السياسة والثورة... بطلا دراما رمضان 2014

نشر في 18-05-2014 | 00:01
آخر تحديث 18-05-2014 | 00:01
ثورتا 25 يناير و30 يونيو ودورهما في بناء سلوكيات الأفراد، التغير الذي طرأ على الشارع المصري، فساد بعض المسؤولين واستغلالهم لمناصبهم في تحقيق مصالح شخصية... قضايا تأخذ حيزاً واسعاً في الدراما الرمضانية هذا العام، ويتم التطرق إليها بصورة مباشرة أو غير مباشرة عبر الإسقاطات أو تسليط الضوء على قضية اجتماعية تلفت إلى ظاهرة سياسية ما.
تتنوع الأعمال الدرامية التي سنشاهدها خلال رمضان المقبل، والتي تناقش مواضيع اجتماعية وسياسية، في مقدمها {صديق العُمر} الذي يستعرض علاقة الصداقة بين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والمشير عبد الحكيم عامر، في الفترة من 1956 إلى 1967، بدءاً من التحاقهما بالكلية الحربية حتى النكسة، مروراً بثورة يوليو، فضلا عن مسألة وفاة المشير، وهل انتحر كما أشيع، أم قُتل.

كذلك يستعرض المسلسل علاقة صلاح نصر، رئيس المخابرات المصرية، بالمشير عبد الحكيم عامر الذي تزوج سراً من الفنانة برلنتي عبد الحميد، وحرصهما على عدم إعلام عبد الناصر بذلك، والعلاقة بين المخابرات والوحدة مع سورية والانفصال عنها بعد ذلك.

{صديق العُمر} من تأليف ممدوح الليثي، إخراج عثمان أبو لبن، وبطولة: جمال سليمان، باسم سمرة، درة التونسية، صبري فواز.

إسقاطات

يتمحور {السيدة الأولى} حول هاشم، محامٍ وصحافي، يطمح في أن يكون حاكماً للبلاد ويبذل جهوداً لتحقيق هذا الحلم، تساعده زوجته بطرق مشروعة وغير مشروعة مستخدمة بعض الرجال الذين تسخرهم لخدمة هدف زوجها، وهي تتميز بشخصية قوية وطموح كبير ما يسبب لهما مشكلات.

المسلسل تأليف عمرو الشامي وياسر عبد المجيد، إخراج محمد بكير، بطولة: غادة عبدالرازق، ممدوح عبد العليم، سامح الصريطي، ريهام حجاج، وأحمد حاتم.

بدوره يتناول {المرافعة} جريمة قتل يتم التطرق من خلالها إلى ظواهر سياسية من بينها: الصراع الدائر بين {الإخوان المسلمين} وأفراد الحزب الوطني المنحل، ويظهر ذلك عبر الصراع بين شقيقين (محسن محيي الدين، وباسم ياخور)، وإبراز التغيرات السلبية والإيجابية في الشارع المصري.

والمسلسل من تأليف تامر عبدالمنعم، إخراج عمر الشيخ، بطولة: دوللي شاهين، شيرين رضا، أحمد راتب الذي قال لـ{الجريدة} إن تامر عبد المنعم استغل جريمة القتل لعرض ظروف قيام ثورتي 25 يناير 2011، و30 يونيو 2013 من دون إعلان واضح لذلك، مشيراً إلى أنه يجسد شخصية صحافي {يساري} في إحدى الجرائد التي يتولى رئاسة تحريرها في ما بعد، ويتابع مرافعة قضية القتل ليكتب عنها، ويعيش بهدوء إلى أن يتبين له أن عليه الارتباط بأصحاب المليارات.

بدورها تعود نادية الجندي إلى الدراما التلفزيونية في {أسرار} وتجسد شخصية دكتورة في الطب الشرعي، يتوفى زوجها وابنتها في حادث وتحاول البحث عن ملابساته، لتكتشف، في كل حلقة، مفاجآت تحمل إسقاطات سياسية، فضلا عن ظواهر سلبية في المجتمع المصري.

المسلسل من تأليف أحمد صبحي، إخراج وائل فهمي عبد الحميد، يشارك في البطولة: عبير صبري، مادلين طبر، عزت أبو عوف، أحمد سعيد عبد الغني.

واختار المؤلف محمد الحناوي كتابة قصة {تفاحة آدم} عن أبرز المتغيرات الحاصلة في الشارع المصري بعد ثورة يناير، وخلال حكم {الإخوان المسلمين}، والشر الذي استفحل بين المواطنين، ومستجدات الساحة السياسية، كذلك الانتهازية وفكرة الاتجار بالثورة، ويستعرض المخرج علي إدريس كل هذه التفاصيل بطريقة تشويقية عبر شخصيات نسجها المؤلف بأسلوب يجذب المشاهد.

