أعياد الكويت الوطنية.. فرحة متجددة لتاريخ يحكي قصة وطن
يواصل الكويتيون احتفالاتهم بالذكرى الـ 53 لاستقلال البلاد والـ 23 للتحرير ومرور ثمانية أعوام على تولي سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم في البلاد حيث انتشرت اعلام الكويت والزينة وعمت الانشطة والفعاليات والكرنفالات الاحتفالية مختلف أرجاء الوطن.
وأقيمت أول احتفالات في دولة الكويت بعيدها الوطني قبل 52 عاما مضى حيث نظم بهذه المناسبة عرض عسكري كبير في المطار القديم الواقع قرب دروازة الشعب بمشاركة بعض قطاعات القوات المسلحة في الجيش الكويتي والشرطة.وآنذاك ألقى أمير البلاد الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح الحاكم ال11 للكويت في هذا الاحتفال الذي أقيم في 19 يونيو عام 1962 كلمة بهذه المناسبة قال فيها "ان دولة الكويت تستقبل الذكرى الاولى لعيدها الوطني بقلوب ملؤها البهجة والحبور بما حقق الله لشعبها من عزة وكرامة ونفوس كلها عزيمة ومضي في السير قدما في بناء هذا الوطن والعمل بروح وثابة بما يحقق لابنائه الرفعة والرفاهية والعدالة الاجتماعية لجميع المواطنين".ومما جاء في كلمة الامير الراحل الشيخ عبدالله السالم رحمه الله الذي استمرت فترة حكمه بين عامي 1950 و 1965 "ان دولة الكويت بهذه العزيمة وهذا المضي تتابع سيرها دولة عربية مستقلة متعاونة متضامنة مع شقيقاتها العربيات في جامعة الدول العربية محافظة على استقلالها تحميه بالنفس والنفيس مؤمنة بحق الشعوب في الحرية والاستقلال محبة للسلام ساعية الى تدعيمه منتهجة سياسة عدم الانحياز وساعية الى توطيد روابط الصداقة ومتمسكة بميثاق الامم المتحدة وشريعة حقوق الانسان".وأعرب باسمه وباسم حكومة دولة الكويت وشعبها "عن عظيم التقدير والامتنان للموقف الذي وقفته الدول العربية الشقيقة ودول العالم الصديقة الى جانب الكويت ومناصرتها لقضيتها العادلة وشجبها للعدوان".وقد نالت البلاد في عهد الشيخ عبدالله السالم استقلالها في 19 يونيو عام 1961 وتم الغاء اتفاقية الحماية البريطانية التي يعود تاريخها الى 23 يناير عام 1899 بينما أكدت الاتفاقية الجديدة بين الكويت وبريطانيا استقلال الكويت استقلالا تاما في الشؤون الداخلية والخارجية وأضحت منذ ذلك التاريخ دولة مستقلة ذات سيادة كاملة. واعتبارا من عام 1963 اختار الكويتيون ال 25 من فبراير الذي يصادف ذكرى جلوس الشيخ عبدالله السالم عيدا لاستقلالهم ويوما وطنيا وأصبحوا يحتفلون به كل عام اضافة الى ال 26 من الشهر نفسه يوما للتحرير من الغزو العراقي عام 1991.ويستذكر الشعب الكويتي في غمرة احتفالاته بأعياده الوطنية كفاح الآباء والاجداد بكل ما حققوه من انجازات عبر مسيرة هذا الوطن في مختلف المجالات وعلى جميع الاصعدة.ومنذ اعلان الاستقلال عام 1961 ظلت الدبلوماسية الكويتية أمينة على رسالتها باذلة جهدها المتفاني من أجل القضايا العربية والقومية والقضايا الاسلامية فضلا عن دعم ومساندة قضايا التحرر والاستقلال لشعوب العالم من اجل سلام البشرية وامنها وخيرها.ونشطت الدبلوماسية الكويتية في المؤتمرات واللقاءات وحفلت بالزيارات والاتصالات الثنائية والجماعية والمشاركة في المفاوضات والمناقشات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية وغيرها ولطالما كان للكويت دورها المميز وحضورها الملحوظ الذي يقابل باستمرار بالاحترام والتقدير والعرفان.وكان سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح قد أكد في كلمة ألقاها في 29 يناير عام 2008 بمناسبة ذكرى تولي سموه مقاليد الحكم في البلاد والذكرى ال47 للعيد الوطني انه "ليس بمستغرب على شعبنا العزيز تمسكه بالثوابت التي توارثها الآباء والابناء ممن سبقونا على الدرب في محبة الكويت وبنائها والاخلاص لها فقد كانوا يدا واحدة وقلبا واحدا متعاضدين في السراء والضراء لصالح الوطن ورفعته وها نحن بفضل الله تعالى نسعى جاهدين مستمدين منه العون والسداد لاكمال مسيرة الاجداد والسير على خطاهم الخيرة لتحقيق كل ما ننشده للوطن العزيز من رقي ونمو وازدهار".وأضاف سموه "ان الكويت هي الوطن والوجود وليس لنا من سبيل للنهوض بها إلا العمل بروح الفريق الواحد والاسرة المترابطة والمتحابة التي تحرص كل الحرص على التضحية والتفاني في خدمة الوطن ورقيه نابذة وراءها كل خلاف يهدد دعائم وحدتنا الوطنية ويصرفنا عن مسيرة نهضتنا المباركة".وتواصل دولة الكويت هذه الايام الاحتفال بأعيادها الوطنية في ذكرى الاستقلال ال 53 في ظل القيادة الحكيمة لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وسمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح والتفاف الشعب حول هذه القيادة لتمضي بسفينة البلاد نحو شاطئ الآمان والاستقرار والازدهار.