عقد مجلس النواب اللبناني أمس جلسة تضامنية مع غزة ومسيحيي الموصل. وكان لافتاً امس الاجماع اللبناني النادر حول القضيتين إذ تقاطعت الكلمات حول تهديد تنظيم "الدولة الإسلامية" لمسيحيي الموصل وادانة العدوان الإسرائيلي على غزة.  

Ad

وأكد رئيس كتلة "المستقبل" النائب فؤاد السنيورة أن "شعبنا العربي في فلسطين يتعرض للابادة والقتل على يد العدو الاسرائيلي، وآخر وجوه التنكيل ما تعرض له إخوة في الموصل، في البداية لا بد من التوضيح أن لا علاقة لما تقوم به داعش بالاسلام، والدين الاسلامي يقول: "لا اكراه في الدين".

وتابع في جلسة مجلس النواب: "يجب علينا جميعا النضال من اجل حفظ وصون العيش المشترك. ان الظروف مع المتشددين صعبة على المسيحيين كما على المسلمين. نحن جميعا مسلمين ومسحييين واقعون بين فكي كماشة الاستبداد والتطرف، فالى اين يهرب الناس من الطغيان، ولا خلاص لنا الا بالاحتماء بالدولة ومؤسساتها. امام هول ما يجري علينا التأكيد على العيش في مجتمع متعدد، العيش المشترك والحياة المشتركة والاحترام المتبادل، الديمقراطية والدولة المدنية وحقوق الانسان وتداول السلطة واحترام حرية الافراد والمختلفين من هذا الطرف او ذاك والباقي مرفوض".

فياض

في السياق، أكد النائب علي فياض متحدثاً باسم كتلة "الوفاء للمقاومة" أن "التضامن هو الحد الأدنى فما يجري في غزة هو تأكيد أن المقاومة هو السبيل الوحيد أمام العدو الاسرائيلي"، سائلاً: "ماذا ينفع الكلام إزاء ما يرتكب من مجازر وحشية في غزة ومن همجية ظلامية بحق الموصل؟".

وأشار فياض إلى أن "التجربة في غزة أكدت كما حرب تموز (يوليو) أن العدو عاجز ولم يعد هو من يرسم المعادلات السياسية"، مشدداً على "أننا أمام خطرين في المنطقة، الخطر الاسرائيلي الاحتلالي العدواني والخطر الداعشي المتخلف الذي يريد تقسيم مجتمعاتنا".

ودعا فياض إلى "التوحد في مواجهة هذين الخطرين رغم الخلافات السياسية التي تتدنى وتصبح أقل معياراً أمام هذا الوضع"، لافتاً إلى أنه "للأسف ثمة من يعمل لهزيمة المقاومة في غزة وهناك من يعمل على تغذية داعش ودعمها".

وختم بالقول: "لأننا مع كرامة هذه الأمة كنا وسنبقى وسنمارس دورنا في مواجهة العدوان الاسرائيلي، ونتمسك بصورة متضامنة مع الموصل بكل مكوناتها في سبيل أن تبقى هذه الأمة واحدة متمسكة".

إلى ذلك، أكد النائب غازي العريضي من مجلس النواب أن "استهداف الاخوة المسيحيين هو ضرب للتنوع في هذه المنطقة، واذا سقط التنوع في اي مكان فان ذلك يعني الدخول في صراعات مفتوحة مذهبية وطائفية وقبلية وقومية وليس في ذلك الا خدمة اسرائيل".

وأضاف العريضي: "اذا كان الغرب بخبثه وبحثه عن مصالحه بصمته او بدوره المباشر يغطي ما يجري فان ما يجري في الموصل هو مسؤولية عربية انسانية اخلاقية دولية علينا ان نبادر نحن الى تحملها لكي يكون لنا الدور على الاقل في المحافظة على وجودنا".

نصرالله

في موازاة ذلك، وصل الى بيروت أمس نائب وزير خارجية ايران للشؤون العربية والافريقية امير عبداللهيان.

واشاد المسؤول الإيراني بطلب الحكومة اللبنانية من المحكمة الجنائية الدولية التحقيق في الجرائم التي ترتكبها اسرائيل في قطاع غزة.

وأكد عبداللهيان عقب مباحثات مع وزير الخارجية والمغتربين اللبناني جبران باسيل "دعم ايران المقاومة في فلسطين والمنطقة وعدم السماح لإسرائيل بتحقيق اهدافها من العدوان على غزة".

وجاءت زيارة عبدالليهان غداة خطاب أمين عام حزب الله حسن نصرالله  في مناسبة احياء "يوم القدس العالمي".

وشارك نصرالله أمس الاول شخصيا في الاحتفال، ولم يلق كلمة مسجلة كما درجت العادة منذ 2006.

وخصص نصرالله كلمته للحديث عن غزة داعياً "الدول العربية والاسلامية الى تقديم كل اشكال الدعم للمقاومة الفلسطينية في مواجهة الحرب الاسرائيلية على القطاع بما فيها التسليح".

وشدد على "تخطي كل الخلافات والحساسيات في ملفات اخرى في المنطقة"، وقال: "نحن في حزب الله كنا وسنبقى نقف الى جانب الشعب الفلسطيني والى جانب المقاومة في فلسطين بلا استثناء، ولن نبخل بأي شكل من أشكال الدعم والمؤازرة والمساندة التي نستطيعها ونقدر عليها".

وأضاف: "نقول لاخواننا في غزة نحن معكم والى جانبكم وواثقون من ثباتكم وانتصاركم وسنقوم بكل ما نرى من الواجب ان نقوم به".