الأسد يمضي في «المهزلة الرئاسية» ويطلق شعار «سوا»

نشر في 12-05-2014 | 00:03
آخر تحديث 12-05-2014 | 00:03
سلاح الجو الأردني يدمر شاحنتين حاولتا عبور الحدود... وإسرائيل تغلق مناطق في الجولان مع تقدم المعارضة
بالرغم من الحرب المدمرة التي تعيشها البلاد، يمضي النظام السوري في الاستعداد لـ»مبايعة» رأس النظام بشار الأسد لولاية جديدة في أجواء أقل ما يقال عنها إنها غير مناسبة مع الانقسام السياسي والأهلي الحاد الذي تعيشه البلاد، والاتهامات الخطيرة التي يواجهها الأسد بارتكاب جرائم ضد الإنسانية واستخدام السلاح الكيماوي، إضافة إلى عشرات المجازر التي تنقلت بين قرية سورية وأخرى.  

انطلقت أمس حملة الانتخابات الرئاسية السورية المقررة في الثالث من يونيو المقبل، والتي من شبه المؤكد أنها ستبقي الرئيس السوري بشار الأسد في موقعه لولاية ثالثة من سبع سنوات، وهو الذي وصل الى الحكم باستفتاء في عام 2000 اثر وفاة والده حافظ، وأعيد باستفتاء أيضا في 2007.

وعلى الرغم من أن الانتخابات ستكون اول «انتخابات رئاسية تعددية»، فإن قانونها اغلق الباب عمليا على ترشح أي من معارضي الخارج، مشترطا اقامتهم في سورية بشكل متواصل خلال الاعوام العشرة الماضية.

ويشكل رحيل الاسد عن السلطة مطلبا اساسيا للمعارضة والدول الداعمة لها، والتي حذرت من «مهزلة» اجراء الانتخابات، وتأثيرها السلبي على التوصل الى حل سياسي للنزاع المستمر منذ منتصف مارس 2011.

وتضم القائمة النهائية للانتخابات التي ستجري فقط في مناطق سيطرة النظام، ثلاثة مرشحين هم الاسد وعضو مجلس الشعب ماهر حجار (شيوعي سابق) والوزير السابق حسان النوري.

وتحمل حملة الاسد شعار «سوا» (معاً) مكتوبا بخط اليد باللون الاخضر، على خلفية ألوان العلم السوري (الاحمر والابيض والاسود)، مذيلا باسم بشار الاسد وتوقيعه بخط اليد. وأطلقت الحملة صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي. وحتى بعد ظهر أمس تخطى عدد متابعي صفحتها على «فيسبوك» سبعين ألف شخص، في حين تجاوز عدد متابعي حساب «تويتر» ألف شخص.

وعند نقطة جديدة يابوس الحدودية مع لبنان، وضعت على نوافذ دائرة الهجرة والجوازات ملصقات صغيرة عليها صورة الرئيس السوري، وكتب فيها «بالدم ننتخب بشار الاسد»، بحسب صحافية في وكالة «فرانس برس».

وعلى الطريق في اتجاه دمشق، رفع شعار الحملة ولافتات مؤيدة، كتب في احداها «بشارنا لن نرضى غيرك بايعناك كل الولاء من القلب». وفي العاصمة، طغت صور الاسد على ما عداها، وغالبا ما تداخلت مع صور قديمة له، في مقابل عدد محدود لصور المرشحين الآخرين.

في ساحة الروضة (وسط)، رفعت لافتة كبيرة كتب فيها «بشار الاسد خيارنا المطلق». وفي ساحة السبع بحرات المجاورة، لوحة كتب فيها «لن تغمض العيون حتى نبايع طبيب العيون (في اشارة الى الاسد). نبايعك 2014». وضمت اللوحة صورة للأسد ولوالده الرئيس الراحل حافظ الذي حكم البلاد ثلاثين عاما، وحسن نصرالله، الامين العام لحزب الله اللبناني الذي يقاتل الى جانب القوات النظامية.

