لم يكن يدور بخلد أي ممن أطلق اسم «صدام» على ولده بأنه سيأتي يوم يعاني فيه الولد كثيراً بسبب هذا الاسم بعد التاسع من أبريل 2003، بحيث ينفض من حوله الجميع، وأنه بذلك جعل ولده يندرج تحت خيمة التعساء بسبب أسمائهم.

Ad

ورغم أنه قد مر الآن عقد على إلقاء القبض على صدام حسين وشنقه، فإن هؤلاء التعساء الذين أطلق عليهم آباؤهم اسم صدام مازالوا يعانون ذلك، وابتلوا بهذه المشكلة، ويقول صدام حسين، وهو يعمل صحافياً في إحدى الصحف التي صدرت إبان سقوط  النظام السابق: «أعاني اليوم كثيراً بسبب اسمي الذي أطلقه علي والداي عندما ولدت وكان حينها صدام حسين نائباً لرئيس الجمهورية حيث كان يحظى بحب جارف من الشعب، بل كان يحظى بإعجاب كثير من الخليجيين والعرب، ولكن سرعان ما تحول الاسم إلى نقمة علي، وعلى من يحمل نفس الاسم».

وأضاف صدام حسين، وهذا اسمه واسم والده إلا أن جده يدعى كاظم: «من ضمن معاناتي اليومية أنني عندما أراجع الوزارات الحكومية أو المؤسسات لاستكمال أوراق معينة أواجه بسيل من الشتائم والاشمئزاز، والنظرة السيئة، لدرجة أن الصحيفة التي أعمل بها طلبت منها العمل في قسم ليس له علاقة بالأخبار المحلية التي يقوم بتغطيتها الصحافيون خوفا من أنني سأواجه المصير ذاته من انتقادات وشتائم».

وأكد أنه واحد من العديد من «الصدادمة»، من السنة والشيعة، الذين يعانون بسب اسمهم الذي لا دخل لهم فيه، مشيراً إلى أنه حاول مراراً وتكراراً مراسلة صحف خليجية كونها تدفع مبلغاً محترماً من المال إلا أن طلبه يقابل بالرفض بسبب اسمه.

وبعد سقوط صدام حسين يقول إن الحال سار من سيئ إلى أسوأ حيث قرر في عام 2006 أن يغير اسمه، ولكنه عدل عن ذلك بعد اصطدامه بالبيروقراطية في الدوائر الرسمية وتكلفتها العالية في الوقت والمال.

وأوضح صدام حسين أنه التقى كثيراً من «الصدادمة» في العراق، وقد رووا له قصصهم ومعاناتهم المختلفة مع اسمهم المشترك، لذا يسعون الآن إلى تغيير أسمائهم عن طريق نائب في البرلمان كي يتبنى قضيتهم.