أخبرينا عن تجربتك في أغنية {نبغيك» باللهجة الجزائرية.

Ad

أنا من أوائل الفنانين الذين غنوا باللهجتين المغربية والتونسية، وحققت أغنياتي نجاحاً في المغرب العربي، وبعد فترة استراحة بداعي الأمومة، أردت العودة إلى الساحة الفنية بألبوم جديد مصري - لبناني فاجتمعت، مع مجموعة من القيمين على الفن ومن أهل الصحافة، وتباحثنا في الأمر، وخلال هذه الاجتماعات ولدت فكرة تقديم أغنية جديدة ومختلفة، فوقع اختياري على «نبغيك»، باللهجة الجزائرية لكنها سهلة الفهم وقريبة إلى الشعوب العربية حتى خارج المغرب العربي، فبدت لي «فرحة صيفية» وتلامس أحاسيس الناس. أما الألبوم فارتأيت تأجيل طرحه إلى عيد الفطر.

ماذا عن الأصداء؟

منذ طرح الأغنية في الأسواق، بدأت أصداؤها الجميلة تصلني من كل حدب وصوب، ففي عجمان دخلت سباق الأغنيات منذ الأسبوع الأول، وتلقيت تهنئة من تونس، وتحقق في الجزائر المراتب الأولى، خصوصاً أنني كنت في زيارة هناك وأطلقت الأغنية من أراضيها.

عدت في الكليب إلى صورة باسكال التي نعرفها!

قال لي كثر ذلك، وأكدوا: «هذه باسكال التي نعرفها لناحية الصورة»، ولا شك في أن الفضل يعود هنا إلى ذكاء المخرج فادي حداد الذي عرف كيف يترجم الأغنية، من خلال صور جميلة هادئة ترضي المشاهد وتحقق لي إطلالة لطالما أحبني الناس بها.

جاء هذا العمل مختلفاً عن كليب «أحلام البنات» الذي قدمته مع المخرج جو بو عيد، أي واحدة من الصورتين تفضلين؟

في مجتمعنا الشرقي، اعتاد المشاهد على الفنان بصورة وقالب معينين، وحين يجري تغييراً تتنوع الآراء بين مؤيد ومعارض وحتى رافض. ما قدمته مع بو عيد كان فيه نوع من الجرأة، وتساءل كثر: هل باسكال هي فعلا في الكليب؟ أحدث الكليب تغييراً في مسيرتي الفنية، وحاولت أن أميل إلى الأسلوب الأوروبي والخروج من قيود معينة نكبّل أنفسنا فيها، وهذا الأمر ليس خطأ ولا أندم عليه. لكن في النهاية أعود إلى باسكال اللبنانية والشرقية التي اعتاد عليها الناس.

ماذا عن ألبومك الجديد؟

غبت عن الساحة الفنية حوالى سنة ونصف السنة، ولم أطرح أي عمل سوى «أحلام البنات» والآن أغنية «نبغيك». كان لدي خياران، إما طرح ألبوم خليجي أو البوم منوّع، فقررت الخيار الثاني، ويتضمن أربع أغنيات لبنانية وثلاث خليجية وأربع مصرية، تعاملت فيه مع أسير الرياض والملحن خالد الجنيدي من الخليج، في أعمال جميلة وسهلة وتشبه أسلوبي في الغناء. من لبنان تعاملت مع زوجي الملحن ملحم أبو شديد في أغنيتين رومانسيتين وثالثة «صرعة» ورابعة بلدي، وربما أتعامل مع مروان خوري أو سليم عساف، ومن مصر تعاملت مع الشاعر إيهاب عبده، وأنا في طور اختيار مجموعة من الأغنيات المصرية.

كيف تصفين تعاملك مع مروان خوري في «أحلام البنات»؟

قدم لي مروان أغنية مختلفة، خصوصاً أنني حرصت، منذ انطلاقتي في مجال الفن، على التنويع، لذا لا وجه شبه بين أعمالي، فضلا عن أنني، عندما أختار أغنية، لا أفكر بكم الحفلات التي ستجلبها إلي أو المردود المادي، بل بمضمونها وقيمتها واستمراريتها. من هنا عشقت أغنية «أحلام البنات» منذ سمعتها، وحققت جماهيرية بين الناس ولامست كل فتاة، فمن منا لا يحلم؟ حتى لو تقدمنا في السن تبقى الأحلام تدغدغ عقلنا وقلبنا.

لكن الكليب ظلمها!

 

اعترف بذلك، احتاجت الأغنية إلى كليب بسيط وعفوي، لكنه جاء جريئاً، وأنا ضد القيام بهذا الأمر لإثارة جدل. كثر قالوا لي: «حرام صورتها بهذه الطريقة». ولكن ما حصل قد حصل.

