نقول مبروك "للحجي" بوتفليقة... وها هو "العود" يعود ويعملها للمرة الرابعة أو الخامسة... لا نعلم "من كثرها".... وينجح في انتخابات الرئاسة. المنافسة لم تكن شرسة، والنتائج عرفت بعد التصويت لزوم الشفافية والمصداقية، ولكن التوقعات والإشاعات من أعداء "الديمقراطية الجزائرية " كانت تملأ الجو.
المزعج هو هؤلاء المذيعون ومراسلو الصحف والمحطات الذين يمسك كل منهم بضحكته وهو يغطي دخول المرشح قاعة التصويت على عربة متحركة كأنه لا يعي ما حوله، يقال له ارفع يدك فيرفعها، ويقال له ابتسم فيحاول أن يبتسم وفي النهاية يفعلها، تمد السيدة يدها للسلام عليه فلا يعرف كيف يتصرف حتى يأتيه الأمر من الجنرال الذي يدفع العربة فينفذ المرشح بتثاقل.من يتحفظ على النجاح الأسطوري والهزيمة المنكرة التي ألحقها بوتفليقة بخصومه ينظر إلى من حولنا من الأعراب وعلاقتهم بالحكم والكرسي والانتخابات وسنوات الخبرة، فسيجد بوتفليقة أفضل بكثير من رئيس العراق، على الأقل من الجانب الصحي، فالطالباني يكبر بوتفليقة بأكثر من عشر سنوات ومازال رئيساً، بينما لا يعلم أحد عن حالته الصحية ولا طبيعة مرضه، ولا إذا كان أصلاً حياً... وانتظروا يمكن يترشح للرئاسة!أما من ناحية فترات الانتخاب، فالبشير السوداني قد وصل إلى رقم أولمبي بعدد الفترات، والذي أذكره أنه رئيس من أكثر من ربع قرن يدخل انتخابات يمكن حرة ويمكن نزيهة، لكن المؤكد أن له إنجازاً لم يسبقه إليه أحد، فقد سلّم نصف دولته لأعدائه، بينما يتراقص بعصاه بمناسبة وبدون مناسبة. لنذهب إلى جار بوتفليقة في المغرب، فالسلالة مستمرة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، لا انتخابات ولا صناديق ولا اقتراع، فالأب يسلم ابنه "الرعية" في طقوس أشبه ما تكون بالسحر.بقي لدينا رئيس لديه خبرة ولا يملك سلطة، يعرف القانون ولا "يهوّب ناحيته"، يعي الواقع ويرفض أن يصحو، أتى بغير اختيار أحد وسيذهب إلى بيته بعد شهر ولن يذكره أحد. الفرق أن بوتفليقة لا يملك قدرة أو رغبة أو معرفة، ولكنه يتحامل على نفسه ويتظاهر بأنه رئيس، أما ذاك صاحب خبرة القانون فسيفاجأ قريباً أنه كان رئيساً خلال الفترة الماضية عندما يحيله "الرئيس المنتظر" إلى المعاش!
مقالات
«نقول مبروك؟!»
26-04-2014