مرسي في القفص... والقاهرة تطالب الدوحة بتسليم القرضاوي
• ولي العهد السعودي: ما يضر مصر يضر المملكة
• وزير الدفاع السوداني يلتقي السيسي ومنصور
في حين يعود الرئيس المعزول محمد مرسي إلى قفص المحاكمة اليوم في تهمة قتل متظاهرين سلميين أمام قصر «الاتحادية»، جددت مصر مطالبتها رسمياً قطر بتسليم المطلوبين أمنياً في مصر من رموز جماعة «الإخوان» وعلى رأسهم الداعية يوسف القرضاوي.
أجلت محكمة جنايات القاهرة محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي و14 من قيادات «الإخوان» في قضية قتل متظاهرين سلميين أمام قصر «الاتحادية» الرئاسي في ديسمبر 2012 إلى جلسة اليوم، لسماع شهادة قائد الحرس الجمهوري، ورئيس شرطة الحرس الجمهوري، ورئيس غرفة الحرس الجمهوري بقصر الاتحادية، وتحديد جلسة أول مارس المقبل لسماع أقوال اللجنة الفنية المشكلة لفحص فيديوهات تثبت وقوع جرائم التعذيب.خارج مقر المحاكمة في أكاديمية الشرطة شرق القاهرة كان المشهد أمنياً، حيث كثفت قوات الأمن وجودها وحلقت مروحيات تابعة للجيش، وبينما خلت الساحة من أنصار مرسي، هتف عشرة أفراد من معارضي «الإخوان» رافعين الأحذية في الهواء باتجاه الطائرة التي أقلت «المعزول».
في سياق آخر، أمر النائب العام المستشار هشام بركات بإحالة المرشد الإخواني محمد بديع ومحمد البلتاجي وصفوت حجازي وأكرم الشاعر وأحمد توفيق صالح الحولاني وجمال عبيد و185 آخرين إلى المحاكمة الجنائية أمام محكمة جنايات بورسعيد، لاتهامهم بقتل خمسة أشخاص والشروع في قتل 70 آخرين في الأحداث التي شهدتها بورسعيد عقب فض اعتصام «رابعة العدوية» بالقاهرة 14 أغسطس الماضي، بينما أجلت محكمة جنح المنتزه أول بالإسكندرية نظر قضية متهم فيها 47 إخوانيا بقطع الطريق والتعدي على الأمن إلى جلسة 10 فبراير الجاري.دبلوماسياً، أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير بدر عبدالعاطي أنه تم أمس استدعاء القائم بالأعمال القطري لدى مصر، لنقل رسالة احتجاج جديدة إلى الجانب القطري، بعدما كان تم استدعاء السفير القطري بمصر (غير موجود حالياً في القاهرة)، أوائل يناير الماضي لتسليمه رسالة مماثلة.وقال عبدالعاطي، خلال مؤتمر صحافي أمس إن «الرسالة مفادها التأكيد على ضرورة الالتزام بتنفيذ ما طلبته القاهرة والنيابة العامة والإنتربول العربي والدولي، بتسليم مطلوبين للعدالة المصرية، وضرورة التدخل لمنع التجاوزات بحق مصر، في إشارة إلى هجوم الداعية يوسف القرضاوي المطلوب أمنياً لدى السلطات المصرية والذي جدد أخيراً هجومه على السلطة الحالية».مبادرة إخوانيةفي المقابل، نفت قيادات في «تحالف دعم الشرعية» الإخواني أن يكون التحالف تقدم بمبادرة إلى المجلس العسكري لإنهاء الأزمة الراهنة، مؤكدة عدم صحة ما ذكره الكاتب الصحافي جمال سلطان بشأن مبادرة ستصدر عن التحالف لمعالجة حالة الانسداد السياسي في البلاد.وقال القيادي بالتحالف، إمام يوسف: «هذا كلام غير صحيح، لم تعرض علينا أي مبادرات من أحد»، مشدداً على أن «التحالف لديه رؤية استراتيجية تم وضعها منذ فترة»، مُضيفاً «لا نمانع في الاحتكام لأي حلول سياسية للأزمة الراهنة، التي لا تحل إلا بوضع أسس سليمة لبناء مصر الحديثة». في السياق، وبينما دعا «تحالف دعم الشرعية» إلى مزيد من التصعيد بالبدء في «صيام تضامني» مع المحبوسين من أعضاء الجماعة على ذمة قضايا، أصيب أمس جنديان إثر انفجار عبوة ناسفة وسط سيناء، أثناء مرور إحدى مدرعات الأمن، وانفجرت عبوة ناسفة أخرى قرب الطريق الدولي «العريش - الشيخ زويد» أثناء مرور إحدى مدرعات التمشيط ولم يسفر الانفجار الأخير عن وقوع ضحايا، في حين أغلقت قوات الأمن طريق مطار العريش الجوي تحسباً لحدوث هجمات على ارتكازات الأمن في محاور الطريق الذي يشهد مروراً مكثفاً للمدرعات.زياراتإلى ذلك، وفي إطار التحرك المصري إقليمياً نقل رئيس الوزراء المصري حازم الببلاوي في زيارته للمملكة العربية السعودية، رسالة من الرئيس المصري عدلي منصور إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تتناول سبل دعم العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، وتقديم الشكر إلى المملكة حكومة وشعباً على المساندة التي قدمتها لمصر سياسياً واقتصادياً.وقال الببلاوي أمس إنه «عقد اجتماعا مع الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد ونائب رئيس الوزراء وزير الدفاع»، مضيفاً أن «ولي العهد السعودي أكد استمرار دعم المملكة لمصر بكل قوة» وأنه شدد على أن «ما يضر القاهرة يضر الرياض وما يسعدها يسعدنا أيضاً».وأشار الببلاوي إلى أنه «لم يتم تحديد أي مبالغ مالية جديدة لدعم مصر حتى الآن».في السياق، التقى وزير الدفاع السوداني عبدالرحيم حسين نظيره المصري المشير عبدالفتاح السيسي، أمس في زيارة هي الأولى منذ عزل مرسي تستغرق يومين يلتقي فيها الرئيس المؤقت عدلي منصور، حيث هنأ الوزير السوداني باسم شعب وحكومة بلاده المصريين بالنجاح في تنفيذ أولى استحقاقات خارطة المستقبل. ويجري الوزير السوداني مباحثات تتناول ملفات عدة، في مقدمتها قضايا الحدود والأمن والمياه، في ظل تقارب العلاقات المصرية مع دولة جنوب السودان وعدم وضوح موقف الخرطوم بشأن أزمة «سد النهضة» الاثيوبي، ما فسره مصدر مطلع لـ»الجريدة» بأن الوزير السوداني يريد أن ينقل إلى المسؤولين في القاهرة «تطمينات» من جانب بلاده تهدف إلى إزالة الهواجس عن دعم الخرطوم لجماعة «الإخوان».إلى ذلك، اعتبرت مسؤولة ملف إفريقيا وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات أماني الطويل، الزيارة انفراجة نحو إزالة التوتر بين البلدين، بعد وصف الرئيس السوداني عمر البشير ثورة «30 يونيو» بالانقلاب، متوقعة تطرق المباحثات إلى تناول أزمة حوض النيل وقضية «سد النهضة» الاثيوبي.