«قوات الأسد» تسيطر على السفيرة وتضغط في جنوب دمشق
الزعبي يهاجم الإبراهيمي بعد مغادرته سورية... وموسكو تدعو إلى مواجهة معرقلي «جنيف 2»
سيطرت قوات الرئيس السوري بشار الأسد على بلدة السفيرة الاستراتيجية على طريق حلب إدلب، وصعّدت قصفها للأحياء الجنوبية للعاصمة في محاولة لفرض «فكي كماشة» للفصل بين هذه المناطق.
أحكمت القوات السورية الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد أمس سيطرتها على بلدة السفيرة الاستراتيجية الواقعة شرق حلب والقريبة من معامل ضخمة للسلاح ومنتجات أخرى تابعة لوزارة الدفاع، ومنها موقع لانتاج السلاح الكيماوي، وذلك بعد مواجهات عنيفة استمرت 27 يوماً. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن قوات الأسد أحكمت سيطرتها على البلدة الواقعة على طريق حلب ــ إدلب، وذلك بعد إعلان مقاتلي المعارضة مساء أمس الأول انسحابهم منها.الى ذلك، تعرضت الاحياء الجنوبية لدمشق والمناطق المحيطة بها أمس لقصف عنيف من القوات النظامية التي تحاول فرض «فكي كماشة» للفصل بين هذه المناطق التي تعد معاقل لمقاتلي المعارضة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن إن القوات النظامية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني ومسلحين موالين لها «حققت تقدما في بلدة السبينة (جنوب دمشق) وسيطرت على مناطق فيها، وسط قصف عنيف تتعرض له البلدة منذ صباح اليوم (الجمعة)»، وأشار الى تسجيل «حالات نزوح ومخاوف شديدة على حياة المدنيين المتواجدين بكثافة في تلك المنطقة».وأوضح عبد الرحمن ان القوات النظامية «تحاول التقدم في المناطق الجنوبية للعاصمة، وفرض فكي كماشة حول الاحياء الجنوبية وريف دمشق الجنوبي»، مشيرا الى تعرض حي القدم في جنوب دمشق لقصف عنيف. كذلك تدور اشتباكات بين اللجان الشعبية الموالية للنظام ومقاتلي المعارضة في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق. وكان المرصد افاد مساء أمس الأول عن مقتل ثمانية اشخاص على الاقل في قصف لقوات النظام على حي الحجر الاسود في جنوب دمشق.ويسيطر مقاتلو المعارضة على جيوب على اطراف دمشق لاسيما في احياء برزة (شمال) وجوبر (شرق) والاحياء الجنوبية. وتحاول القوات النظامية منذ اشهر فرض سيطرتها على المناطق المحيطة بالعاصمة التي تعد معاقل للمقاتلين، بهدف منعهم من التقدم نحو دمشق.قصف اللاذقيةالى ذلك، لايزال الغموض يلف القصف الذي أصاب موقعا عسكريا سورياً في مدينة اللاذقية غرب سورية. ورغم تأكيد مسؤول أميركي لم يعلن هويته أن الضربة إسرائيلية مرجحا أن تكون استهدفت شحنة صواريخ مرسلة الى حزب الله، تمسكت مصادر في القدس بأن تركيا هي التي تقف وراء القصف. وأفاد مصدر مسؤول لـ«الجريدة» أن الموقع السوري الذي تعرض للقصف يحوي صواريخ «اس اي 17» المتطورة، وهي منظومة دفاع جوي أسقطت مقاتلة تركية قبل شهور. وبحسب المصدر، فإن تركيا أبلغت حلف شمال الأطلسي بالعملية قبل تنفيذها بدقائق بخاصة أن رادارات وقطع بحرية تابعة للحلف تتواجد بكثافة في البحر الأبيض المتوسط وتحديدا قبالة السواحل السورية، كما أن الطيران الحربي الإسرائيلي نشط في المنطقة، على حد قوله. وأكد المصدر المطلع أن تركيا لم تنسق أو تعلم إسرائيل بالعملية بل فاجأت الجميع بها بخاصة سورية والولايات المتحدة. وقال المصدر إن «منظومات الدفاع الجوي السوري شبه منهارة بعد هذا القصف وبعد غارات إسرائيلية سابقة أدت الى تدمير الجزء الأكبر من منظومة الدفاع الجوي»، مضيفاً أن «محاولات النظام السوري نقل المنظومات للبقاع اللبناني باءت بالفشل حتى الآن وربما نجحت في نقل اجهزة رادار لا منظومة الصواريخ الفاعلة». «جنيف 2»وبينما قال رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف إن من غير الممكن وضع رحيل الرئيس السوري بشار الأسد شرطا مسبقا للمفاوضات المقررة في مؤتمر «جنيف 2»، شدّد مجلس الأمن القومي الروسي الذي اجتمع امس برئاسة الرئيس فلاديمير بوتين على ضرورة التصدي لأي خطوات تهدف إلى إحباط التحضير لعقد المؤتمر.وأعلن الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي أمس في ختام زيارته لدمشق أن مؤتمر «جنيف 2 « لن يعقد إذا رفضت المعارضة المشاركة فيه. وبعد مغادرة الابراهيمي دمشق الى بيروت، وجهت دمشق انتقادات الى الموفد الدولي، معتبرة على لسان وزير الاعلام عمران الزعبي انه «يملك اكثر من لغة»، مضيفا: «في سورية يتحدث بمنطق وعندما يخرج من سورية يتحدث بمنطق آخر. لا يسمي الاشياء بأسمائها».قدري جميلفي سياق آخر، أكد نائب رئيس الحكومة السورية المقال قدري جميل أن «كل الاجتماعات الحكومية الجماعية كنا نلتقي فيها مع الرئيس بشار الاسد بشكل طبيعي»، مضيفاً: «انتظر عودتي الى دمشق للحديث مع الجهات المسؤولة» بشأن اقالته، مشيراً الى انه «خرج بجواز سفير دبلوماسي وبسمة خروج رسمي»، قائلاً «أبلغت رئيسي بأنني سأغادر سورية لعقد لقاءات رسمية». وقال جميل: «نحن كيان مستقل ولا نستشير أحدا إلا اذا كان الوضع يقتضي ذلك»، مؤكداً أن «الحكومة لا تعنيه انما وقف سفك الدماء في سورية». وأوضح أن «الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير (التي ينتمي إليها ايضا وزير المصالحة الوطنية رئيس الحزب القومي السوري علي حيدر) أول من دعت لمؤتمر جنيف 2»، مشيراً الى أن «التوافق الدولي وصل الى اتفاق بعدم فرض تنحي الأسد قبل جنيف 2».(دمشق - أ ف ب، رويترز،د ب أ، يو بي آي، كونا، الأناضول)