ذكرنا في المقال السابق أن الشيخ جابر بن الشيخ مبارك الكبير أصابه مرض لا نعرف ما هو بشكل دقيق، إلا أن أحد أعراضه كان «البوفهاق» وهو ما يسمى بالعربية «الحازوقة». وقد كان الشيخ جابر يتناول بعض الأدوية الشعبية كالحبة السوداء، إضافة إلى استخدام الكي، وذلك كله وثقه لنا المرحوم الملا صالح الملا في رسائله إلى المعتمد البريطاني. وقد عرضت لكم ثلاثاً من هذه الرسائل الأسبوع الماضي، ونعرض رسائل أخرى اليوم مرتبطة بنفس الموضوع. رسالتنا الأولى اليوم كتبت بتاريخ 12 ربيع الثاني سنة 1335هـ، ويقول فيها الملا صالح ما يلي:

Ad

«اسعد الله صباح حضرة المحب الودود كرنل ار. اي. ايه. هملتن المفخم دام مجده،،

حضرة الشيخ جابر صحته اليوم مثل أمس ما صار فيه صخونة، وفكره ما تغير ـ لكن بوفهاق اليوم يتبين لي ازيد من امس قليل ـ اليوم الصبح شرب حليب وسوداء ـ البارحة الساعة ثلاث جدف الحليب الذي شربه امس، وهو متأذي من بوفهاق فقط، وايضا من قلة القوت، الله يفكه. ودم سالما 12 ربيع 2 سنة 1335 محسوبكم ملا صالح».

وهكذا نرى ان الـ»بوفهاق» كان ملازما للشيخ جابر، بل انه اشتد حسب رسالة الملا صالح الاخيرة، كما أنه استفرغ ما بداخله من اكل بسيط وهو الحليب والحبة السوداء وهو دواء شعبي يستخدم الى اليوم لعلاج امراض مختلفة. وفي اليوم التالي ارسل الملا صالح الرسالة التالية إلى المعتمد البريطاني:

«اسعد الله صباح حضرة المحب الودود كرنل ار. اي. ايه. هملتن المفخم دام بقاه،،

حضرة الشيخ جابر صحته اليوم احسن من امس، البارحة نام زين والفهاق ما عاد عليه والحرارة الذي كانت معه بالجوف هانت. واليوم فكره شوي احسن من امس، فقط صاير كسلان واجد من قلة القوة (القوت)، والصبح شرب حليب وطلب شوربة يسون له للغداء، انا اشوف اليوم باله احسن من امس. ودم سالما 13 ربيع 2 سنة 1335 محسوبكم ملا صالح».

ورغم التحسن النسبي لحالة الشيخ جابر حسب رسالة الملا صالح فانه توفي رحمه الله في مساء اليوم نفسه. وتسلم الحكم من بعده أخوه الشيخ سالم المبارك الصباح رحمه الله. وقد ارسل المعتمد البريطاني في الكويت إلى الأمير عبدالعزيز آل سعود بتاريخ 14 ربيع الثاني 1335هـ الموافق 6 فبراير 1917 يبلغه بوفاة الشيخ جابر ويعزيه، هذا نصها:

«من كرنل آر إي أيه هملتن بولتكل اجنت الدولة البهية القيصرية الانكليزية بالكويت الى جناب الاجل الامجد الافخم صاحب السعادة المحب الشيخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل دام بقاه،،

بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مع السؤال عن عزيز خاطركم دمتم بخير وعافية.. بعده مع الاسف نفيد جنابكم ان صديقنا العزيز الشيخ جابر المبارك توفي امس الله يتغمده بالرحمة واني اعزيكم في هذه المصيبة انشاء الله جنابكم تكونون في حياة دائمة وعمر طويل والآن صار الخلف جناب الشيخ سالم وباشر جميع الاشغال وكل شيء منتظم والحكومة البريطانية تجري معه كل المساعدة وانشاء الله يكون موفق وحضرتكم يشاهد منه كلما يسركم وتتأيد انشاء الله محبتكم معه ازيد مما سلف هذا ولأجل اداء سنة التعزية حررنا هذه الشقة اليكم نؤمل انشاء الله حضرتكم تكونون دائما بالصحة والسعادة هذا ما لزم ودمتم محروسين».

وفي نفس اليوم ارسل المعتمد البريطاني رسالة الى وزارته يتحدث فيها عن كيفية التعامل مع الشيخ سالم سنتناول تفصيلها في مقالنا الجمعة المقبلة ان شاء الله.