أزمة سياسية في أوكرانيا وعقوبات أوروبية جديدة على روسيا
أدت استقالة رئيس الحكومة ارسيني ياتسينيوك إلى أزمة سياسية في أوكرانيا حيث أسفرت المعارك عن سقوط أكثر من ثلاثين قتيلاً في الشرق المتمرد، بينما فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على قادة أجهزة استخبارات روسيا.
أما التحقيق في حادث سقوط الطائرة الماليزية فيراوح مكانه.وفي هذه الأجواء المتوترة أعلن الاتحاد الأوروبي في جريدته الرسمية اليوم الجمعة أنه فرض عقوبات على رؤساء أجهزة الاستخبارات الروسية ومسؤولين كبار في مجلس الأمن القومي الروسي لتورطهم في الأزمة في أوكرانيا.وتضم اللائحة الجديدة 15 شخصية و18 كياناً يستهدفهم تجميد ممتلكات وحظر سفر، بينهم رئيس جهاز الأمن الفدرالي نيكولاي بورتنيكوف ورئيس الاستخبارات ميخائيل فرادكوف والرئيس الشيشاني رمضان قديروف.المسؤوليةوفي كييف، عبر الرئيس بترو بوروشنكو عن أمله في تغليب "حس المسؤولية" ومواصلة الحكومة لعملها، ولم يتمكن البرلمان الذي كان يفترض أن يقر الجمعة استقالة ياتسينيوك، من التصويت على ذلك.لكنه سيجتمع الخميس للبت في هذه المسألة إلى جانب نشر قوة للشرطة الدولية في شرق أوكرانيا في إطار التحقيق في حادث تحطم الطائرة، واتخذ القرار بعد لقاء ليل الجمعة السبت بين بوروشنكو وياتسينيوك ورئيس البرلمان اولكسندر تورتشينوف، كما أعلنت الرئاسة في بيان.وسيعقد جزء من الاجتماع في "جلسة مغلقة" لمناقشة التحقيق في حادث الطائرة الماليزية.وعبر بوروشنكو عن أمله في "مواصلة العمل" مع ياتسينيوك الذي استقال الخميس بعد حل التحالف الحكومي في البرلمان تمهيداً لانتخابات مبكرة يريدها رئيس الدولة في اكتوبر، وقد برر قراره برفض النواب دعم اصلاحات لا تتمتع بشعبية لكن لا بد منها للحصول على قروض دولية للبلاد التي تواجه خطر الافلاس.وقد دعت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد الجمعة سلطات كييف إلى تطبيق الاصلاحات التي طلبها الصندوق، وقال متحدث باسم الصندوق في بيان أن "المديرة العامة دعت إلى تطبيق حازم لبرنامج الاصلاحات الذي وضعته السلطات وخصوصا مجمل الإجراءات التي وافقت عليها فرق الصندوق".وفي نهاية أبريل، وافق صندوق النقد على سلفة بقيمة 17 مليار دولار لأوكرانيا وأعطى موافقته المسبقة في منتصف يوليو على تسديد دفعة بقيمة 1,4 مليار دولار شرط أن تواصل السلطات اعتماد الاصلاحات الاقتصادية التي طالب بها الصندوق.وسواء وافق البرلمان أو لم يوافق على قرار ياتسينيوك، فإنه يؤثر على صورة السلطات الأوكرانية التي يتوجب عليها إدارة الحرب والوضع الاقتصادي الكارثي وتبعات تحطم الطائرة الماليزية التي يعتقد أنها اسقطت بصاروخ في منطقة المتمردين وكانت تقل 298 شخصاً.الانفصاليينويعقد سقوط الطائرة في منطقة تخضع لسيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا الذين اتهموا باطلاق الصاروخ، التحقيق وانتشال الجثث.وأبرمت كييف اتفاقين مع هولندا واستراليا اللتين قتل 193 و28 من رعاياهما على التوالي، من أجل ارسال بعثة أمنية دولية لضمان أمن الخبراء الدوليين في المنطقة. ويفترض ان يقر البرلمان الأوكراني الاتفاقين الأسبوع المقبل، لكن لم يعرف رد الفعل المحتمل للمتمردين على نشر مسلحين في هذه البعثة.وقال ميكائيل بوسيوركيف الناطق باسم وفد منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أن الانفصاليين "قالوا أنه سيقبلون بما بين 25 وثلاثين أجنبياً في الموقع".وما زالت جثث أو أشلاء موجودة في الموقع.وحضر وزيرا الخارجية الهولندي فرانس تيمرمانس والأسترالي جولي بيشوب الجمعة في خاركيف شرق أوكرانيا مراسم نقل جثث جديدة إلى هولندا، كما ذكر صحافي من وكالة فرانس برس.ونقل 180 نعشاً من أصل 227 إلى هولندا، وسيتم نقل آخرها اليوم السبت.وفي سيدني قال رئيس الوزراء الأسترالي توني ابوتانه ما زالت هناك بقايا جثث في موقع سقوط الطائرة، وقال "بالتأكيد هناك جثث لم يتم انتشالها في الموقع ووجود هذه الجثث هو ما يؤكد ضرورة نشر بعثة دولية هناك".وأكد أنها "مهمة انسانية"، موضحاً بأن "آخرين يمكنهم المشاركة إذا رغبوا في السياسة في أوروبا الوسطى لكن نحن هدفنا هو التعرف على جثث أمواتنا واعادتهم".ميدانياًميدانياً، استعادت القوات الأوكرانية من الانفصاليين مدينة ليسيتشانسك التي تضم 105 آلاف نسمة بينما تتواصل معارك عنيفة في دونيتسك ولوغانسك، أكبر مدينتين في الشرق الأوكراني تعدان معقلين للانفصاليين.وأعلنت المفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين أن حوالي مئة ألف شخص نزحوا داخل أوكرانيا وهو رقم تضاعف في أقل من شهر، بينما فضل 130 ألفاً آخرين الهرب إلى روسيا.وقتل 14 شخصاً في معارك في الساعات الـ 24 الماضية في دونيتسك واثنان آخران في لوغانسك، كما أعلنت السلطات المحلية.وأعلن الجيش الأوكراني أنه خسر 13 عسكرياً.وأدت المعارك إلى سقوط أكثر من ألف قتيل في الشرق بما في ذلك ركاب الطائرة الماليزية البالغ عددهم 298 شخصاً.وفي كييف، جاء الخلاف داخل الفريق القيادي الموالي للغرب المنقسم بشأن الانتخابات التشريعية، في وقت غير مناسب.وقال الخبير السياسي الأوكراني المستقل فولوديمير فيسينكو "لا يمكن التصرف بهذا الشكل في زمن الحرب"، محذراً من أن "أي شق في وحدة السلطة ستستخدمه روسيا".من جهته، دان حزب "باتكتيفشتينا" الذي تقوده يوليا تيموشنكو وينتمي إليه ياتسينيوك الجمعة "فتح جبهة ثانية" داخل البلاد، وقال الحزب أنه "بين السلام والفوضى، تختار أوكرانيا مع الأسف الفوضى السياسية".