هل اختلفت الساحة الفنية في السنوات الأخيرة؟

الساحة الفنية لم تتغير، لكن في ظل غياب شركات الإنتاج، برز على الساحة من يملك المال وقادر على التصوير والإنتاج والتسويق، فضلا عن تردي الأوضاع الاقتصادية والأزمات السياسية والتوترات الأمنية في لبنان وبعض الدول العربية... كلها أرخت بثقلها على الواقع الفني، فتغلبت الأخبار السياسية على الفنية، وانصرف المواطن إلى التفكير بمصيره وليس بالفن، ما دفع الفنان إلى التروي والحذر والانتظار.

كيف يحقق الفنان استمرارية ناجحة برأيك؟

من خلال اختيار أغنيات تناسب صوته وأسلوبه في الغناء، وطرحها في الوقت المناسب، والإطلالة على الناس بتوقيت ملائم، لا أن يبقى مسمراً على الشاشة، الحرص على التجدد الدائم من دون فقدان الهوية. حين كنت في الجزائر لم أصدق الاستقبال الحار الذي تلقيته من الشعب، رغم غيابي فترة عن الساحة الفنية، كذلك الأمر عندما زرت تونس السنة الماضية، وهذا دليل على أن الفنان حين يزرع جيداً لا بد من أن تكون مكانته عند الناس محفوظة دائماً.

هل ثمة فنانون تنتظرين أعمالهم الفنية؟

أتابع من يملك صوتاً جميلاً والذكي بخياراته، لكن أحيانا تلفتني أصوات جديدة، وأستمتع بسماع أغنية قد تكون الأولى لفنان معين. يلفتني العمل الجميل وليس اسم الفنان.

هل يعني كلامك أننا نعيش زمن الأغنية أكثر من زمن الفنان؟

ثمة أسماء حفرت اسمها بين الناس وهي موجودة دائماً في قلوبهم، لكن قد تنجح أغنية لفنان مغمور، ما يعني أن الأغنية الجميلة قد تصنع اسما بسرعة، إنما على هذا الاسم أن يعرف كيف يختار الطريق الذي يسلكه ليحقق استمرارية ناجحة.

إلى أي مدى غيّرت الأمومة حياتك وشخصيتك؟

عشت الفن بتفاصيله وحصدت تكريمات وجوائز لم يحصل أحد عليها، زرت بلداناً كثيرة ونلت شهرة واسعة، وكنت أول فنانة تدخل مجال الإعلان أيضاً وغيرها من أمور... شبعت من الفن وكنت أشعر أن أمراً ينقصني، خصوصاً أنني أعشق العائلة والعادات والتقاليد، وأعرف أن الشهرة مجد باطل. ابني إيلي غيّر لي حياتي وقلبها رأسا على عقب، وهو أغلى ما أملك، وكلمة «ماما» تشعرني بأنني أملك الدنيا بأسرها.

هل التوفيق بين الأمومة والفن أمر صعب؟

أبداً، كما قلت سابقاً، عشت الفن من بابه العريض، واليوم اختار ما يناسبني ويرضيني، وابني هو الأحق بوقتي وحياتي.

إذا تعارضين مقولة إن الفنانة الناجحة لا يمكنها تحقيق نجاح في حياتها الزوجية.

طبعاً، الزواج مسؤولية كبيرة لأي فتاة، فنانة كانت أم موظفة عادية، في فترة ما، كان الناس يسألونني متى سأتزوج، لكني لم أكن جاهزة بعد، وثمة أمور أردت تحقيقها في حياتي الفنية، لكن حين تصل إلى مرحلة تدرك أنك حققت جزءاً كبيراً مما كنت تصبو إليه، تشعر بفراغ في مكان ما، وتحتاج إلى الاستقرار وبناء عائلة حقيقية، وعندما تجد الشخص المناسب، تتأكد من أن خطوة الزواج صحيحة وفي مكانها. اليوم لزوجي وبيتي وابني الأولوية في حياتي، ويمكن أن أستغني عن أي عرض مهم في الفن لأجل أسرتي، في حال كانت بحاجة إلي. العائلة هي التي تدوم وليس الفن.

بعض النجوم يعلنون مواقفهم السياسة وانتماءاتهم، إلى أي جهة أنت منحازة؟

احترم آراء غيري، لكني منحازة إلى الجيش اللبناني وحده، وأتمنى أن يبسط سيادته على الأراضي اللبنانية كلها.

ماذا عن علاقتك بمواقع التواصل الاجتماعي؟

جيدة وأنا على تواصل مع المحبين عبر صفحتي على «فايسبوك» pascale machalani وانستاغرام على pascalab وتويتر على pascalbachalani.