القرارات «الانتحارية»... وعلاوة الأولاد!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
وفي الكويت لدينا أيضاً معضلة يجب أن تناقشها الجهات التي تخطط للبلد وتضع رؤاه المستقبلية حول حاجتنا إلى تشجيع الإنجاب وزيادة السكان في ظل اعتمادنا على مورد اقتصادي واحد ناضب فشلنا حتى الآن في إيجاد بدائل عنه، وكذلك امتلاكنا لموارد طبيعية شحيحة جداً من مياه ومواد غذائية، ومشاكل في توفير السكن للأسر، ونمط الحياة الاجتماعي المشوه لدينا الذي يتطلب وجود نصف مليون من الوافدين من الخدم ومن في حكمهم من العمالة المنزلية، لتتمكن الأسر الكويتية من تسيير شؤون حياتها اليومية!كل هذه المعطيات تجعل من قرار عشوائي لزيادة علاوة الأولاد بمنزلة قرار "انتحاري" جديد سيزيد مشاكل البلد وورطته الاقتصادية رغم الفوائض المالية الضخمة المتراكمة التي فشلنا في استغلالها في خلق فرص بديلة للدخل الوطني بخلاف العوائد الاستثمارية غير المضمونة، والتي لم ننجح أيضاً في توظيفها في مشاريع البنية التحتية الكبرى، لذلك فإن قضية زيادة علاوة الأولاد هي في الواقع عنوان لــ"مستقبل البلد" يجب أن تناقشه اللجنة المالية وعدة لجان برلمانية أخرى، بل وكل أجهزة الدولة المعنية ضمن تساؤلات عن الأثر الاقتصادي لهذه الزيادة والآثار المترتبة عليها من ضخ مزيد من الأموال في السوق وأثرها في زيادة التضخم والغلاء، والأهم هو أثر تلك الزيادة على موارد البلد وإمكانياته، نتيجة لتعزيز التوجه نحو زيادة النسل وتعداد السكان في الـ 25 عاماً المقبلة!