كان من المتوقع أن تولد حكومة لبنانية برئاسة تمام سلام أمس، وأن يتوجه الرئيس المكلف إلى قصر بعبدا للقاء رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وأن ينضم رئيس مجلس النواب نبيه بري إليهما، لإعلان تشكيل حكومة جديدة قبل موعد سفر الأخير إلى الكويت، إلا أنه قبل أن يستقل سلام سيارته إلى القصر الجمهوري تلقى اتصالات مفادها أن فرقاء في "8 آذار" يعترضون على الاسم المرشح لوزارة الداخلية، أي اللواء أشرف ريفي.
وذكرت مصادر مقربة من "تيار المستقبل" أن "اتصالات حصلت بين سليمان وسلام وبري ورئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، وفريق 14 آذار، ورئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، أثمرت اتفاقا على التشكيلة، ووافق الجميع على تولي ريفي حقيبة وزارة الداخلية، واعتبر المعنيون أن موافقة بري على تولي ريفي حقيبة الداخلية تعني ضمناً موافقة حزب الله".وأضافت المصادر: "إلا أن حزب الله، عندما عُرضت التشكيلة الحكومية عليه، رفض أن يتولى ريفي الداخلية، وأبلغ بري الرئيس المكلف هذا الرفض، فأكد الحريري في المقابل تمسّكه بريفي، وأعاد عملية تأليف الحكومة إلى نقطة الصفر".إلى ذلك، دعا الرئيس سليمان أمس، بعد لقائه سلام، إلى "عدم تفويت الفرصة على الإيجابيات التي تحققت والمناخات التي سادت"، مشدداً على أن "التوافق بين الفرقاء هو أفضل من التشبث بالطروحات، ويلغي تالياً مفاعيل الاستفزاز والتشنج، كما يفتح الباب واسعاً لتجاوز مفهوم المحاصصة وتبادل الفيتوات، من أجل مصلحة الوطن وأمن المواطن".في غضون ذلك، اتجهت الأنظار إلى رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، الذي ألقى كلمة متلفزة خلال احتفال الذكرى التاسعة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري في مجمع "البيال".وقال الحريري إن "تيار المستقبل"، الذي يتزعمه، "يرفض الفراغ في رئاسة الجمهورية"، مؤكداً "عدم القبول إلا برئيس يمثل الإرادة الوطنية للمسيحيين".وشدد على أن "تيار المستقبل كما يرفض أن يكون على صورة حزب الله، كذلك يرفض أن يكون على صورة داعش وجبهة النصرة"، مضيفاً: "نحن مع الغالبية السنية سنواجه هذه المشاريع، وهذه ثوابتنا، وأي خروج على هذه الثوابت هو اغتيال ثان لرفيق الحريري".واعتبر أن "حزب الله يزجّ بلبنان في حروب لن تعود بغير الخراب، وقلنا إن المصلحة الوطنية لا يمكن أن تكون أسيرة الأبواب الموصدة"، مضيفاً: "جلسنا مع حزب الله على طاولة الحوار، لكن الحزب لا يريد أن يستمع لأحد، وهو يستعمل لبنان ساحة في حروب تدميرية خدمةً لمشروعه".وتوقف المراقبون السياسيون في بيروت أمس عند خطاب الحريري، ووصفوه بالخطاب التصعيدي تجاه "حزب الله"، إذ تركزت معظم كلمته على سرد نتائج مشاركة الحزب في الحرب السورية، وعلى حمايته للمتهمين باغتيال والده. ومن المقرر أن يلقي أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله مساء غد الأحد خطاباً متلفزاً قد يرد فيه على الحريري.
آخر الأخبار
لبنان: «الداخلية» حالت دون إعلان الحكومة
15-02-2014