دفع احتدام المعارك واتساع رقعتها بين كتائب الجيش السوري الحر ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في حلب وإدلب والرقة، الإدارة الأميركية إلى إعادة ترتيب أوراقها في سورية، ودرس استئناف تقديم المساعدات غير الفتاكة إلى المعارضة "المعتدلة" حتى لو آل جزء منها إلى جماعات إسلامية متحالفة معها.

Ad

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز أمس، عن مسؤولين في الإدارة الأميركية، أن استئناف المساعدات سيؤكد الدعم الأميركي، في وقت تهدد جماعات معارضة بمقاطعة مؤتمر "جنيف 2" المقرر عقده في 22 الجاري.

وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا أعلنتا الشهر الماضي تعليق المساعدات غير الفتاكة للمعارضة السورية، بعد سيطرة "الجبهة الإسلامية" على مخازن أسلحة في شمال البلاد. وفي ظل تغير التحالفات، وانضمام بعض الإسلاميين للقتال إلى جانب "الجيش الحر" ضد "داعش"، تراجع القلق الأميركي حيال استئناف المساعدات.

لكن المسؤولين الأميركيين أكدوا أن المساعدات لن توجه بشكل مباشر إلى "الجبهة الإسلامية"، التي تضم تحالفاً من الجماعات الداعمة لقيام دولة إسلامية في سورية، بل ستمر من خلال المجلس العسكري الأعلى بشكل حصري.

وقال مسؤول أميركي رفيع: "يجب أن نأخذ في الاعتبار كيفية تفاعل المجلس العسكري الأعلى والجبهة الإسلامية على الأرض"، مضيفاً: "لا يمكن القول 100% إن بعض المساعدات لن يصل إلى الجبهة الإسلامية".

وأشارت الصحيفة إلى أن وزارة الخارجية الأميركية مسؤولة عن المساعدات غير الفتاكة، بينما تدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) برنامجاً سرياً لتسليح الثوار السوريين وتدريبهم.

ميدانياً، تصاعدت حدة المعارك بين الجيش الحر و"داعش"، الذي نفذ هجوماً مضاداً غداة إجباره على ترك مواقعه في حلب، واستطاع استعادة زمام المبادرة في محافظة الرقة، واكتساب أول تقدم له في المنطقة التي يحاصره فيها مقاتلو المعارضة بقيادة جبهة النصرة، ممثل تنظيم القاعدة في سورية.

في المقابل، أعلنت الجبهة الإسلامية، عدو "داعش" الأول، تمكنها من السيطرة بشكل كامل على مدينة الدانا، شمال غربي حلب، بعد معارك عنيفة استمرت 12 ساعة متواصلة. وأفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أمس بأن الجبهة أفرجت من خلال هذه المعارك عن جميع المحتجزين لدى "داعش".

في موازاة ذلك، خسر الجيش الحر نحو 50 مقاتلاً خلال عملية نوعية لكسر الحصار الذي تفرضه القوات النظامية على مدينة حمص. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المقاتلين المعارضين الذين ينتمون إلى ألوية مختلفة لقوا حتفهم بين مساء الأربعاء وصباح الخميس، بينما كانوا يحاولون فك الطوق المفروض على أحياء في مدينة حمص منذ أكثر من عام، مبيناً أن القتلى "وقعوا في كمين لقوات الأسد قرب حي الخالدية الخاضع لسيطرة النظام".