منظور آخر: اليوم العالمي للمرأة مذيل بالخيبات

نشر في 09-03-2014
آخر تحديث 09-03-2014 | 00:01
 أروى الوقيان تمر الأيام العالمية بكثير من النسيان، وباستمرار لفقدان الحقوق وبعض الندوات للاستعراض، وأحياناً كاستذكار في الصحف، وهذا غالبا مكرر في كل عام، لا يهمنا كيف قررت الأمم المتحدة أن تجعل من تاريخ معين يوما عالميا، ولا يهمنا كيف قررت منظمة عالمية جعل هذا اليوم لاستذكار بعض الفئات المستضعفة، الأهم لو أن تلك الأيام تمتد لتصبح أكثر من تذكير، أكثر من مجرد يوم عالمي بفعاليات باهتة لا تفيد هذه الفئة المستذكرة.

يمر اليوم العالمي للمرأة في كل عالم دون أن تحقق المرأة ما تطمح من أجله، يمر هذا اليوم وهو مذيل بخيبات لا تنتهي، ما زالت المرأة السلعة الأكثر مبيعاً في العالم، ومازال جسدها يتاجر به من شخص لآخر، ومازالت تتعرض للعنف الجسدي واللفظي من الرجل، ومازال المجتمع يجبرها على تحمله، ومازالت تعامل وكأنها كائن ثانوي في هذا العالم الذكوري، ومازالت تكافح لتصل إلى أبسط حقوقها، ومازالت في الكثير من بقاع الأرض تُزوج رغم أنفها، ومازالت الطفلات في بقاع أخرى يتزوجن عنوة ويُقدمن كخراف بمباركة من أهاليهن.

ندخل عام 2014 ونتوقع أن الحال من المفترض أن تتحسن وتصبح المرأة في مكانة أفضل، ولكن كل ما وصلت إليه حتى الآن هو شيء بسيط من حقها في الحياة.

المرأة مازالت المخلوق الوحيد الذي يقدم كل واجباته ولا ينال سوى القليل من حقوقه، وتتعرض النساء بجميع أوضاعهن الاجتماعية لاضطهادات مختلفة على حسب وضعها الاجتماعي أو الوظيفي، ومازال الناس مهما بلغ تطورهم ينظرون إليها وكأنها مخلوق مهمش لا تستحق أحيانا حتى حق التعبير عن رأيها!

الرجل والمرأة شريكان في هذه الحياة، وبوجودهما سويا تكتمل مسيرتها، ولكن الأمر في الواقع مختلف، فهي مجرد وعاء حمل وأم صالحة أو موظفة للمهن التي لا يرتضيها الرجل، وهو الوضع العام، وإن تطورت ووصلت إلى مكانة جليلة فهو يرجع أما لأنها تمتلك أسرة استثنائية تقدرها، أو لأنها مقاتلة لم تكترث لهذا المجتمع لاسيما العربي الذي يعاملها وكأنها عار محتمل أن يحدث في أي وقت.

 كل ذلك ساهم في انتشار الانحلال الأخلاقي، وذلك لشعور الكثير منهن بالاضطهاد ومن ثم الرغبة في محاربة المجتمع، وبعد ذلك الوصول إلى التحرر الكلي من قيود الأهل والمجتمع بسبب الكبت والمعاملة غير العادلة بين الذكر والأنثى في الأسرة منذ الطفولة حتى الممات.

قفلة:

المرأة في الكويت مازالت محرومة وظيفياً من المناصب العليا، حيث بلغت نسبة النساء في هذه الوظائف 7% فقط، وهو رقم مخجل في بلد آمن بالمرأة في فترة مبكرة، ولكن تعثر لاحقا، نتمنى لو يتم إنصافها، فهي مازالت تتعرض للظلم الوظيفي وبشكل صارخ.

back to top