استفاقت الجماهير الكويتية والمنظومة الرياضية في الكويت من حلم التأهل لدوري أبطال آسيا، ومقارعة كبار القارة الصفراء، على كابوس رباعي، وثلاثي مزق قلوب كرة القدم قبل أن يمزق شباك الكندري والخالدي.

Ad

نعم كان بالإمكان أفضل مما كان في مشوار الملحق الآسيوي، لو فرضنا أن الأبيض كان في مقدوره التغلب على لخويا لو أحسن لاعبوه استغلال الفرص، وكذلك القادسية وقدرته على تجاوز الجيش، لكن ماذا بعد؟

هل تستطيع الكرة الكويتية الاعتماد الكلي على مواهب اللاعبين، وإحسان المحسنين طوال الوقت من دون مساعدة أصحاب الشأن؟

هل يمكن أن نواجه الأندية القطرية واليابانية والصينية وغيرها في دوري الأبطال؟ أم أن أندية الكويت ستكون صندوق التوفير لهذه الأندية المحترفة في حال لا قدر الله وُجِدنا في دوري الأبطال؟!

لم يقصر نادي الكويت ولا القادسية في المشوار الآسيوي بل قدما كل ما في الإمكان، ونجحا في تجاوز أندية عالية المستوى وأفضل بكثير من مستوى أندية الكويت، لكن هناك حد أقصى فيما يمكن أن يصل إليه المجتهد في كرة القدم، فالأبيض والأصفر، واجها فرقا محترفة بمعنى الكلمة في الفصل الأخير من مسلسل الملحق الآسيوي، والذي اخترعه الاتحاد الآسيوي وهو يعرف عواقبه تماما، لكنه حاول ارضاء حلفاء الأمس في الانتخابات الآسيوية، فتم "حبك" المسلسل التركي الطويل أو ما يسمى بالملحق الآسيوي، لتكون الجماهير الكويتية هي الضحية، الى جانب اللاعب الكويتي الذي حاول كثيرا التغلب على الواقع المرير، لكن الملحق الآسيوي أيقظه وأيقظ الجميع على واقع الكرة الكويتية الحقيقي من دون زيف أو مسكنات اعتاد الجميع في المنظومة الرياضية تناولها لنسيان هذا الواقع.

العودة لريادة الكرة في آسيا والخليج أصبح أمراً من المستحيلات، وما حققه نجوم الكويت في العصر الذهبي كان في ظل اعتماد جميع الدول على الموهبة التي يتميز بها اللاعب الكويتي، لكن في ظل التطور والاحتراف الحقيقي في أغلب دول القارة باستثناء الكويت وبعض الدول الفقيرة في القارة! أصبح أمر الريادة والشعارات الرنانة التي نحاول أن نبتعد بها عن واقع الكرة في الكويت ضربا من الخيال.

وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن اللاعب السلوفاكي فلاديمير محترف لخويا الذي صال وجال أمام الكويت هو لاعب سابق في صفوف مانشستر سيتي، وكثيرا ما أعاره ثم عاد لاستعادته مع بداية كل موسم بعد الأداء العالي الذي يقدمه مع الأندية المعار إليها، حتى نجحت إدارة لخويا القطري في الحصول على خدماته ليقود الفريق الذي يضم كوكبة من المحترفين بمن فيهم اللاعبون المحليون سابستيان سوريا ورفاقه ليدافعوا عن ألوان لخويا، في الوقت الذي تتحمل فيه أيادي الخير في القادسية والكويت مشقة التعاقد مع محترفين لا يبتعدون كثيرا عن مستوى اللاعب المحلي، لنرى الكرة الكويتية وللآسف من دون جديد، ودائما ما تعود لنقطة الصفر مع أول امتحان جاد كالذي خاضه الأبيض والأصفر أمام لخويا والجيش القطريين.

إبراهيم: قدمنا مباراة

في حدود الإمكانات المتاحة

وفي تصريحات المدربين عقب المباراتين والنتيجتين المحزنتين اللتين خرجا بهما أبدى مدرب فريق القادسية محمد إبراهيم رضاه عن المستوى الذي قدمه فريقه في مباراة الجيش القطري، وذلك على الرغم من خسارته بثلاثة أهداف نظيفة وخروج فريقه من البطولة.

وقال إبراهيم في المؤتمر الصحافي ان "فوز الجيش جاء نتيجة الأخطاء التي وقع فيها لاعبو فريقي طوال شوطي المباراة، وبالرغم من ذلك فإنني أهنئ لاعبي القادسية على الروح القتالية التي ظهروا بها"، وأضاف "على الرغم من الامكانات المحدودة فإن فريقي حقق الفوز على السويق العماني وبني ياس الإماراتي في الجولتين السابقتين".

وأشار إلى أن فريقه اهتز كثيراً بعد دخول مرماه الهدف الأول قبل تلقيه الهدفين الثاني والثالث، مؤكداً أن فريق الجيش كان أكثر تنظيماً في المباراة واستحق الفوز عن جدارة.

وأضاف إبراهيم "القادسية والكويت قدما مستوى جيدا في البطولة الآسيوية، ولذلك نتمنى أن يكون هناك دور من جانب الاتحاد الآسيوي والمحلي بوجود مقعدين للكرة الكويتية في البطولة".

مارين: أهدرنا فرصة الوصول لدوري الأبطال

بدوره، أكد مدرب فريق الكويت الروماني مارين أن فريقه واجه منافسا قويا وعنيدا "لخويا القطري" استحق الفوز باللقاء والتأهل لدور المجموعات من دوري أبطال آسيا.

وقال مارين في المؤتمر الصحافي ان "المباراة كانت قوية جدا ومثيرة، ورغم خسارتنا للمواجهة فإن المباراة كانت قوية، وظهر لاعبو الكويت بمستوى جي،د وأتيحت لهم 3 فرص للتسجيل، ولكن للأسف لم نكن في وضعية جيدة في عملية انهاء الهجمة، وهذا أمر مهم في المباريات المهمة والحاسمة أن تسجل".

وعن سبب خسارة فريقه للمباراة قال مارين: "عندما لا تسجل يستغل المنافس الفرصة وهو ما حدث في المباراة، وعموما نحن من أهدرنا الفوز نتيجة عدم التسجيل في المباريات ونهنئ فريق لخويا على الفوز والتأهل".

من جانبه، عبر البلجيكي جيريتس مدرب فريق الكرة بنادي لخويا عن سعادته بالانتصار الكبير الذي حققه فريقه، وقال جيريتس ان "المباراة كانت قوية ومثيرة وفي البداية كانت هناك سيطرة لفريق الكويت قبل أن يسترد لخويا زمام المبادرة ويسجل الهدف الأول وبعدها دانت لنا السيطرة ونجحنا في الفوز باللقاء عن جدارة".

وأشار جيريتس الى ان "الفوز بأي نتيجة بالنسبة لنا كان أمرا جيدا، لكن الانتصار بالأربعة أمر متميز بالنسبة لنا مع فريق كبير مثل المنافس الكويت".