على خطى أحد الأفلام المصرية اختار وافد أردني الأموات طريقاً لكسب رزقه بوسائل احتيالية مبتكرة، قبل أن يضع رجال مباحث العاصمة حداً لعملياته التي وقع ضحيتها عشرات من ذوي المتوفين.

Ad

جواز عبور "نصاب الأموات" إلى جريمته يبدأ من متابعته الدؤوبة يومياً لأسماء الوفيات المنشورة في الصحافة المحلية، ليختار ضحيته ويستهل مهمته بالذهاب إلى مكان العزاء، والوجود على مدى أيام العزاء بذريعة مشاركة أصحاب العزاء أحزانهم باعتباره صديقاً شخصياً للمتوفى.

وبعد انتهاء العزاء يتصل النصاب بذوي المتوفى ويبلغهم أنه بحاجة إلى مبلغ من المال، لأنه يمر بظروف صعبة، وأن المرحوم وعده بالمساعدة لكن الموت لم يمهله لتنفيذ وعده، وهو ما يحمل عائلات كثيرة على المساعدة "إيفاءً بوعد المرحوم"، ونتيجة لذلك يحصل النصاب على مبالغ متفاوتة من المال حسب كرم وجود ذوي المتوفى، علماً أن النصاب اعترف بأنه يمارس هذه الطريقة منذ عام تقريباً.

وقال مصدر أمني لـ"الجريدة" إن حظ النصاب العاثر قاده أخيراً إلى عزاء والد أحد أفراد قوة مباحث مخفر الروضة، الذي كان رقم هاتفه مسجلاً في صفحة الوفيات، وذهب النصاب وحضر العزاء على مدى 3 أيام ثم اتصل بابن المتوفى، وهو رجل المباحث، وأبلغه أنه صديق والده ويريد مساعدة مالية، مشيراً إلى أن عنصر المباحث استغرب الاتصال وأبلغ مسؤوليه النقيبين أحمد الحداد وفهد المرشود أنه مرتاب من هذا الشخص، وأن والده ليس له أصدقاء من الوافدين، موضحاً أن ضباط المباحث استعلموا عن بيانات الهاتف الذي يستخدمه النصاب واتضح أنه مسجل باسم وافد أردني مطلوب على ذمة 4 قضايا نصب واحتيال، وعلى ذمة العديد من القضايا المالية وصادر بحقه أوامر ضبط وإحضار.

وذكر المصدر أن ضباط المباحث طلبوا من زميلهم استدراج النصاب الذي حضر بنفسه لتسلم المبلغ ليجد رجال المباحث بانتظاره واقتادوه إلى مكتب التحقيق ليعترف بأنه يمارس عملية النصب سبيلاً لتحصيل رزقه، وقد أحيل إلى الجهات المعنية لاتخاذ الإجراء المناسب بحقه.