• اليوم آخر موعد للطعون... والفصل الاثنين • إجماع عربي - أوروبي - إفريقي على نزاهة الانتخابات

Ad

كشفت المؤشرات الأولية في فرز أصوات المصريين في الانتخابات الرئاسية، أمس، عن حسم المرشح عبدالفتاح السيسي للسباق الرئاسي، بفوز ساحق، بينما أقر منافسه الوحيد حمدين صباحي بهزيمته، مؤكداً ثقته باختيار الشعب المصري.

اكتسح المشير عبدالفتاح السيسي أمس المؤشرات الأولية لعمليات فرز أصوات المصريين في الانتخابات الرئاسية، التي جرت على مدار ثلاثة أيام، بحصوله على نحو 24 مليوناً، بنسبة 93 في المئة من إجمالي عدد الأصوات، بينما لم يحصل منافسه الوحيد حمدين صباحي إلا على 800 ألف صوت بنسبة 3 في المئة، بينما تجاوزت الأصوات الباطلة حاجز المليون بنسبة 4.3 في المئة، بنسبة حضور بلغت 26 مليونا بنسبة 48 في المئة، من إجمالي عدد من لهم حق التصويت وعددهم 54 مليوناً.

السيسي الذي بات على بعد رمية حجر من دخول قصر "الاتحادية" رئيساً للبلاد، ينتظر إعلان النتيجة بشكل رسمي، لكن عضو الأمانة العامة للجنة الانتخابات طارق شبل، قال إن اللجنة تلقت نحو 50 في المئة من أعمال الحصر العددي وتجميع اللجان الانتخابية العامة على مستوى الجمهورية، والبالغ تعدادها 352 لجنة عامة، مضيفاً: "مستمرون في استقبال النتائج، وأعمال الحصر، وعندما يتم الانتهاء من مراجعتها، سيحدد موعد إعلان النتيجة النهائية".

وأشار شبل إلى أن العليا للانتخابات ستبدأ اعتباراً من اليوم في تلقي الطعون، على أن يتم البت فيها خلال يومي السبت والأحد على أقصى تقدير، وإعلان نتيجتها يوم الاثنين.

وفور ظهور المؤشرات الأولية عقب إغلاق أبواب اللجان، مساء أمس الأول، خرج المئات من أنصار السيسي إلى الشوارع للاحتفال، بينما تجمع العشرات منهم في ميدان "التحرير"، أيقونة الثورة المصرية، للاحتفال بنجاح مرشحهم، الذي يعد الرئيس الخامس الذي له خلفية عسكرية من أصل 8 رؤساء حكموا مصر على مدار 62 عاماً؛ اثنان منهم بشكل مؤقت، ويعد السيسي أول رئيس منتخب بعد الإطاحة بالرئيس "الإخواني" محمد مرسي، 3 يوليو الماضي.

على الجانب الآخر، أقر المرشح الرئاسي حمدين صباحي بخسارته في مؤتمر صحافي مساء أمس (الخميس)، بعدما وجه الشكر للشعب المصري ولأعضاء حملته، مطالباً اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية بالتحقيق في التجاوزات التي حدثت خلال أيام التصويت، مشيراً إلى أن الانتهاكات لم تغير في مسار النتيجة النهائية، مؤكداً أن "الأرقام المعلنة حول نسبة المشاركة في الانتخابات إهانة لذكاء المصريين".

ورفض صباحي أية عروض مستقبلية لتولي أي منصب تنفيذي، مشدداً على أنه لن يكون شريكاً في أية سلطة تنفيذية، وأنه سيكتفي بالنضال السياسي من مقاعد المعارضة، حتى تحقيق مشروعه الوطني بتحقيق العدالة الاجتماعية، ومجتمع ديمقراطي، متعهداً بالانحياز إلى مطالب الشعب ورغباته في المستقبل، كاشفاً عن بنائه تياراً سياسياً يجمع أنصاره.

إشادة بالانتخابات    

ومع انتهاء الانتخابات، توالت الإشادات الدولية بنزاهتها، حيث أكد رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي ماريو ديفيد، أن التصويت لم يشهد تجاوزات خطيرة تؤثر فيه، معلناً مشاركة 47.3 في المئة في اختيار الرئيس، مشيداً بالتنظيم الحكومي، الذي أعطاه تقييماً بين "جيد"، و"جيد جداً".

بدورها، وصفت بعثة الجامعة العربية الانتخابات المصرية بأنها "الأكبر من نوعها في المنطقة"، وشددت رئيس البعثة هيفاء أبوغزالة، خلال مؤتمرها الإعلامي أمس، على أن عملية الاقتراع سارت بشكل متميز، وأن الملاحظات الفنية لا ترقى لكي تكون مؤثرة في نزاهة الانتخابات.

ولم يختلف تقييم رئيس بعثة الاتحاد الإفريقي محمد الأمين ولد جيج، الذي أكد في مؤتمر صحافي أمس أن "الرئاسية جرت بطريقة سلسة وآمنة، وفي جو من الاستقرار والسلم الأهلي يتماشى مع المعايير الدولية"، مشيراً إلى إدلاء المواطن برأيه بكل حرية وشفافية، مضيفاً: "لم نلحظ خروقات تخل بالعملية الانتخابية".

محلياً، أشادت المنظمات الحقوقية بمجمل العملية الانتخابية، وقال رئيس مركز "ابن خلدون" للدراسات الإنمائية، سعدالدين إبراهيم، إن الانتخابات الأخيرة هي الأفضل في تاريخ مصر، إلا أنه أشار إلى بعض الثغرات والعيوب ومخالفات جزء منها يعود للمواطنين والارتباك الإداري والحكومي، بينما رصد تقرير المركز لمراقبة الانتخابات 230 حالة انتهاك وقعت خلال أيام التصويت الثلاثة.

وبينما رحبت الأحزاب المدنية في مصر بانتخاب الشعب لرئيس البلاد الجديد، قال رئيس حزب "النور"، يونس مخيون، إن الإقبال الكبير على التصويت في الانتخابات، "لم يحدث في أي انتخابات سابقة".

عنف متوقع

جماعة الإخوان المسلمين قررت التصعيد السياسي، واختبار قدرة كوادرها على الحشد اليوم، بعدما دعا "تحالف دعم الشرعية" الموالي إلى انتفاضة في الميادين بقيادة الشباب، في تدشين لأسبوع من التظاهرات تحت شعار "تقدموا ننتصر"، معلناً تمديد ما وصفه بـ"الموجة الثورية الثالثة"، مطالباً المؤسسة العسكرية بالعودة إلى الثكنات وإعادة تسليم سلطة الشعب المغتصبة، على حد زعمه.

وكشفت مصادر سيادية رفيعة المستوى لـ"الجريدة" أمس، أن الأجهزة الأمنية رصدت معلومات عن تخطيط "الإخوان" للتصعيد بحشد أنصارها من أجل بث الفوضى ابتداء من اليوم، لإرباك المشهد السياسي قبل تولي السيسي مهامه.