لبنان: الفراغ يقترب... وتسوية الحريري ــ عون الأكثر ترجيحاً لتجنبه

نشر في 02-05-2014 | 00:01
آخر تحديث 02-05-2014 | 00:01
No Image Caption
باسيل يتخوف من «توطين» اللاجئين الفلسطينيين و«تثبيت» السوريين
بعد الجلسة الرئاسية الفاشلة أمس الأول، لا تزال التحليلات والمناورات تطغى على المشهد السياسي اللبناني، ولاتزال القوى السياسية عاجزة عن تحقيق اختراق رغم اقتراب البلاد من الفراغ في موقع الرئاسة، حيث تنتهي ولاية الرئيس ميشال سليمان 25 الجاري، ما يعني عملياً أن هناك مجالاً بعد لثلاث جلسات انتخاب، في 7، و14، و21 مايو إذا استمر رئيس مجلس النواب نبيه بري في تأجيل الجلسات الانتخابية من أربعاء إلى أربعاء.  

وبحسب التوازن في مجلس النواب والانقسام السياسي في البلد، يبدو أن إمكان الوصول إلى تقارب أو اتفاق بين تيار «المستقبل» الناخب الأكبر داخل «قوى 14 آذار» بزعامة رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري مع تكتل «التغيير والإصلاح» برئاسة النائب ميشال عون هو السيناريو الأقرب والأكثر ترجيحاً لتجنيب البلاد الفراغ، سواء تم الاتفاق على ترشيح عون للرئاسة أو على رئيس «وسطي» يرضي الطرفين. ولا يزال السياسيون يقيمون نتائج لقاء الحريري مع وزير الخارجية جبران باسيل (التيار الوطني الحر)، وأيضا لقاء الحريري مع البطريرك الماروني بشارة الراعي أمس الأول.

وأوضح الراعي أن اللقاء مع الحريري في باريس تطرق إلى ضرورة «العمل على تجنب الفراغ»، مجدداً «رفضه كلياً لهذا الفراغ». وأكد أنه «لا يحق لأي نائب أن يغيب عن جلسة انتخاب الرئيس لأن الحضور واجب وطني، ولأنه منتخب من الشعب، ولأن الحضور واجب دستوري»، مشدداً على أنه «لا يمكن لأي نائب أن يستعمل الوكالة المعطاة له من الشعب اللبناني وكأنها ملكه الخاص»، في انتقاد ضمني لــ»حزب الله» وعون اللذين عطلا الجلسة الثانية لانتخاب الرئيس أمس الأول.

ونفى الراعي أن «يكون البحث مع الحريري تطرق إلى أسماء المرشحين»، معتبراً أن «ذلك يعود إلى الكتل السياسية والنيابية، ولا أسمح لنفسي بطرح أسماء، لأن هذا ليس من مهمتي، وأنا أحترم المجلس النيابي والنواب والكتل السياسية والشعب، ولذلك ليس لدي أي اسم إطلاقاً، وسوف أكون مع الرئيس الذي ينتخبه مجلس النواب». وأفادت مصادر بأن الحريري أبلغ الراعي بأن الاتصالات لن تنقطع بينه وبين عون، وكرر على مسامعه ما قاله لباسيل حول ضرورة أن يتفق المسيحيون على مرشح واحد رامياً الكرة في ملعب المسيحيين. وأشارت مصادر أخرى مقربة من «التغيير والإصلاح» إلى أن الحوار بين عون والحريري «يتجاوز المقعد الرئاسي».

ورأى الوزير السابق ناصر قنديل أن «المعطيات تدل على أن هناك شيئا بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر بعد الاتفاق على الحكومة». واعتبر قنديل أنه «لو كان هدف المستقبل خلق مناخات يمكن أن تسهم في إيجاد رئيس توافقي لا من 8 ولا من 14 آذار لكان ذهب إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري لا لعون، ولو كان الهدف تثبيت منع وقوع الفراغ الرئاسي لكان ذهب إلى بري أيضا»، مستنتجاً أن ما يثار من شكوك عند حلفاء الحريري المسيحيين لا يقام إذا لم يكن الحريري ينوي تسهيل وصول عون إلى الرئاسة.

باسيل

في سياق آخر، أشار وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، خلال ورشة عمل حول الدبلوماسية الاغترابية، إلى اننا «نشهد محاولة توطين 400 ألف لاجئ فلسطيني ومحاولة تثبيت مليون ونصف المليون نازح سوري»، مؤكدا أن «مجموع غير اللبنانيين يزيد على مليونين شخص أي ما يزيد على نصف عدد اللبنانيين».

وشدد باسيل على «ضرورة الاهتمام بمطالب وحاجات الإنسان المغترب»، معتبرا أن «المرحلة تقتضي الابتعاد عن اختزال شخصية المغترب والتوجه إلى مصالحه وتناول حقوقه».

وأشار إلى أن «حقوق المغترب عديدة، ويمكن اختصارها بحق التسجيل، وهي ليست عملية اختيارية، بل واجب، والتخلف عن القيام به تقصير وظيفي يقتضي الملاحقة والمساءلة، وهكذا سنتعاطى معه». وقال: «حصلنا على وعد سياسي قاطع ومثبت من تيار المستقبل بالتصويت لقانون استعادة الجنسية إيجاباً عند وضعه على جدول أعمال مجلس النواب».

وأكد باسيل أن «حق التمثيل والاقتراع حق سياسي وطني لا نقاش حوله، فيحق للمغتربين المشاركة في مصيرهم وحياتهم، ويجب أن يتمثلوا بعدد من النواب المخصصين لهم، وأن يكون التمثيل صحيحا وحقيقيا».

back to top