بعد 48 ساعة فقط من توقيع صلح بين قبيلتي «بني هلال» و«الدابودية»، عقب اشتباكات دموية بين الطرفين مطلع أبريل الماضي، أودت بحياة 30 شخصا من الجانبين، بدا الصلح في مهب الريح، حيث شهدت محافظة أسوان خلال الساعات الماضية واقعتي اشتباك لقبيلة بني هلال مع عدد من قبائل المحافظة، رشحت توقعات بنسف الصلح.

Ad

وتأتي الاشتباكات الجديدة التي شهدتها مدينة كوم أمبو، بين أبناء الهلايل وقبيلة المريس، بسبب خلاف على أسبقية بيع البنزين، ما أسفر عن إصابة سيدة، بينما شهدت منطقة «المرشح» اشتباكا بين «الهلايل» و«المناعية»، بسبب خلافات الجيرة أسفرت عن إصابة شخصين، وتمكنت قوات الأمن من ضبط 10 أفراد من الطرفين.

وكانت وثيقة الصلح، التي تحرر محضر رسمي بها، وقعت الاثنين الماضي بين «الهلايل» و«الدابودية»، في الصالة المغطاة بأسوان، تحت رعاية شيخ الأزهر أحمد الطيب ومحافظ أسوان مصطفى يسري، وعدد من القيادات التنفيذية، وشددت على أن يتم تهجير الطرف المتعدي من المنطقة، كما تعهدت القبيلتان بعدم إثارة أي صراع جماعي، وإلا تلتزم القبيلة المشاركة في الاعتداء الفردي بتسديد غرامة مالية قدرها 130 ألف دولار.

في المقابل، رفض الصلح شباب من الطرفين، واصفين إياه بـ«الوهمي»، حيث أصدر «تكتل شباب بني هلال» بيانا انتقد الصلح واعتبره «صلح الإكراه»، معلنا تمسكه بشرط تقديم «الكفن»، مهددا بأنه إذا تم الصلح بهذا الشكل فإن شباب الهلايل سيأخذون حقهم بأيديهم.

موقف شباب قرية «الدابودية» النوبية من الصلح سلبي أيضا، حيث شدد المنسق العام لاتحاد «شباب النوبة» أحمد دهب على عدم رضاهم عن الصلح، وأضاف دهب: «كانت هناك ثلاث وثائق صلح سابقة بين الطرفين تم نقضها من جانب الهلايل، هناك شروط للدابودية من الضروري تنفيذها وإلا اعتبر الصلح بالنسبة إليهم بلا جدوى، أهمها الإفراج عن جميع المحبوسين احتياطيا منذ أبريل الماضي».

يذكر أن أبناء قبيلة «بني هلال» تقدموا خلال الصلح بالاعتذار لأبناء قبيلتي «الكوبانية» و«الشلالية»، بعد الحادث الأخير، الذي راح ضحيته اثنان من أبناء القبيلتين عن طريق الخطأ، بينما تجمهر العشرات من شباب النوبة، أمام الصالة المغطاة خلال عقد مؤتمر الصلح، مرددين هتاف «باطل باطل... صلح باطل».