يوضح الحناوي أن العمل  دراما سوداوية بسبب الإسقاطات السياسية التي يشملها من خلال شخصية {آدم} الرئيسة التي تدور حولها الأحداث، لذا أضاف خطاً كوميدياً خفيفاً يظهر في المواقف وليس الإفيهات.

 يضيف أن القصة حدوتة معقدة لا يمكن سردها، وتلقيها بسهولة، وإنما تتطلب من المشاهد أن يتابعها باهتمام ويركز في أدق تفاصيلها، لاسيما أن كل حلقة تشمل مفارقة جديدة تنتهي بعد حلقتين أو حسب ما تستدعي كل مفارقة، ما يجعل نهاية العمل غير متوقعة ولا معروفة.

{تفاحة آدم} بطولة خالد الصاوي، بشرى، ريهام عبد الغفور، محمد الشقنقيري، زكي فطين عبد الوهاب، ومن إنتاج جمال العدل.

إرهاب وكوميديا

اختار المؤلف تامر إبراهيم الصراع بين الشرطة والإرهاب ليتناوله في {عد تنازلي}، إذ يجسد طارق لطفي دور ضابط شرطة يقطع إجازته للعودة إلى العمل في القضية التي سببت له آلاماً نفسية وجسدية، تتعلق بالإرهابي (عمرو يوسف). يشارك في البطولة كندة علوش، إخراج حسين المنياوي الذي يتوقع تعلّق المشاهد بالعمل منذ حلقاته الأولى، وانتظار الحلقات المقبلة التي تشمل تفاصيل جديدة، وتفتح ملفات أخرى في إطار العلاقة بين الشخصيات الرئيسة في العمل.

وبأسلوب اجتماعي كوميدي ساخر كتبت المؤلفة غادة عبد العال قصة {إمبراطورية مين؟} الذي تدور أحداثه حول أسرة عاشت أكثر من 15 سنة في لندن، ثم تقرر الزوجة العودة إلى مصر بعد ثورة 25 يناير، لتكتشف التغير الواضح في البلد، وسلوكيات أفرادها.

حمل المسلسل، في البداية، اسم {مصر الجديدة} نظراً إلى اختلاف مصر عما كانت عليه قبل سفر العائلة، ولكن رأى فريق العمل أن الاسم الجديد أكثر ملائمة للقصة.

المسلسل من إخراج مريم أبو عوف، إنتاج شركة {تي فيجن} لمالكها طارق الجنايني، بطولة: هند صبري ومحمد شاهين.

ورغم انتماء {الكبير أوي} إلى نوعية أعمال الكوميديا الاجتماعية، إلا أن أحمد مكي، والمؤلف مصطفى صقر، والمخرج أحمد الجندي اختاروا بعض الظواهر لتقديمها في المسلسل خلال 25 دقيقة هي مدة كل حلقة، منها البلطجة في شوارع المزاريطة، والانقطاع الطويل للكهرباء، ورحيل محمد مرسي.

يقول الفنان هشام إسماعيل إن الجزء الرابع من المسلسل يشهد ثبات الشخصيات الرئيسية على ما كانت عليه في الأجزاء الثلاثة الماضية، مع إضافة قضايا تتعلق بالواقع المصري الحالي، ووضع إسقاطات عليها حتى لا يشعر المشاهد بانفصال بين الدراما والحياة اليومية التي يعيشها.

يشارك هشام إسماعيل أيضاً في بطولة {أهل إسكندرية} الذي يتناول أحوال مصر سنة 2010، من خلال شخصيات متعددة تربط بينها خيوط متفرقة تلتقي في الإسكندرية، ويجسد فيه شخصية رئيس نيابة منقول من الصعيد إلى الإسكندرية.

{أهل إسكندرية} من تأليف بلال فضل، إخراج خيري بشارة، بطولة بسمة، عمرو واكد، هشام سليم، إنجي شرف.

يرجع الناقد نادر عدلي كثرة هذه الأعمال إلى احتوائها تفاصيل تدفع المشاهد إلى متابعتها بشغف، إلى جانب أنها قريبة من المواطن من خلال إحساسه بأنها تعكس معاناته ماضياً وحاضراً...

يضيف أن بعض المشاهدين يتابعونها للتعرف إلى حقيقة ما حدث أثناء قيام الثورة، أو خبايا العلاقة بين رجال الأعمال والمسؤولين في الدولة، مشيراً إلى أن الخط الكوميدي الموجود في بعضها يخفف على المتابع قسوة المضمون.

back to top