النوري والحجار

ورفعت لوحات للمرشح النوري عليها صورته وشعارات «إعادة الطبقة الوسطى» و»الاقتصاد الحر الذكي» و»محاربة الفساد». وفي منطقة البرامكة بدمشق، رفعت لوحة للمرشح حجار كتب فيها «السيادة للشعب وله كلمة الفصل. سورية لمن يبنيها».

ودعت رئاسة الجمهورية السورية أمس جميع السوريين إلى «التعامل بإيجابية مع الأجواء الانتخابية الديمقراطية والتعددية التي تعيشها سورية هذه الأيام، وذلك باحترام الحملات الإعلانية والمنشورات الخاصة بالمرشحين لمنصب الرئاسة»، معتبرة أن «هذا الاحترام يعبّر عن الالتزام بالقانون والدستور، وبالتالي احترام سورية الوطن والمواطن».

كما دعت الرئاسة السوريين إلى «التعبير عن رأيهم بأي مرشح بكل حرية وشفافية يوم الانتخابات، عبر صناديق الاقتراع»، مؤكدةً أن «ما تعيشه سورية اليوم من مظاهر انتخابية حضارية تعددية شفّافة يعبّر عن ثقافة السوريين وتاريخهم العريق في احترام الآخر، والتعبير عن الرأي بالطرق المناسبة».

حمص

ويأتي بدء الحملة الانتخابية بعد عودة آلاف السوريين لتفقد منازلهم أو ما تبقى منها في حمص القديمة، بعد استكمال خروج مقاتلي المعارضة من الاحياء التي كانوا يسيطرون عليها، اثر اتفاق اشرفت عليه الامم المتحدة. وخرج نحو ألفي مقاتل من هذه الاحياء التي حاصرتها القوات النظامية نحو عامين، وانتقلوا الى الريف الشمالي لحمص. ومع دخول القوات النظامية الاحياء القديمة، بات النظام يسيطر على كل أحياء المدينة التي كان يعدها الناشطون «عاصمة الثورة»، باستثاء حي الوعر.

غارة اردنية

وذكرت وسائل الاعلام الرسمية الاردنية أمس ان احدى طائرات سلاح الجو الاردني دمرت أمس الأول سيارتين قادمتين من سورية حاولتا دخول اراضي المملكة وتحملان «كمية كبيرة من المواد المهربة».

وكانت طائرات سلاح الجو الملكي الاردني دمرت في 14 من ابريل الماضي عددا من الآليات حاولت اجتياز الحدود من سورية الى الاردن.

إسرائيل

وأعلن الجيش الإسرائيلي أمس منطقة معبر القنيطرة بين سورية والجزء الذي تحتله اسرائيل من هضبة الجولان منطقة عسكرية مغلقة، وذلك بالتزامن مع تقدم ميداني للمعارضة في تلك المنطقة. وأنشأ مقاتلون معارضون قبل نحو شهرين ما يسمى «الجبهة الجنوبية» التي تضم نحو 30 ألف مقاتل من اكثر من 55 كتيبة، وتمتد منطقة عملياتها من الحدود الأردنية حتى أطراف دمشق ومرتفعات الجولان.

(دمشق ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ)

حملة الأسد الانتخابية في بيروت!

مع انطلاق حملة الانتخابات الرئاسية في سورية، أثار مشهد مواكب من السيارات والدراجات النارية ترفع صور الرئيس السوري بشار الأسد وتجوب بعض أحياء بيروت وضواحيها مثل النبعة وبرج حمود والدورة وسد البوشرية وهي بمعظمها مناطق مسيحية في مسيرات استفزازية الكثير من الاستياء، خصوصا انها ليست المرة الاولى التي تنظم فيها مثل هذه المواكب.

واستغرب اللبنانيون أن تبدأ الحملات الانتخابية للأسد في بيروت، في حين غابت حملته تماما عن مناطق سورية مثل محافظتي دير الزور وإدلب ومناطق في ريف دمشق ودرعا، وارتفعت صوره فوق الدمار والركام في حمص التي هجرها معظم سكانها، وعمت صور خرابها وسائل الاعلام الاجنبية والعربية.  

back to top