«مجزرة بالبراميل» في حلب... والنظام يهاجم «الائتلاف»

القوات الحكومية تكثف عملياتها قرب الحدود مع لبنان... وضغوط على الأسد بشأن المساعدات و«الكيماوي»

نشر في 03-02-2014
آخر تحديث 03-02-2014 | 00:06
No Image Caption
قتل أكثر من 100 شخص في سلسلة غارات بالبراميل المتفجرة على حلب التي يحاول نظام الرئيس السوري بشار الأسد التقدم داخلها، في حين شن أعضاء وفد النظام إلى "جنيف 2" حملة لاذعة على وفد الائتلاف المعارض بعد وصولهم إلى دمشق مع انتهاء الجولة الأولى من المفاوضات.
تعرضت مناطق سيطرة المعارضة السورية في مدينة حلب شمال سورية أمس الأول وأمس لقصف بالبراميل المتفجرة هو من الأعنف منذ بدء النزاع، في حين وجهت دمشق انتقادات لاذعة لوفد الائتلاف المعارض الذي شارك في مفاوضات "جنيف 2".

حلب

وذكرت مصادر معارضة أن 100 شخص على الأقل قتلوا أمس الأول وأمس في الغارات على حلب، في حين قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أمس: "استشهد 85 شخصا على الاقل في قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة أمس الأول أحياء في شرق حلب" تسيطر عليها المعارضة. وأوضح ان 34 شخصا بينهم ستة أطفال وسيدتان قتلوا في قصف على حي طريق الباب، وقضى 31 شخصا آخرون بينهم سبعة أطفال وست سيدات في قصف على احياء عدة، منها الصالحين والانصاري والمرجة. كما قتل عشرة رجال مجهولي الهوية، وعشرة مقاتلين من "جبهة النصرة"، الذراع الرسمية لتنظيم القاعدة في سورية، بقصف مقرهم في حي الشعار.

وأوضح عبدالرحمن ان الحصيلة "هي من الاكثر دموية في قصف جوي على حلب"، منذ بدء المعارك في هذه المدينة الاكبر في شمال سورية، صيف عام 2012. ومنذ ذلك الحين، سيطرت المعارضة على الاحياء الشرقية، في حين يسيطر نظام الرئيس بشار الاسد على الاحياء الغربية. وأشار المرصد أمس الى تعرض حي الشعار لقصف بالبراميل المتفجرة المحشوة بمادة "تي ان تي"، والتي تلقى من الجو من دون نظام توجيه.

وتتعرض مناطق المعارضة في حلب وريفها منذ منتصف ديسبمر، لقصف جوي عنيف اودى بالمئات، بحسب المرصد. وأفاد المرصد هذا الاسبوع ان القوات النظامية حققت تقدما طفيفا على اطراف الاحياء الجنوبية الشرقية.

حمص والحدود مع لبنان

وفي ريف حمص (وسط)، واصلت القوات النظامية "عملياتها العسكرية الواسعة في بلدة الزارة والمزارع المحيطة بها" على الحدود مع لبنان، بحسب "الوطن". وقال المرصد من جهته ان الطيران الحربي قصف بلدتي الزارة والحص المجاورة لها، تزامنا مع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني، ومقاتلي المعارضة. وتقع هذه المناطق في ريف مدينة القصير الاستراتيجية التي استعاد النظام السيطرة عليها في يونيو، بدعم كبير من حزب الله الشيعي.

انتقادات لاذعة

الى ذلك، وجهت دمشق انتقادات لاذعة الى وفد الائتلاف السوري المعارض الذي شارك في الجولة الاولى من مفاوضات "جنيف 2" التي اختتمت يوم الجمعة، بحسب تصريحات لأعضاء في الوفد الرسمي نقلتها أمس وكالة "سانا".

وقال نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد إن وفد المعارضة "لم يكن لديه أي حس وطني، بل كان عبارة عن مجموعة عملاء لقوى أخرى تحركهم عن بعد"، واضاف ان الوفد الرسمي "لم يفاجأ بهذا المستوى المنحط (...) كان الوفد الآخر على قدر كبير من الانحطاط ومارس الكذب والدجل على الشعب السوري وعلى العالم كعادته التي يقوم بها منذ ثلاث سنوات".

وقال كبير المفاوضين في الوفد، مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، إن وفد الائتلاف "جاء إلى جنيف بأفكار مسبقة مبنية على معطيات خاطئة ومنطلقة من الحقد الشخصي على الدولة". وأشار إلى ان الوفد الحكومي كان "أمام معارضة فجور سياسي كما هو مطلوب منها وليس أمام معارضة وطنية لها برنامج سياسي يخدم الشعب السوري"، معتبرا ان اعضاء الوفد المعارض "يعانون من فقر فكري مدقع".

وأكد ان وفد المعارضة "كانت لديه الرغبة بنسف المحادثات ومحاولة إحراج الوفد السوري بمرحلة من المراحل من خلال الاستفزاز الرخيص أو قلة الأدب أو طرح طروحات خيالية".

ضغوط على النظام

وبعد انتهاء الجولة الأولى من "جنيف 2" يعتزم الغربيون، بحسب دبلوماسيين في الامم المتحدة، تشديد الضغط على النظام للحصول على تسهيلات افضل لارسال المساعدات الانسانية وتسريع عملية ازالة الاسلحة الكيماوية.

 ويجري حاليا اعداد مشروع قرار في مجلس الامن للمطالبة بإمكانية وصول المساعدات الانسانية الى ثلاثة ملايين مدني محاصرين في حمص (وسط) وفي مدن اخرى كما صرح دبلوماسيون غربيون. وقد هدد وزير الخارجية الاميركي جون كيري الجمعة الرئيس بشار الاسد بعقوبات من مجلس الامن ان لم يحترم التزاماته بتدمير ترسانته الكيماوية.

وفي الامم المتحدة قامت دول عربية من جهة وأستراليا ولوكسمبورغ من جهة اخرى بصياغة مشروعي قرار يمكن ان يجمعا في نص واحد لطرحه على مجلس الامن الدولي كما اوضح دبلوماسيون، واضافوا انه لن يتخذ اي قرار قبل عقد اجتماع الاثنين في روما حول الازمة الانسانية، مشيرين الى ضرورة التريث لرؤية إمكان ان تقنع موسكو حليفها السوري بفتح حمص امام القوافل الانسانية. وقال دبلوماسي ان "روسيا ليس لديها اي رغبة في تعطيل اي قرار انساني".

واعتبر اندرو تابلر الخبير في مؤسسة واشنطن لسياسة الشرق الادنى ان هذه الحملة الدبلوماسية "وسيلة لدفع الاسد للتحرك وايضا لحض الروس على فعل شيء ما"، للحصول على تنازلات من دمشق.

back to top