوب، زاد: "ان هؤﻻء جاؤوا دون الاستمارة، وسنقدم لهم المساعدة، شريطة أن يكون سبق لهم التسجيل، وأن يكون لديهم أصل بطاقة الرقم القومي أو جواز السفر (المميكن)".

وشدد على ان "فتح باب التسجيل مرة أخرى خلال عملية التصويت أمر مستحيل، كونه مخالفا للقانون، لاسيما ان وزارة الخارجية والسفارة لا يملكان هذه الصلاحية، والامر برمته بيد اللجنة العليا للانتخابات"، معتبرا ان حدوث مثل هذا الامر يفتح باب الطعون على عملية التصويت.

الشعارات ممنوعة

وذكر سليمان ان لجنة الانتخابات في السفارة حرصت على منع رفع جميع الشعارات، سواء الايجابية أو السلبية، مؤكدا أن المصريين استجابوا لتعليمات السفارة، موضحا أن السفارة لا تفرق بين أي فصيل، وتدير الامر بكل حيادية وشفافية، وتقف على المسافة ذاتها من الجميع.

وتابع ان على الراغبين في التصويت اصطحاب أصل بطاقة الرقم القومي أو جواز السفر (المميكن) حتى وإن كانا منتهيين، مشيرا إلى أن مكان تجمع الراغبين هو الجزيرة الخضراء، ليتم نقلهم بحافلات خاصة إلى السفارة للادلاء بأصواتهم، تسهيلا عليهم وتفاديا للازدحام.

مكانة خاصة

من جانبه، أكد راعي الكنيسة المصرية الارثوذكسية في الكويت القمص بيجول، الذي حرص على أن يكون من أوائل المصوتين، أن "القائمين على عملية التصويت مجموعة من الفدائيين"، داعيا الله ان يمن على مصر بالاستقرار والامان إلى الابد، لافتا إلى أن مصر لها مكانة خاصة، وستكون بخير بإذن الله.

وناشد بيجول جموع المصريين القيام بواجبهم الوطني، وأن يكونوا إيجابيين من خلال المشاركة بآرائهم في مشروع الدستور الجديد، حتى لا تخيب جهود القائمين عليه، مشيرا إلى أن "الله أعلم بالمستقبل والخافيات، ولا يأخذ بالظاهرات، والمستقبل مضمون مادام بيد الله، مستذكرا قول البابا تواضروس الثاني: "اذا كان العالم بيد الله... فمصر في قلبه".

مليون نعم للدستور

على الصعيد ذاته، قالت المستشارة سامية عبدالرزاق، إحدى المصريات اللآتي صوتن على مشروع الدستور الجديد، "مليون نعم للدستور، ونحمد الله أن أنقذ مصر في الوقت المناسب، رغم الثمن الكبير الذي دفعه الشهداء".

وأضافت عبدالرزاق: "ان الدستور خطوة إلى الامام لتحقيق الاستقرار، وموافقتنا عليه من أجل المصلحة العليا لمصر، كونه الاختيار الامثل للمرحلة المقبلة، وقد جئت للتصويت بناء على قناعة شخصية"، متوجهة بالشكر إلى الكويت والسفارة المصرية لتسهيل الإجراءات، والسماح بالتصويت في أجواء ديمقراطية.

وقال محمد موافي: "لقد تركنا اشغالنا لنقول نعم للدستور، ونتمنى من الناس في مصر الا يرهبها الطرف الآخر، وأن تستمع لصوت العقل حتى نقضي على الجماعات الإرهابية التي لا نريد سماع صوتها مجددا"، مضيفا: "جئنا اليوم (أمس) لنثبت أننا لا نمثل 3 في المئة، كما يقولون، بل نمثل الاغلبية العظمى التي لا تريد أن تقوم قائمة للجماعات الارهابية، فهم لا يمثلون شيئا للبلد بل يمثلون انفسهم فقط".

تنظيم جيد للسفارة

انعكست الاستعدادات الجيدة غير المسبوقة للسفارة المصرية في تنظيم عملية التصويت على الدستور الجديد بالايجاب على عملية الاقتراع، وتفادت موجات الازدحام الشديد التي كانت تحدث في الاستحقاقات الدستورية السابقة، ما دفع المواطنين إلى المشاركة بكثافة مع الساعات الاولى لفتح الصناديق.

back to top