بعد ساعات على لقاء وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا، ودعوة واشنطن للمعارضة السورية إلى محاربة «داعش»، شنت مجموعة من مقاتلي «جبهة النصرة» والمعارضة السورية هجوماً على مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، والمقابلة لمدينة القائم العراقية التي يسيطر عليها «داعش».

Ad

شن مقاتلون معارضون بينهم عناصر من جبهة النصرة الفرع الرسمي لتنظيم القاعدة في سورية، هجوما معاكسا أمس لاستعادة مدينة البوكمال في شرق سورية على الحدود مع العراق، والتي سيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش).  

وقال المرصد "قامت جبهة النصرة والكتائب الإسلامية بإرسال تعزيزات عسكرية إلى مدينة البوكمال في محافظة دير الزور"، مشيرا إلى أن اشتباكات عنيفة تدور بين مقاتلي الكتائب والكتائب الإسلامية من طرف وفصيل جبهة النصرة المبايع لـ"داعش" في المدينة.

وكان فصيل تابع لـ"جبهة النصرة"، الذراع الرسمية لتنظيم القاعدة في سورية، بايع الأربعاء الماضي تنظيم "داعش" الذي يسعى الى السيطرة على جانبي الحدود السورية العراقية.

إلا أن عناصر آخرين من الجبهة رفضوا هذه الخطوة، وبدأوا مع مقاتلين من كتائب إسلامية مقاتلة، هجوما على المدينة وتمكنوا من السيطرة على مقرين تابعين لـ"داعش" والفصيل الذي بايعه.

وتقع المدينة على الحدود مع العراق في محافظة دير الزور السورية الغنية بالنفط. ويسيطر تنظيم "داعش" على مناطق واسعة من دير الزور.

ويشن التنظيم منذ أكثر من أسبوعين هجوما واسعا في العراق، أدى إلى سيطرته على مناطق واسعة في شماله وغربه.

انفجار دوما

من جهة أخرى، قال نشطاء والمرصد إن العشرات أصيبوا في انفجار سيارة ملغومة في بلدة دوما السورية شمال شرقي دمشق أمس. وأشار نشطاء إلى إن الحادث وقع في سوق دوما المزدحم.

واتهم مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن تنظيم "داعش" بالمسؤولية عن التفجير، في المدينة التي تسيطر المعارضة على أجزاء واسعة منها.

ريابكوف في دمشق

من جهته، أكد نائب وزير خارجية روسيا سيرغي ريابكوف أمس أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لتسوية الأزمة في سورية، مشددا على أن ذلك يأتي من خلال الحوار بين الاطراف المعنية.

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن ريابكوف القول في مؤتمر صحافي بدمشق، إن "المباحثات التي أجراها مع المسؤولين السوريين تركزت حول الازمة السورية ومختلف جوانبها وآخر تطوراتها".

وحول نزع ترسانة اسلحة سورية الكيماوية، قال ريابكوف إن "روسيا تشيد بالقرار المسؤول الذي اتخذته دمشق بشأن السلاح الكيماوي وهي تعمل مع المجتمع الدولي لجعل المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل".

وأكد استمرار روسيا في التعاون مع سورية والولايات المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية من أجل استكمال كل المسائل التي لاتزال عالقة في جدول الأعمال.

وأشار إلى أن "ما يقلق روسيا الآن هو التقارير المتكررة حول الحالات المزعومة لاستخدام الاسلحة الكيماوية في سورية، والتي تهدف إلى زيادة حدة التوتر للوضع الحالي، ومحاولة إيجاد المبررات والذرائع الجديدة لتأجيج المواجهات العسكرية".

حي الوعر

إلى ذلك، أعلنت المعارضة السورية أمس الأول عن توصل المجموعات المسلحة وقوات النظام إلى اتفاق في حي الوعر بحمص وسط سورية يقضي بوقف لإطلاق النار بين الطرفين. كما ينهي الحصار عن أكثر من 400 ألف مدني، ويفتح الباب أمام مغادرة المسلحين الذين رفضوا إلقاء السلاح إلى الريف الشمالي للمحافظة.

النفط

في سياق آخر، عممت روسيا أمس الأول مشروع بيان رئاسي بين اعضاء مجلس الامن من شأنه ان يدين بشدة أي صفقة نفط مباشرة او غير مباشرة مع سوريين تهدف إلى تمويل الجماعات الإرهابية. وذكر مشروع البيان الروسي ان "هذه الصفقات تدعم الكيانات الارهابية المسجلة في القوائم السوداء لمجلس الأمن ماليا"، مشددا على ضرورة التزام الدول الاعضاء بمنع ووقف تمويل الاعمال الارهابية.

وأعرب المشروع عن قلقه الشديد ازاء "وصول الجماعات الارهابية كتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) وتنظيم جبهة النصرة واستيلائها على حقول النفط في سورية"، مؤكدا ان "تصدير او استيراد النفط الخام دون الحصول على إذن من دولة ذات سيادة يعد أمرا غير قانوني".

كيري والتمويل

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أبلغ زعيم المعارضة السورية أحمد الجربا أمس الأول أنه من المهم أن يتصدى الائتلاف الوطني السوري المعارض الذي يرأسه الجربا لـ"داعش".

كما طلب البيت الأبيض من الكونغرس الأميركي أمس الأول الموافقة على تخصيص 500 مليون دولار من أجل تدريب وتجهيز مقاتلي المعارضة السوريّة المُعتدلة.

(بيروت، دمشق -

أ ف ب، كونا)