على الرغم من أن السلطات المصرية لم تكن تسمح بوجود الصحافيين داخل معبر رفح الحدودي، فإن القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، وإعادة فتح المعبر لاستقبال الجرحى والمصابين من الجانب الفلسطيني كانت فرصة ذهبية للصحافيين، لمتابعة الآلام التي يعيشها القطاع.

Ad

في اليوم السادس للقصف، كان المعبر بين رفح المصرية والفلسطينية على موعد جديد مع الألم مع الصرخات والنحيب مع أمهات فقدن الأبناء والأزواج وحرصن على الذهاب إلى القاهرة بما تبقى من أسرهن المدماة، بفعل القصف والعدوان الذي لا يجد من العالم سوى كلمات الشجب والإدانة في أحسن الأحوال.

انهارت دموع "سارة علاء الدين"، السيدة المتزوجة في قطاع "غزة" وهي تصب جام غضبها على المسؤولين المصريين في سفارة "رام الله"، لأنهم تأخروا في نقلهم إلى مصر، أما "حسنية محمود" فقد وصفت الجرائم الإسرائيلية، قائلة: "القصف في غزة ليل نهار، لا مكان آمنا بين البيوت، القصف يشمل الجميع، الأطفال والنساء والعجائز".

الطفل سمير أبوغروب "14 عاماً" كان يرقد في سيارة إسعاف وهو مصاب بشظايا في بطنه، بينما يقوم الأطباء بنقله تمهيداً لتلقي العلاج في أحد المستشفيات، والد سمير قال منزعجاً: "كان ذاهباً لشراء "الفول" من أجل طعام الإفطار مع اثنين من أصدقائه، وحينما تم قصف الشارع استشهد صديقه الأول أحمد مهدي وأصيب الثاني ماجد دبش، ونتمنى أن يتحقق الشفاء على يد المصريين.