لم تحل العمليات الإرهابية التي شهدتها مصر أمس الأول دون أن تشكل الذكرى الثالثة لـ»ثورة 25 يناير» محطة سياسية مهمة في البلاد.

Ad

ونظمت أمس تظاهرات مؤيدة للفريق اول عبدالفتاح السيسي، الرجل القوي في البلاد المرجح ترشحه لانتخابات الرئاسة وأخرى محدودة جداً معارضة له.

واحتشد الآلاف في «ميدان التحرير»، وسط القاهرة، وسط قوات الجيش والشرطة التي انتشرت بكثافة على مداخل التحرير، وعزفت الفرقة الموسيقية التابعة لوزارة الداخلية المصرية اﻷغاني الوطنية، في حين توزعت في الميدان مجموعات تدعو إلى ترشيح الفريق عبدالفتاح السيسي للرئاسة، وتوحدت الهتافات أمام المنصة الرئيسية بالميدان على هتاف وحيد، هو «الشعب يريد إعدام الإخوان».

وعلى بعد أمتار من مبنى وزارة الدفاع، تظاهر المئات من أنصار وزير الدفاع الفريق عبدالفتاح السيسي في ميدان العباسية، لمطالبة السيسي بالترشح لرئاسة الجمهورية، واستكمال خارطة الطريق والقضاء على الإرهاب، وأقام مواطنون منصة عملاقة أمام البوابة الرئيسية لنادي «هليوبوليس» المواجهة لقصر «الاتحادية» بمصر الجديدة.

تفريق تظاهرة

وتم تفريق إحدى التظاهرات المعارضة في القاهرة بقنابل الغاز وطلقات من بنادق صيد. وتدخلت الشرطة بعد دقائق من تجمع عدة مئات من المتظاهرين يضمون إسلاميين ونشطاء شباب غير اسلاميين معارضين للجيش في ميدان مصطفى محمود بحي المهندسين في القاهرة حيث كانوا يهتفون «الشعب يريد إسقاط النظام» و»يسقط يسقط حكم العسكر»، بحسب صحافيين من «فرانس برس». وينتمي غير الإسلاميين الذين شاركوا في المسيرة الى حركة تطلق على نفسها اسم «جبهة طريق الثورة» تعارض عودة الجيش أو «الاخوان المسلمين» أو بقايا نظام مبارك الى السلطة.

6 قتلى

وذكرت مصادر طبية مصرية أمس أن ستة أشخاص قتلوا في اشتباكات بين قوات الأمن وعناصر من أنصار جماعة الاخوان المسلمين في عدة مناطق بمحافظة الجيزة منها أرض اللواء والمهندسين وأبو قتادة والهرم.

وأوضحت المصادر في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص في أرض اللواء واثنين في أبو قتادة وقتيل في منطقة مصطفى محمود.

خطاب لمنصور

على الصعيد السياسي، أعلن المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية في بيان أن الرئيس المؤقت عدلي منصور «سيلقي كلمة هامة للأمة» اليوم الاحد. ويتوقع المراقبون أن يعلن منصور اليوم تعديل خارطة المستقبل، وإجراء الانتخابات الرئاسية أولاً.

ومنذ إقرار الدستور المصري الجديد الاسبوع الماضي، ينتظر ان يصدر منصور قرارا بتحديد ما إذا كانت الانتخابات الرئاسية أم التشريعية ستجرى اولا وتحديد موعدهما. وقال مسؤولون حكوميون إن الانتخابات الرئاسية ستسبق على الأرجح التشريعية.

تفجير

وبعد يوم دام، استيقظ المصريون صباح أمس (السبت)، على تفجير إرهابي جديد، بعد انفجار عبوة ناسفة «محلية الصنع»، استهدفت «معهد مندوبي الشرطة»، التابع لوزارة الداخلية، في منطقة «عين شمس» الشعبية، قرب محطة مترو الأنفاق، من دون خسائر بشرية، في حين أبطل خبراء المفرقعات مفعول عبوة أخرى، في الموقع نفسه.

من ناحيته، اعتبر مساعد وزير الداخلية المصري السابق، اللواء فاروق حمدان جماعة «أنصار بيت المقدس كياناً وهمياً تختفي وراءه جماعة الإخوان»، التي وجدت في اسم بيت المقدس غطاء تستخدمه في صراعها ضد الشرطة المصرية، مضيفاً أن هذه الخدعة لن تنطلي على المصريين، وأضاف حمدان: «يستحيل تأمين كل منشآت الشرطة، كما أن طرق صناعة المتفجرات أصبحت متاحة على مواقع الإنترنت، لكنني أقول إن هذه العمليات تهدف إلى بث الرعب بين المصريين، بعدما فقدت الجماعة القدرة على الحشد».

«النور»

وأكد نائب رئيس حزب «النور» السلفي سيد خليفة عدم مشاركة الحزب في الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، موضحاً لـ»الجريدة» أن الحزب ضد دعوات الحشد والحشد المضاد، الذي تؤدي إلى المزيد من الضحايا.

وناشدت جبهة طريق الثورة «ثوار»، جميع أعضائها الذين لبوا دعوتها بالنزول إحياءً لذكرى الثورة، الانسحاب الكامل من جميع الفاعليات، مؤكدةً أنها أنهت جميع فاعلياتها.

مقتل 6 جنود في تحطّم مروحية

أكدت مصادر طبية مصرية لوكالة «فرانس برس» مقتل ستة جنود هم طاقم مروحية مصرية تحطمت أمس في سيناء.

وكان المتحدث الرسمي للجيش المصري العقيد أحمد محمد علي أكد في بيان أنه «في تمام الساعة الثانية عشرة ظهر اليوم السبت (أمس)، سقطت طائرة مروحية عسكرية بمنطقة جنوب الخروبة بشمال سيناء وجار الوقوف على أسباب الحادث والبحث عن طاقمها». وتعرضت قوات الجيش والشرطة في سيناء خلال الأشهر الأخيرة لاعتداءات أعلنت جماعة «أنصار بيت المقدس» التي تستلهم اساليب القاعدة مسؤوليتها عنها. وتضاربت التقارير بشأن كيفية تحطم المروحية، وانتشرت معلومات عن تعرضها لصاروخ، إلا أن السلطات المصرية لم تؤكد هذا الأمر.

خطف 5 دبلوماسيين مصريين في ليبيا

حث رئيس مجلس الوزراء المصري حازم الببلاوي، في اتصال هاتفي أجراه أمس مع نظيره الليبي علي زيدان، على سبل إطلاق سراح 5 من أعضاء السفارة المصرية اختطفوا في ليبيا على يد مسلحين.

وكانت وزارة الخارجية المصرية أكدت على لسان الناطق باسمها السفير بدر عبدالعاطي أمس نبأ اختطاف 4 دبلوماسيين في بعثتها بالعاصمة الليبية طرابلس  السبت (أمس)، ما يرفع عدد المختطفين إلى خمسة.

وقال عبدالعاطي، إنه «تم بالفعل اختطاف 3 ملاحق إداريين، والمستشار الثقافي للسفارة المصرية في ليبيا، الهلالي الشربيني»، إلى جانب الملحق الإداري حمدي غانم الذي اختطف من شقته في طرابلس. وأفادت مصادر بأن خطف الدبلوماسيين قد يكون رداً على قيام السلطات المصرية باعتقال الرئيس السابق لـ»غرفة ثوار ليبيا» شعبان هدية، المعروف باسم «أبو عبيدة الليبي» في مدينة الإسكندرية الساحلية مساء أمس الأول.