عادت اتهامات جديدة بالتجسس لتقوض جهود الولايات المتحدة لرأب الصدع مع المانيا، بعد أسبوعين فقط على إطلاق البلدين الحليفين مبادرة دبلوماسية لتجاوز الخلاف حول فضيحة برامج مراقبة قامت بها وكالة الأمن القومي الأميركية.

Ad

والتزم البيت الأبيض، أمس الأول، الصمت حول قضية التجسس المفترض، فيما صب المشرعون الألمان جام غضبهم خلال زيارة لواشنطن، وانتقدوا اللامبالاة الواضحة حول المسألة في الولايات المتحدة.

وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الألماني نوربرت روتغن بعد محادثات مع أعضاء في الكونغرس ومسؤولي الأمن القومي: "نرى أن محادثينا على علم قليل جدا بالمشكلة".

واشتكى روتغن من أن وفده لم يحصل على الأجوبة بشأن فضيحة التجسس الأخيرة، محذراً من أن نشاطات الاستخبارات الأميركية في ألمانيا قد تؤدي إلى نزاع مجمد في العلاقات بين جانبي "الأطلسي".

وأكدت السلطات الألمانية أمس الأول وجود قضية تجسس محتملة ثانية في أقل من أسبوع، بعد قيام محققين باستجواب رجل، وصفته وسائل الإعلام بأنه موظف عسكري ألماني متهم بتمرير أسرار للولايات المتحدة.

وتأتي هذه القضية بعد أنباء الأسبوع الماضي عن اعتقال عميل في الاستخبارات الخارجية الألمانية (31 عاما) للاشتباه في بيعه أكثر من 200 وثيقة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه).

وأعلنت الحكومة الألمانية، أمس، طرد ممثل الاستخبارات الأميركية في ألمانيا، في إطار قضية تجسس مسؤولين ألمان لمصلحة واشنطن.

وقال رئيس لجنة البرلمان الألماني لمراقبة عمل المخابرات الألمانية كليمينس بينينجر، أمس، في برلين إن" حكومته ستطرد موظف اتصالات السفارة الأميركية في برلين، الذي كان يشرف على الجاسوسيين الأميركيين اللذين تم الكشف عنهما أخيراً".

من جهة أخرى، أفاد تقرير أمس الأول بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) ووكالة الأمن القومي الأميركية (إن إس إي) راقبا الاتصالات الإلكترونية لخمسة مسؤولين مسلمين بارزين في الولايات المتحدة خلال ستة أشهر، ما أثار غضب منظمات حقوق الإنسان.

والتقرير الذي نشر على موقع معلومات "ذي إنترسبت" الإلكتروني، شارك في وضعه الصحافي الأميركي غلين غرينوالد المعروف لنشره في صحيفة الغارديان تسريبات كشفها مستشار وكالة الأمن القومي الأميركية السابق إدوارد سنودن بشأن برنامج التجسس الواسع لوكالة الأمن القومي الأميركية.

وتحدث الموقع أيضا عن أن الرسائل الالكترونية تضمنت أيضا أميركيين من بينهم فيصل جيل، وهو عضو فاعل ومرشح سابق في الحزب الجمهوري عمل في وزارة الأمن الداخلي في عهد جورج بوش الابن، وعاصم غفور (محام في شؤون الإرهابإ، وهوشانغ أمير أحمدي الأستاذ الإيراني الأميركي في جامعة راتغرز، وآغا سعيد الناشط في مجال حقوق الإنسان وأستاذ سابق في جامعة كاليفورنيا، ونهاد عوض مدير منظمة كير النافذة.

(واشنطن، برلين ــــ أ ف ب)