استحدثت التطورات السياسية التي تشهدها البلاد حالياً، أشكالاً جديدة في تشويه الخصوم السياسيين لبعضهم، حيث تمثلت الأشكال الجديدة في تراشق التهم بين الخصوم السياسيين عبر البيانات الصحافية، والهجوم المُتلفز عبر الفضائيات، وتدشين "هشتاغات مسيئة" على مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، و(تويتر)، فضلاً عن بث مقاطع فيديو وتسجيلات صوتية لبعضهم، معتمدين في ذلك على ما وفرته "الثورة التكنولوجية" من وسائل اتصال ونقل للمعلومات.

Ad

وبينما تمثلت الطرق التقليدية في تشويه محاولات المتنافسين بإفساد فعاليات بعضهم، اختلف الأمر حالياً مع دخول عصر العولمة والفضاء الإلكتروني الواسع، فقد جعلت "الثورة الإلكترونية" المتنافسين قادرين على استخدامها في تشويه الخصوم، عبر تركيب الصور المسيئة، باستخدام برامج "الفوتوشوب" أو تركيب مقاطع "فيديو مسيئة"، فضلاً عن الانتقادات الواسعة التي تنال الشخص على مدار الساعة، عبر الصفحات المهاجمة على الـ"فيسبوك"، والمواقع "الإخبارية" الموجهة.

وانتشرت مؤخراً صفحات افتراضية على الـ"فيسبوك" يعمل القائمون عليها على تشويه صورة المرشحين الرئاسيين المشير عبدالفتاح السيسي والقطب الناصري حمدين صباحي، ففي حين تجد صفحات مؤيدة للسيسي مثل "السيسي رئيسي" تجد آخرى مناهضة له مثل "معاً لمنع وصول السيسي للرئاسة"، كما دشن مؤيدون لصباحي صفحات لدعمه مثل "صباحي واحد مننا"، بينما ظهرت أخرى مناهضة له مثل "صباحي واحد خمنا".

أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، محمود علم الدين قال: "الطفرة التكنولوجية أحدثت حالة من السيولة السياسية لدى المصريين"، موضحاً أن ثورات الربيع العربي جاءت بتنسيق عبر "فيسبوك"، مستبعداً في تصريحات لـ"الجريدة" الرجوع إلى استخدام الطرق التقليدية في التشويه، نظراً لانتشار الطرق الجديدة المعتمدة على وسائل الاتصال الحديثة.

من جانبها، قالت العميد السابق لكلية الإعلام في جامعة "القاهرة" ليلى عبدالمجيد، إن الثورة التكنولوجية أثرت بشكل غير مسبوق في الإعلام، مضيفة في تصريحات لـ"الجريدة": "التكنولوجيا ساعدت على نشر الأخبار في أقل وقت ممكن، مما زاد من قدرة الإعلام بشكله الحالي في التأثير على أفكارنا عامة، وآرائنا السياسية خاصة"، متوقعة المزيد من التحول في أشكال الدعاية والإعلام، إلى درجة تصل إلى حد استخدام مثل هذه الآليات في عملية الاقتراع.